العالم بأسره يعود إلى سوريا.. تتوالى خطوات العودة بأسرع مما هو متوقع.. بالأمس الاتحاد الأوروبي قرر رفع العقوبات.. وقبل الأوروبيين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يقرر رفع عقوبات الولايات المتحدة الأمريكية عن سوريا، ويبرز الغطاء العربي والخليجي مع سوريا قلباً وقالباً في إحاطة واضحة ودعم لكلِّ الخطوات القائمة تجاه سوريا.
هذا اتجاه إستراتيجي يجسد حاجة الدولة وتطورها الطبيعي لهذه العودة ولهذا الانفتاح، ولاسيما أنّ البلاد عاشت في دائرة مغلقة طوال عقد ونيف من الحرب لم تستطع إنتاج أيّ شيء مباشر.. حتى نفسها .. !!
بالتوازي مع ذلك وبتقريب الصورة والمشهد أكثر، تبدو الناس مستعجلة جداً إلى الانفراج وإلى تحسين أحوالها – وهذا حقها- وكأن ما يجري هي قرارات لشيكات مستحقة الصرف المباشر ولمن يريد.. !! وذلك بفعل الظروف الاقتصادية الحرجة جداً التي تمرّ على البلاد والعباد، نحن نتحدث اليوم عن عقوبات تحتاج إلى إجراءات، ونتحدث عن قطاع أعمال بدأ يرتب أوراقه للعمل والاستثمار في سوريا من جراء المناخات الدولية الكبيرة التي سادت.
لكن اليوم مكسر العصا فوق رؤوسنا جميعاً هي في “مرحلة انتقالية” في الاقتصاد والعودة إلى دورة حياة واقتصاد طبيعية تصل مفاعيلها إلى الكبير والصغير.
في مقدمات الاقتصاد السوري الجديد اليوم والمجسد الآن في “مرحلة الانتقال”، يبرز دور وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل كحامل اجتماعي مذهل خلال فترة التحول وعبر أذرعها الأهلية وأذرعها في مؤسساتها الرسمية، من خلال العمل على برامج الدعم الاجتماعي المباشر للأسر الفقيرة وتقديم المساعدات النقدية والعينية، وكذلك الأمر العمل من اليوم على التدريب الفني والمهني استعداداً لسوق العمل الجديدة.
ومن المهام الأساسية لوزارة الشؤون اليوم العمل على الشراكات مع المنظمات الدولية مثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة العمل الدولية. وفي زحمة الحديث عن الاستثمارات الكبيرة، من الأساس أن تقوم وزارة الشؤون الاجتماعية بدور فيما يتعلق بالمشاريع الصغرى والمتناهية بالصغر والتي تبدأ بسياق دعم اجتماعي لتكبر ويشتد عودها اقتصادياً.