قال محللون مصريون إن الولايات المتحدة الأمريكية تلعب لعبتها الآن مع المملكة العربية السعودية حليفتها القديمة، محذرين من الخضوع لمحاولات الابتزاز التي يعرف بها الأمريكان منذ نشأتهم وحتى الآن.
أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية د. إسماعيل صبري مقلد قال إن أمريكا تحاول إخراج السعودية من المسار الحالي الذي تتحرك فيه عربيا واقليميا ودوليا، ليس بأسلوب الاصطدام المباشر معها ، وليس بتوسيع مناطق الخلاف بينهما، وليس باستخدام نفس الأدوات التي تستخدمها مع غيرها، وإنما بالالتفاف علي تحركاتها، ومحاولة إشغالها وتشتيت انتباهها وتوريطها بجرها تحت زعم الشراكة معها الي دوائر اخري كمحاربة الارهاب الدولي وداعش وغير ذلك من المشكلات التي فشلت هي في حسمها، بل وكان لتدخلاتها وحروبها الاستباقية لاجتثاثها في معاقلها علي حد زعمها ووصفها لها، الدور الأكبر في تفاقمها ومضاعفة اخطارها علي هذه المنطقة والعالم حسب قوله.
وأضاف مقلد أن ما حدث في أفغانستان والعراق ينطق بان الإرهاب وداعش جاء اليهما بعد تدخلاتها العسكرية بجيوشها فيهما، وليس قبلها، وانها هي من دخلت اليهما وانسحبت منهما بقرارتها المنفردة دون ان يكون لغيرها دور فيها.
وأضاف أنه عندما خرجت منهما كانت الاوضاع فيهما أسوأ بمراحل منها عندما دخلتهما، فلم يسمع العالم عن داعش قبل احتلال أمريكا للعراق ، ولم ينتهِ تنظيم القاعدة باحتلالها لافغانستان..
وتابع قائلا: “وعندما خرجت من أفغانستان بعد عشرين عاما من احتلالها لها تركتها لطالبان لتفعل فيها ما تشاء،ولتغرق افغانسنان معها في دوامة العنف والتطرف من جديد، هذا هو الخطر الذي يحاولون تشكيل. تحالف دولي تحت القيادة الامريكية وذلك من منظور استراتيجي جديد وضمن اطار جغرافي اوسع مدي يكون منطلقه من الرياض وتكون السعودية طرفا رئيسيا فيه مع غيرها لمحاربة الارهاب الدولي ولتقليص اخطاره وتهديداته”.
وقال إن ما يهم أمريكا هو ادخال السعودية فيه ولتكن الدواعي والمبررات ما تكون، لافتا إلى أن السعودية واقعة الآن في بؤرة الاستهداف الامريكي لها، بتكتيكات وسياسات ومبادرات ظاهرها شيء، وحقيقة الدوافع التي تتحرك بها شيء مختلف تماما عما تزعمه.
وقال مقلد إنه عندما استمع الي ما قاله وزير الخارجية الامريكية انتوني بلينكن في الرياض امام المؤتمر الذي حشدوه له واعدوه لكي يكون المتحدث الرئيسي فيه، قال لنفسه: ليتني أستطيع ان اصدقه واجاريه في ما يقوله،ولو انه يعني هذا الذي تحدث عنه واسهب فيه، لما كان هذا هو حال المنطقة التي جاء اليها اليوم ليحدثها من جديد عن الارهاب وداعش وكأنه يحدثها عن خطر لا تعرفه.
وأردف أستاذ العلوم السياسية: ما أشبه الليلة بالبارحة!
شعرة معاوية
بعض المراقبين يؤكدون أن السعودية تعلمت من دروس الماضي، وباتت تتعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية بسياسة ” شعرة معاوية ” التي تتبنى منطق المرونة وعدم التشدد.
عبر التاريخ
في ذات السياق أكد بعض المحللين أنه لا يمكن الوثوق بالأمريكان ولا البريطانيين، مؤكدين أن التاريخ حاضر لمن يقرأ ويفسر، بل حاضرة كعبرة لمن يعتبر.
إسرائيل تقود القرار الأمريكي
من جهته حذر السفير د.عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق ايران من أن اسرائيل تقود القرار الامريكي في المنطقة فلا تتوقع عودة واشنطن الي الملف النووي.
وأكد الأشعل لـ “رأي اليوم” أن واشنطن لن تتخلي عن اسرائيل ولن تعصي لها أمرا، مشيرا إلى أن واشنطن تمكّن اسرائيل من العرب ، تستخدم الحكام العرب لصالح اسرائيل وتستخدمهم حاليا ضد ايران بدرجات مختلفة.
وحذر الأشعل من أن واشنطن تستخدم المؤسسات الدولية ومنها وكالة الطاقة الذرية في لعبتها.
وقدم نصيحة لإيران بفسخ اتفاقية منع الانتشار النووي كمافعلت كوريا الشمالية عدة مرات ردا علي موقف الوكالة المتعسف.
وخلص إلى أنه لا امل في حوار مع من سلبتهم امريكا الارادة ولا أمل كذلك في ردع اسرائيل وامريكا الا بالقوة النووية.
الأطماع الهائلة
من جهته قال د.محمد نصر علام وزير الري المصري الأسبق إن هناك أطماعا هائلة وصراعا دوليا عنيفا حول منطقتنا العربية، سواء للمحافظة على سطوة قديمة بدأت تنحسر، أو لتحقيق تواجد لقوى دولية جديدة.
وحذر علام من مؤامرات مستمرة لتفكيك ماتبقى من روابط وأواصر عربية وخاصة ما بين مصر والخليج، لاختلاق أسباب للتواجد، داعيا إلى التصدي لهذه المكائد.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم