رحاب علي
في صفوف إحدى مدارس عدرا البلد بريف دمشق يحاول المربي المعلم محمد جمعة حسين حجلي تبسيط مبادئ الفيزياء والكيمياء لطلاب سنته التدريسية الأخيرة فمعهم سينهي مسيرة امتدت لأكثر من 35 عاماً.
المربي حجلي 61 عاماً بدأ مسيرته المهنية وسينهيها في بلدة عدرا البلد بثانوية الشهيد عوض المحمد لكن الأمر لم يكن بتلك البساطة بين الزمنين على حد تعبيره.
ويتحدث المدرس لـ سانا عن أصعب مراحل مهنته ويقول.. “في عام 2013 وعند دخول الإرهابيين عدرا البلد تعرضنا للتهديد بالقتل في حال لم تغلق المدارس وكنا نجد يومياً على الجدران كتابات وعبارات لإيقاف عملية التعليم”.
وأضاف حجلي.. عندما أجبرنا الإرهاب على الخروج من عدرا تنقلت بين مدارس عدة في بلدات حفير التحتا ومعرة صيدنايا ومعرونة بريف دمشق إضافة إلى ضاحية حرستا حيث يستعيد مشهداً لن يمحى من ذاكرته بالقول.. خلال فترة تدريسي بثانوية الشهيد أسامة محمد محمد بالضاحية كانت المدرسة تتعرض بشكل يومي لقذائف الإرهابيين لكن المدهش أن الطلاب لم ينقطعوا يوماً وأصروا على الحضور ومتابعة تحصيلهم العلمي ما دفعني أكثر للتمسك برسالتي.
وبعد تحرير بلدته من الإرهابيين أصر المربي حجلي على أن يكون من أوائل العائدين إليها رغم أن المدارس كانت مدمرة بشكل كامل وتفتقر إلى أدنى متطلبات التعليم فاستمر بالتدريس في مدارس ضاحية حرستا ريثما تبدأ أعمال الصيانة والترميم في عدرا.
ويقول حجلي.. “في البداية كان الطلاب يجلسون على المقاعد المحطمة والأحجار الصغيرة لعدم وجود أثاث مدرسي لكن اليوم المشهد مختلف كلياً بعد تكامل الجهود وانتهاء إعادة ترميم بعض المدارس لتعود للخدمة”.
ويشير حجلي إلى أن مهمتهم ازدادت صعوبة في السنوات الأخيرة ولا يتعلق الأمر بمخاطر التنقل والاستمرار بالعمل فقط بل بمواجهة الفكر الظلامي الذي حاول الإرهاب فرضه عبر طرق كثيرة منها منع مناهج وزارة التربية في مناطق وجودهم.
وقبل شهرين من انتهاء مسيرته التعليمية التي بدأت بعد تخرجه من كلية العلوم مباشرة يرى المعلم حجلي أن رسالة التدريس الإنسانية لا يجب أن تتوقف لذلك سلمها لابنته الصغرى التي تدرس حالياً في قسم الكيمياء بكلية العلوم لتكمل مسيرته التي رفض خلالها رغم سنواته المتقدمة تسلم أي عمل إداري ضمن أي مدرسة وطلب تمديد عمله عاماً إضافياً وأصر على خدمة هذه المهنة حتى آخر يوم له فيها من داخل الشعب الصفية.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا