آخر الأخبار
الرئيسية » إدارة وأبحاث ومبادرات » محور بحري جديد..  سورية على درب كابلات الانترنيت العالمية

محور بحري جديد..  سورية على درب كابلات الانترنيت العالمية

 

 

 

خطوة رسمت خريطة جديدة للاتصالات في سورية، فتوقيع اتفاقية إنزال أول كابل بحري دولي في ميناء طرطوس لم يعد خبراً فحسب، بل بداية لإعادة ربط سوريا بعصب كابلات الإنترنت العالمية؛ وفي هذا التقرير عرض مركز يتحدث عن أهمية هذا الربط للمواطنين وللموقع الاستراتيجي لسوريا..

 

انطلاقة استراتيجية رقمية

تضع الاتفاقية سوريا على مسار تحول نوعي؛ إذ يدخل كبل بحري بطول نحو 8700 كم يبدأ من البرتغال مرورا بمرافئ متوسطية عديدة لينتهي في ميناء طرطوس، وهذا الربط المباشر يوفر سعات كبيرة ويحسن جودة النقل ويخفض زمن الاستجابة، ما ينعكس إيجاباً على سرعات الإنترنت واستقرارها، فضلاً عن المرونة الكبيرة التي يمنحها المشروع في إدارة سعاتها الدولية من حزم البيانات.

 

مدخل مباشر للكابلات

عقود من سياسات النظام البائد حالت دون ربط سورية مباشرةً بشبكات الكابلات العالمية؛ إذ كانت حزم البيانات تمر عبر وسطاء إلى البوابة الدولية في طرطوس، ما رفع تكاليفها وأضعف كفاءتها، كما أهملت صيانة وتحديث الكابلات البحرية، فبقيت البنى قائمة على بنى قديمة ومتهالكة، الأمر الذي تسبب بتدهور جودة الخدمة رغم ارتفاع أجورها، لذلك تمثل هذه المبادرة تحولاً لإلغاء دور الوسطاء وتحسين جودة الخدمة.

 

مشاريع استراتيجية وطنية

وقال وزير الاتصالات وتقانة المعلومات السيد “عبد السلام هيكل” أن هذه المشاريع الكبرى تستكمل في غضون عام تقريبا، وهي تتكامل مع مشروع كبل ميدوسا، ومن ضمنها مشروع سيلك لينك وما يتضمنه من أعمال تمديد البنية التحتية الضوئية وتوزيع سعاتها وربط المشغلين بها، وهذا ما صرح به الوزير خلال توقيع الاتفاقية وزيارة موقع الإنزال برفقة شخصيات محلية، وأضاف بان هذه المشاريع تطلبت وقتاً لدراستها والتخطيط لها واختيار الشريك الذي سيعمل على تنفيذها بشكل مرحلي، مؤكدا أن الاتفاق لتنفيذ مشروع سيلك لينك يمر بمراحله الأخيرة، متوقعاً توقيعه مع الشركة المنفذة خلال الأسابيع القادمة بإذن الله.

 

خطة تنفيذية مرحلية

وضعت الوزارة برنامجاً تنفيذياً متعدد المراحل يهدف لإحداث تحسن ملحوظ لدى المواطنين خلال أسابيع، مع تفعيل الدفعات الأولية من السعات، والتوسع تدريجياً في توزيعها؛ مع تنفيذ مشروعي سيلك لينك وبرق نت، وإتمام خطوط النقل الرئيسية وتنفيذ الشبكات المحلية سيبلغ التحول الملحوظ نطاقاً أوسع يصل ذروته مع توصيل الألياف الضوئية إلى المنازل.

 

آثار تاريخية واقتصادية

الموقع الجغرافي لسورية يمنحها قيمة هامة للعبور بين آسيا وأوروبا، لكن سياسات النظام المخلوع تغاضت عن هذا العنصر الحيوي وعزلت البلد عن العالم كما حرمت العالم من سوريا؛ وإعادة تفعيل هذا الدور تفتح فرصاً اقتصادية كبيرة، تتمثل بخفض نفقات الاتصالات، وجذب استثمارات مراكز البيانات، وخلق بنى تحتية رقمية قادرة على استيعاب الحركة الدولية.

 

لا يقتصر مشروع إنزال الكبل البحري على تحديث للبنية التحتية فحسب؛ بل يشكل بوابة لاستعادة سوريا لمكانتها على خارطة الاتصالات العالمية؛ ويبقى النجاح النهائي مرهون بتسارع تنفيذ الشبكات الداخلية والتكامل مع المشاريع الوطنية لتحويل هذه الإمكانات إلى خدمات أسرع وفرص اقتصادية مستدامة للمجتمع والدولة.

 

(اخبار سوريا الوطن 1-دائرة الاعلام في وزارة الاتصالات وتقانة المعلومات )

x

‎قد يُعجبك أيضاً

سوريا والبنك الدولي يبحثان مشاريع تطوير النقل البري والبنية التحتية

بحث وزير النقل السوري يعرب بدر مع مدير قطاع النقل لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في البنك الدولي إبراهيم الدجاني والوفد المرافق، سبل دعم وتطوير البنية التحتية ...