عدنان كامل الشمالي
مجلس الشعب ليس دكاناً تفتح به مصالحك، ولا سلماً تصعد عليه لمكانة اجتماعية. المجلس هو بيت المواطن، ومنبر الوطن، ومن يترشح لعضويته يضع نفسه أمام امتحان تاريخي: إما أن يكون ممثلاً صادقاً لشعبه، أو أن يسقط في أعين الناس قبل أن يسقط في أعين التاريخ.
أيها المرشح، اعلم أن مقعدك إن وصلت إليه ليس ملكاً لك، بل هو أمانة في عنقك. صوت الناخب الذي تحمله لم يُعطَ لك لتجمّل صورتك، بل لتتكلم باسمه وتدافع عن حقه. فإذا جعلت المنبر وسيلة لحماية مصالحك وتوسيع نفوذك، فأنت خائن للأمانة، مغشوش في نفسك قبل أن تغش الناس.
اسأل نفسك قبل أن تخوض المعركة:
هل أنت قادر أن تقول “لا” حين يكون قولها ثمناً لكرامة الناس؟
هل تملك الشجاعة أن تواجه فساداً أو خطأً ولو كان قريباً منك؟
هل تفهم أن المجلس ليس صك غفران لماضيك ولا بطاقة عبور لمستقبلك الشخصي، بل عقد ثقة بينك وبين من انتخبوك؟
إن لم تستطع أن تجيب بصدق، فلا تدخل المجلس. اعتزل أكرم لك وللوطن، ودع المجال لمن يملك ضميراً حياً لا يُشترى ولا يُساوَم.
أيها المرشح، المجلس ليس وجاهة ولا رفعة، بل ساحة اختبار للرجال والنساء الأوفياء. هناك تُقاس القامات لا بالكرسي الذي يجلسون عليه، بل بالكلمة التي يقولونها والموقف الذي يثبتون فيه.
(موقع اخبار سوريا الوطن-2)