آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » محطات للفساد …!؟

محطات للفساد …!؟


سلمان عيسى
تحدث الصديق عبد الرحيم احمد في مقال له بموقع المشهد، عن محطات للوقود أو محطات للفساد، ذكر فيها الكثير من الأرقام المخيفة فعلا خاصة التي تتعلق بالتصرف بكميات من المازوت المخصص للتدفئة والزراعي والصناعي إضافة إلى التصرف بكميات من البنزين والتعدي على المخزون الاستراتيجي بأكثر من محطة وخلط الخزانات بالماء .. إضافة إلى إحصائية تبين عدد محطات الوقود في كل محافظة .. فهل فعلا ( تجارة ) الوقود رابحة إلى هذا الحد ..؟
وهل الكميات التي تباع الآن هي كافية لأن تعيد رأسمال محطة الوقود ولو بعشرات السنين ..؟
منذ عدة سنوات حدثنا أحد المسؤولين ( الأصدقاء ) عن أنه سأل شخصا يعنى بالاقتصاد عن طريقة لاستثمار الف مترا مربعا في أحد المدن السورية ..اقترح الاقتصادي على المسؤول أن يشيد فيها محطة للوقود .. أجاب صديقنا هل تريدني أن أكون ( حرامي ) ..؟
وفي مقال الصديق عبد الرحيم إضافة لما نعرفه الكثير من الشواهد الموثقة لقيام الكثير من محطات الوقود بالسرقة والمتاجرة بهذه المادة الشحيحة .. والمدعومة ..
لكن السؤال الأجدى. . والأكثر إلحاحا هو : هل أصحاب هذه المخالفات يعملون بمفردهم .. أم أن لديهم شركاء يغطون مخالفاتهم ويتسترون عليها .. وسنجيب هنا من خلال التذكير بتحقيقين أجريتهما في طرطوس في صحيفة تشرين ..
في الربع الأول من العام 2014 كتبت تحقيقا عن استجرار محطة محروقات لكمية 166 الف ليتر من المازوت وحوالي 60 الف ليترا من البنزين في مدة لا تتجاوز تسعة أيام. . ليست هنا المفارقة، بل إن صاحب المحطة استجر هذه الكمية بنفوذه والمضخات غير جاهزة .. أحيل الموضوع إلى الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش .. صدر التقرير الذي قضى بمعاقبة مراقبي التموين الذين زارا المحطة مرتين في مهمة ممهورة وموقعه من مدير التموين ( الشيخ بدر – الدريكيش ) .. ليبقى المخالف طليقا ..
في عام 2015 شكلت الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش بعثة تفتيشية للوقوف على تجاوزات توزيع المحروقات .. وبالفعل صدر التقرير في أواخر العام 2015 تقريبا، حيث بين التقرير التلاعب بما قيمته أكثر من سبعة مليارات ليرة من المحروقات، وقد استعرضت هذا التقرير في صفحة كاملة في صحيفة تشرين ايضا .. لنفاجأ بعد فترة بتغيير البعثة الأولى. . أصدرت البعثة الثانية تقريرا لم يخدم أصحاب المصالح، فتم أيضا تشكيل بعثة ثالثة .. ( اوفت بالغرض ) .. ما يعني أن الشركاء لا يبخلون في لي عنق الحقيقة .. وعنق الشرفاء في سبيل مصالحهم الضيقة ..
نعم الصديق عبد الرحيم، هي محطات للوقود بنيت على أساسات متينة .. وأعمدة فساد لا يشق لهم غبار ..!؟
(سيرياهوم نيوز29-1-2022)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

المجالس الاستشارية والمجالس التمثيلية: بين المشورة واتخاذ القرار

  حسان نديم حسن في ظل التطورات السريعة التي يشهدها العالم وتنامي أهمية المؤسسات التشاركية، تبرز المجالس الاستشارية والمجالس التمثيلية كأدوات حيوية للإدارة وتقديم الخدمات ...