مع تزايد الحديث عن توجه عربي حول وجوب عودة سورية إلى محيطها العربي، أكد رئيس مجلس النواب المصري حنفي جبالي على الضرورة الحتمية لهذه العودة، مشدداً على أن سورية «ضلع محوري» في منظومة الأمن القومي وأن التحرك المصري تجاهها يأتي في إطار دعم الأشقاء العرب لها.
وبينما اعتبر وزير الخارجية المصري الأسبق محمد العرابي أن زيارة وزير خارجية مصر سامح شكري أمس إلى سورية رسالة بالوقوف إلى جانب الشعب السوري، رأى محللون سياسيون أن زيارة وفد من اتحاد البرلمان العربي إلى دمشق مؤشر إلى قرب عودة سورية إلى الجامعة العربية.
ونقلت وكالة «سانا» عن جبالي قوله خلال جلسة لمجلس النواب المصري أمس: إن «سورية كانت وما زالت ركيزة أساسية للعمل العربي المشترك، وضلعاً محورياً لا غنى عنه لمنظومة الأمن القومي العربي»، مشيراً إلى أن التحرك المصري تجاهها يأتي ضمن الجهود الدؤوبة لدعم الأشقاء العرب، وإنقاذ الأمة العربية من الشرور المحدقة بها.
وتعليقا على زيارة شكري إلى دمشق، قال وزير الخارجية المصري الأسبق محمد العرابي في حديث لوكالة «سبوتنيك» إن «زيارة شكري إلى سورية تحمل دلالات سياسية» وأضاف: إن «الرسالة الأساسية المصرية موجهة للشعب السوري بالوقوف إلى جانبه».
وحول عودة سورية إلى جامعة الدول العربية، رأى العرابي أن «عودة سورية إلى الجامعة ليست هي ما تحل مشكلاتها في الوقت الراهن».
وأمس استقبل الرئيس بشار الأسد وزير الخارجية المصري سامح شكري الذي نقل رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد فيها اعتزازه بالعلاقات التاريخية بين سورية ومصر، وحرص القاهرة على تعزيز هذه العلاقات وتطوير التعاون المشترك بين البلدين.
بموازاة ذلك، رأى محللون سياسيون حسب موقع قناة «المملكة» الأردنية، أن زيارة وفد برلماني عربي لدمشق مؤشر لإعادة العلاقات العربية مع سورية وجامعة الدول العربية، إذ توقع أساتذة العلوم السياسية أيمن البراسنة، ووليد العويمر، وحسن المومني تحسن العلاقات بين سورية والدول العربية خلال الفترة المقبلة.
وقال البراسنة: إن زيارة وفد من الاتحاد البرلماني العربي مؤشر إلى إعادة العلاقات العربية مع سورية واصفا الزيارة بأنها كانت في غاية الأهمية، حيث كانت إحدى توصيات مؤتمر الاتحاد بتشكيل وفد برلماني عربي لزيارة دمشق.
وأشار إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار محاولة استعادة العلاقات العربية مع سورية، معتبرا أن الزيارة تأخذ عدة أبعاد، منها محاولة إيجاد «مخرج سياسي» (للأزمة في سورية) بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2254 ومحاولة كسر الحصار الجائر المفروض على سورية، ومحاولة دبلوماسية نشطة لإعادة هذا البلد إلى «الحاضنة العربية»، لافتاً إلى وجود زخم لإعادة العلاقات مع سورية من عدة أطراف ولاسيما الأردن، ومصر، والإمارات، والعراق، ولبنان، وليبيا.
العويمر، المختص في الشؤون العربية والدولية، قال: إن الظروف أصبحت مهيأة لعودة سورية إلى الجامعة العربية، مشيراً إلى أن زيارة الوفود البرلمانية هي مقدمة، وسيتبعها تتويج لعودة سورية». الأمر ذاته أيده المومني الذي لفت إلى أن تكثيف تواصل دول عربية مع سورية قد يسرع من عودتها إلى مقعدها.
وأول من أمس التقى الرئيس الأسد في اجتماعين متتاليين رؤساء البرلمانات، وأعضاء الوفود البرلمانية العربية التي وصلت إلى سورية بعيد اختتام اجتماع الاتحاد البرلماني العربي في بغداد يوم السبت الماضي والذي أكد في بيانه الختامي على دعم سورية والوقوف إلى جانبها وتشكيل وفد لزيارتها بهدف الإعراب عن هذه الغاية.
وأكد الرئيس الأسد أن زيارة الوفد إلى سورية تعني الكثير بالنسبة للشعب السوري؛ لأنها تعطي مؤشراً على وقوف أشقائه العرب إلى جانبه في الظروف الصعبة التي يتعرض لها بفعل الحرب الإرهابية وتداعيات الزلزال.
وضم اللقاء الأول رئيس الاتحاد البرلماني العربي محمد الحلبوسي، ورؤساء مجلس النواب في الإمارات العربية المتحدة والأردن وفلسطين وليبيا ومصر، إضافة إلى رئيسي وفدي سلطنة عُمان ولبنان، والأمين العام للاتحاد البرلماني العربي، ثم التقى الرئيس الأسد أيضاً في اجتماع موسع رؤساء وأعضاء الوفود البرلمانية.
سيرياهوم نيوز1-الوطن