الرئيسية » كتاب وآراء » محكمة لاهاي … المأمول والمحقق..

محكمة لاهاي … المأمول والمحقق..

 

ميخائيل عوض

حققت جنوب افريقيا في دعوتها امام محكمة العدل الدولية، جملة من الاهداف النوعية تساوي وتزيد عن المأمول من المحكمة ؛
–        ان تتقدم جنوب افريقيا بالدعوة تكتسب اهمية نوعية قيمية واخلاقية لما كانت قد عانت من التمييز العنصري وعمليات الابادة الجماعية، وتعطي الدعوى قيمة استثنائية ومصداقية عالية بشخص المدعي والمحامي.
–        المطالعة التي تقدم بها وزير العدل الجنوب افريقي كانت محكمة ومضبطة اتهام موثقة ومتينة ولا يمكن تفكيك روايتها ووقائعها المعاشة.
–        نقل وقائع الجلسات ومتابعتها من مئات الملايين حفر عميقا في الوعي الانساني والقانوني الدولي ويتفاعل مع متغيرات اتجاهات الراي العام العالمي وخاصة الامريكي والاوروبي ويزيد في تحرير الشعوب من كذبة الهلكوسوت ويعمق اتجاهات تحميل إسرائيل وحلفائها مسؤولية المجازر والاضطرابات والابادة الجماعية ومجاوزة القوانين والشرائع ويعري الحكومات والزعماء الذين يدافعون عن اسرائيل وارتكاباتها السافرة .
–        عززت روح التضامن مع الشعب الفلسطيني وقضيته كقضية عادلة تتخذ طابعا انسانيا عالميا وتستدرج التأييد وتسهم في سقوط واندثار الدعاية الامريكية والإسرائيلية وتجهضها فتخسر اسرائيل بيئات التضامن معها وتبرير اسنادها من النخب والحكومات.
–        تعيد صياغة السردية والرواية التي بررت لإسرائيل وجودها وهيمنتها.
–        حرجت وكشفت مستوى البلادة والتخلف والخيانة للنظم والحكومات العربية والاسلامية وعدم جديتها بأسناد ودعم غزة ووقف حربها التدميرية.
–        دفاع إسرائيل كان مربكا ومتوترا وقاصرا  واتخذ صفة الدعاية السياسية الكاذبة ما اضاف عناصر ايجابية على دفاع وادعاء جنوب افريقيا.
حققت الدعوة مبتغاها وسجلت انها غير مسبوقة والاولى في وجه إسرائيل وحلفها الانجلو ساكسوني.
ومع ان تاريخ المحاكم والمؤسسات الدولية التي اصبحت مجرد استطالات لإنفاذ السياسات وحماية المصالح الامريكية والاطلسية لا يشجع الرهان على عدالتها واستقلاليتها  الا ان البيئات الناشئة في الرأي العام العالمي والتوازنات الدولية وكون جنوب افريقيا المدعي قد تؤدي الى غلبة الموقف القضائي والتحكيمي لبعض القضاة واصدار احكام تدين اسرائيل ولو ان الاحكام تفتقد الى اجهزة وقوة التنفيذ والاجبار الا ان قرارا يدين اسرائيل سيكون له اهمية وتأثير نوعي على تبدلات الرأي العام وتاليا على مواقف النخب والحكومات التي دأبت على اسناد ودعم اسرائيل وتبني سياساتها.
(سيرياهوم نيوز ٢-الكاتب)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

غزة ما بين مأزق بايدن وهذيان نتنياهو

الدكتور خيام الزعبي اختياري لعنوان مقالتي هذه لم يأتي من فراغ وإنما جاء بعد نظرة شمولية لما لهذا الموضوع من أهمية على الصعيدين الإقليمي والعالمي، ...