تقدر شخصيات رفيعة إسرائيلية بأنّه إذا ما تمّ التوصل إلى تفاهمات بين الولايات المتحدة وإيران في موضوع البرنامج النووي الإيرانيّ، فستحاول إدارة بايدن تجنب الإعلان عن التفاهمات كاتفاق من أجل تجنب إجراء تصويت عليها في الكونغرس الأمريكيّ، وفق ما كشفت عنه صحيفة (هآرتس) العبريّة، مُضيفةً أنّ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تحدث مع وزير الخارجيّة الأمريكيّ، أنطوني بلينكن في نهاية زيارته للسعودية، وقال له إنّ “العودة إلى الاتفاق لن توقف البرنامج النووي الإيراني، وإنّ أي تسويةٍ لن تُلزِم إسرائيل، التي ستعمل كلّ ما بوسعها للدفاع عن نفسها”.
وشدّدّت الصحيفة العبريّة على أنّه رغم الرسالة القوية التي نشرها مكتب نتنياهو بعد المحادثة، تقدر شخصيات رفيعة في إسرائيل بأنّ مجال العمل ضد اتصالات الولايات المتحدة مع إيران محدود جدًا.
ولفتت إلى أنّ إسرائيل ستجد صعوبةً في تجنيد الكونغرس ضد التفاهمات، على خلفية السيطرة الديمقراطية في مجلس الشيوخ، في حين أنّ المحاولات الإسرائيلية لجعل دول أوروبا تشدد مواقفها تجاه إيران حظيت بنجاح حتى الآن، بالأساس في موضوع التدخل الإيراني في أوكرانيا وبدرجة أقل في القضية النووية.
وكانت الصحيفة نشرت في الأسبوع الماضي، بأنّه حدث تقدم كبير في الاتصالات، وفيما بعد نشر في موقع (واللا) بأن عُمان تتوسط بين الولايات المتحدة وإيران بصورة مباشرة، فيما امتنع البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية عن التطرق صراحة لهذه الأقوال.
المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، قال ردًا على تقارير إسرائيلية بأنّ البيت الأبيض “لن يؤكد أوْ ينفي تقارير نشرتها وسائل الإعلام عن الاتفاقات”، وأضاف بأنّ إدارة بايدن في اتصال “قريب جداً جداً” مع إسرائيل في الموضوع الإيراني، وإن واشنطن وتل أبيب تريان التهديد الإيراني بنفس المنظار على الاستقرار في الشرق الأوسط.
مع ذلك، أشار كيربي إلى أنّ “الإسرائيليين يستطيعون التحدث عن أنفسهم مثل أيّ دولة أخرى تتحدث عن نفسها بخصوص هذه التهديدات وكيف ستقوم بمواجهتها”.
ووفقًا للمصادر الإسرائيليّة، يرى الكيان في هذا النفي جزءًا من محاولة محسوبة للإدارة لتجنب الإعلان عن اتفاق مع إيران، والسعي بدلاً من ذلك إلى (تفاهمات) ليس واضحًا إنْ كانت ستحظى بصلاحية سريان رسمية.
أحد الشخصيات الرفيعة الإسرائيلية أشار في هذا السياق إلى مقال نشره في نهاية الأسبوع الباحث الأمريكي هينري روم الخبير في الشؤون الإيرانية في معهد واشنطن لأبحاث الشرق الأوسط، والذي عرض فيه 3 طرق عمل ممكنة بالنسبة للإدارة في الموضوع الإيراني: التوصل إلى اتفاق جديد، ومضاعفة الضغط الاقتصادي على طهران مثلما تطالب إسرائيل، أو ما يسميه “الخيار الثالث” -التوصل إلى تفاهمات في الاتصالات مع إيران بدون الإعلان عنها كاتفاق.
يحظى التحليل الإسرائيلي أيضاً بنقد معين في واشنطن. مصدر مقرب من الإدارة قال لهآرتس بأن بايدن “رئيس نما في الكونغرس ويعمل مع الكونغرس أكثر من معظم الرؤساء. فكرة أن يحاول تجاوزه لا تتساوق بالضرورة مع سلوك الإدارة“.
واعترفت شخصية إيرانية رفيعة للمرة الأولى في تصريحٍ علنيٍّ، بأنّ اتصالات تجري مع الولايات المتحدة في الموضوع الإيرانيّ، وقال متحدث باسم وزارة الخارجية في طهران، في تصريح لوسائل الإعلام بأنّ اتصالات تجري بوساطة عمانية وأنّه “تبادلنا الرسائل مع الطرف الثاني”.
علاوة على ذلك، أكّدت الصحيفة العبريّة أنّه في نهاية الأسبوع، جرت أيضًا محادثة تلفونية بين الرئيس الإيراني والرئيس الفرنسي، والتي قال ماكرون خلالها إنّ فرنسا وباقي دول أوروبا معنية بـ “إيجاد حل دبلوماسي” لقضية النووي، وتوسل لإيران من أجل تجنب القيام بخطوات ستصعد الوضع.
ونقلت (هآرتس) عن مصادرها الرفيعة إنّ جهاز الأمن الإسرائيلي تولّد لديه انطباع بأنّ الأمور تتحرّك بوتيرةٍ أسرع من المتوقع، وأنّ الطرفين قد يتوصلان إلى تفاهماتٍ خلال عدة أسابيع، على الرغم من أنّه لم يجسر نهائيًا على كل الفجوات بينهما.
وأوضحت أنّه تقف على الأجندة تفاهمات قد تتضمن موافقة إيرانية لوقف عملية تخصيب اليورانيوم إلى مستويات عالية. بالمقابل، يتوقع النظام في طهران تسهيلات في العقوبات الدولية التي تقودها الولايات المتحدة ضد إيران. يدور الحديث في المرحلة الأولى حول الإفراج عن 20 مليار دولار من الممتلكات الإيرانية المجمدة في حسابات بنكية في الخارج، في كوريا الجنوبية والعراق وفي صندوق النقد الدولي.
وتابعت أنّه كجزءٍ من الخطوات البانية للثقة، أفرجت إيران في الأيام الأخيرة عن ثلاثة سجناء غربيين كانت تحتجزهم. مقابل إطلاق سراح دبلوماسي إيراني كان مسجونًا في بلجيكا منذ سنتين بسبب دوره في محاولة تفجير عبوة ناسفة في فرنسا.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم