قال ثلاثة مسؤولين إسرائيليين إنّ كيان الاحتلال والأردن أجريا محادثات سرَّية يوم الجمعة الماضي لتنسيق المواقف بشأن الوضع الأمنيّ في سوريّة، وتهريب الأسلحة من المملكة إلى المقاومة في الضفّة الغربيّة المُحتلّة.
وبحسب موقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ، فإنّ دولة الاحتلال والأردن لديهما حدود مع سورية وتريدان العمل سويةً على مخاوفهما المشتركة بشأن الوضع الأمنيّ في سورية بعد سقوط النظام.
وقال مسؤولٌ إسرائيليٌّ للموقع الإخباريّ، إنّ الأردن هو أيضًا وسيط مركزيّ بين إسرائيل وجماعات المعارضة في سورية، بما فيها منظمة هيئة تحرير الشام الإسلامية التي قادت “الثورة” التي أطاحت بنظام الأسد.
ووفقًا للموقع العبريّ، قال المسؤولون الإسرائيليون إنّ رئيس جهاز الأمن العام (شاباك) رونين بار وضباطاً كبارًا في جيش الاحتلال اجتمعوا الجمعة الماضي برئيس المخابرات العامة الأردنية، أحمد حسني، وقادة كبار في الجيش الأردني.
وقال مسؤولان إسرائيليان كبيران إنّ الجانبين ناقشا الوضع في سورية والعلاقة مع الجماعات المسلحة التي سيطرت على الحكم.
وقال المسؤولون الإسرائيليون، إنّ الجانبين ناقشا أيضًا التهديد المتزايد من وصول السلاح إلى المقاومة في الضفة الغربية المحتلّة، ممّا قد يؤدي إلى تصعيدٍ أمنيٍّ دراماتيكيٍّ.
وشدّدّ الموقع الإسرائيليّ في ختام تقريره على أنّ الناطق باسم جيش الاحتلال و (شاباك) والسفارة الأردنيّة في واشنطن رفضوا التعليق على ما ورد في الخبر.
إلى ذلك، قالت هيئة البثّ الإسرائيليّة الرسميّة (كان)، نقلاً عن مسؤولين كبار في السلطة الفلسطينيّة في رام الله، إنّه بناءً على المعدل الحالي للتهريب من الأردن، ستتمكّن الفصائل الفلسطينيّة في الضفة الغربية من إطلاق الصواريخ على إسرائيل في غضون عام.
وقالت المصادر في حديثها للإذاعة العبريّة إنّ جودة هذه الصواريخ ستكون مماثلة لعشرات آلاف القذائف التي تمّ إطلاقها من غزة في السنوات الأخيرة، أيْ أكثر تطورًا بكثير من القذائف البدائية التي تمّ إطلاقها من جنين على منطقتي العفولة وبات حيفر عدة مرات في العام الماضي.
وذكرت هيئة البثّ الإسرائيليّة أنّ حركتي (حماس) و (الجهاد الإسلامي) متورطتان في عملية التهريب، وأضافت أنّه يتم نقل المتفجرات والأموال وقدرات صنع القنابل من لبنان إلى الضفة الغربية عبر الأردن، بتوجيهٍ من إيران.
إلى ذلك، زعم الكاتب الإسرائيليّ، في صحيفة (معاريف) العبريّة، جاكي خوجي، أنّ إيران وحزب الله وحماس عملوا على تنظيم عمليات التهريب عبر الحدود الأردنية، بدءًا بالمسدسات والبنادق، ثم العبوات الناسفة والأموال التي تستخدم لدفع رواتب المقاتلين.
وقال خوجي في مقال له: “كنّا نظن أنّ حربًا قد فتحت ضدنا في غزة، لكن الحقيقة هي أنّ حملة شاملة شُنَّت علينا، فبالتزامن مع هجوم أكتوبر، كانت جبهة القتال الثانية قد تأسست وبدأت عملها بالفعل، وهذه الجبهة هي في الضفة الغربية”.
وزعم المستشرق خوجي أنّ إيران “وضعت رهاناتها على الضفة الغربية، بالتنسيق بين قيادة حماس في لبنان، وحزب الله، وأنشأت شبكة من تجار الأسلحة والمهربين، واخترقت الحدود الشرقية (الأردن) حتى أصبحت كما لو كانت مصفاة(..) كميات من الأسلحة والذخيرة شقت طريقها من الأردن إلى مخيمات اللاجئين في نابلس وجنين، كان هذا تمويلاً مستمرًا، بواسطة مهربين يعرفون الحدود من كلا الجانبين ونقاط ضعفها”.
وأضاف الكاتب الإسرائيليّ أنّه ليس من المصادفة أنْ يظهر تنظيم (عرين الأسود) في نابلس بين عشية وضحاها، بالتزامن مع ظهور مجموعاتٍ أخرى في كلٍّ من جنين وطولكرم وأريحا وقلقيلية.
من جهته، قال المحاضر في جامعة حيفا، يارون فريدمان، إنّ قوة التنظيمات في الضفة تزداد بفضل تهريب الأسلحة عبر الأردن ومن داخل إسرائيل.
وأضاف فريدمان في مقال له بصحيفة (معاريف)، أنّه “إذا قارنّا الوضع في الضفة بالوضع في قطاع غزة، نجد أنّ الفارق كبير. فبينما تحد غزة مصر، تحد الضفة الأردن، ولكن غور الأردن بكامله تحت السيطرة الإسرائيليّة الكاملة، من السهل تفسير تهريب الأسلحة من مصر إلى غزة عبر سيناء مع تقديم رشاوى للجيش المصريّ، ولكن مسار التهريب للفصائل المسلحة في الضفة الغربية أكثر تعقيدًا ويتطلب تدخل عدد أكبر من الأطراف”.
وفيما يتعلق بدور السلطة الفلسطينيّة، قال فريدمان، إنّ مصلحتها تكمن في منع التهريب، لكنها لا تسيطر على معظم الضفة، بل فقط على مناطق (A) التي تشكل حوالي 18 بالمائة منها، وبسبب السياسة الإسرائيلية المستمرة في إضعافها، فقدت السلطة قوتها، خاصة في المخيمات في شمال الضفّة الغربيّة، طبقًا لأقوال الكاتب.
اخبار سورية الوطن 2_راي اليوم