نبال إبراهيم
تحدث العشرات من مزارعي القمح بمحافظة حمص لـ«الوطن» عن تخوفهم من تراجع محاصيلهم من القمح لعدم توافر الأسمدة الضرورية لها في الجمعيات والروابط الفلاحية وتوافره في السوق السوداء بأسعار تزيد بعشرات الأضعاف، لافتين إلى أن محصول القمح في خطر هذا العام في حال لم يتم تأمين السماد اللازم له.
وأكد المشتكون أن البعض منهم لم يستلم الدفعة الثانية من السماد على الرغم من تسجيلهم لدى الجمعيات الفلاحية في قراهم وبعضهم الآخر لم يستلم أي دفعة حتى تاريخه.
وناشدوا الجهات المعنية عبر «الوطن» ضرورة الإسراع بتأمين الأسمدة اللازمة وتوزيعها على المزارعين بأقرب وقت ممكن حتى لا يزداد واقع محصول القمح سوءاً لهذا الموسم وتنخفض إنتاجيته بشكل كبير.
بدوره رئيس اتحاد الفلاحين بحمص يحيى السقا أكد لـ«الوطن» أن مطالب الفلاحين محقة إلا أن كميات الأسمدة غير كافية لتلبية كل احتياجات الفلاحين نتيجة لظروف الحصار الاقتصادي الجائر على القطر، لافتا إلى أنه تم استلام الأسمدة من قبل المصرف الزراعي بحسب المتوافر وتوزيعها على كل المزارعين بعدالة عن طريق الروابط الفلاحية واللجان وبحسب المادة 17 في الجمعيات الفلاحية.
وأضاف: في هذه الفترة نحن بحاجة ماسة لاستكمال توزيع الدفعة الثانية من الأسمدة اللازمة لمحصول القمح الاستراتيجي للحصول على إنتاجية جيدة، والأمر ينطبق أيضا على المازوت الزراعي باعتبار أن الكميات المتوافرة غير كافية.
من جانبه بين رئيس دائرة الإنتاج النباتي في مديرية زراعة حمص يونس حمدان لـ«الوطن» أن حاجة المحافظة من الأسمدة اللازمة للقيام بكل عمليات التسميد لمحاصيل القمح المروي والبعل منذ بداية زراعة الموسم حتى نهايته تزيد على 16.6 طناً من الأسمدة المختلفة، موضحاً أن الحاجة هي إلى نحو 8500 طن من سماد اليوريا بنسبة 46% وحوالى 4300 طن من سلفات البوتاس بنسبة 50% وما يزيد عن 3800 سماد السوبر فوسفات بنسبة 46%، لافتاً إلى أنه يمكن التعويض عن سماد اليوريا بنترات الأمونيوم والحاجة إليه تقدر بنحو 12 ألف طن.
وأكد حمدان أن محصول القمح جيد بشكل عام حتى تاريخه، ولا يوجد فيه أي إصابات حشرية أو فطرية ملحوظة وخالٍ حتى الآن من مرض الصدأ الأصفر والتي تؤثر في إنتاجيته.
وأشار إلى أن عدم تسميد محصول القمح يؤثر سلباً في مردودية وحدة المساحة الإنتاجية بنسب مختلفة ومتفاوتة، مشدداً على ضرورة توفير الدفعة الثانية من السماد الآزوتي حتى يتم التمكن من تسميد المحصول وزيادة المردودية في وحدة المساحة وبالتالي زيادة الإنتاج الإجمالي.
وأوضح حمدان أن المساحات المزروعة بالقمح المروي في مختلف مناطق المحافظة وصلت إلى أكثر من 17861 هكتاراً بنسبة تنفيذ تزيد على 100 بالمئة، وأن المساحة المزروعة بالقمح البعل بلغت حوالى 24193 هكتاراً بنسبة تنفيذ تزيد على 100 بالمئة عن المساحة المخططة.
من جهته أكد مدير المصرف الزراعي بحمص محمد الأحمد لـ«الوطن» أن المصرف انتهى من تمويل الدفعة الأولى من السماد المخصص لموسم القمح الحالي وتم صرف كمية من الدفعة الثانية لبعض المزارعين من الكميات التي تبقت من الدفعة الأولى، لافتاً إلى أنه تم التوقف عن توزيع الأسمدة لعدم توافرها حالياً.
وأشار الأحمد إلى أن المصرف صرف نحو 2.225 طن من الأسمدة بقيمة مالية إجمالية تقدر بنحو 407 ملايين ليرة سورية خلال موسم زراعة القمح، موضحاً أنه تم توزيع كمية 1300 طن من سماد اليوريا بقيمة مالية حوالى 251 مليون ليرة سورية وكمية 820 طناً من سماد نترات الأمنيوم بقيمة مالية وصلت لأكثر من 131 مليون ليرة وكمية 105 أطنان من السوبر فوسفات بقيمة 25 مليون ليرة سورية.
بدوره أكد مدير مصرف الزراعي في تلكلخ بريف حمص الغربي محمد حمدوش لـ«الوطن» أن المصرف أنهى أيضاً عمليات توزيع الدفعة الأولى من الأسمدة لمحصول القمح بكمية نحو 400 طن من سماد اليوريا و355 طناً من سماد النترات و34 طناً من سماد السوبر بقيمة مالية إجمالية تقدر بنحو 142 مليون ليرة سورية، لافتاً إلى أنه تم توزيع نصف الاحتياج تقريباً وأن المصرف سيباشر بتمويل الدفعة الثانية فور توافر الأسمدة فيه.
ولفت حمدوش إلى إن المصرف باع 531 طناً من بذار القمح بنوعيه الطري والقاسي للموسم الزراعي الحالي بقيمة وصلت إلى 239 مليون ليرة، مشيراً إلى أن المساحة المخصصة لزراعة القمح في منطقة تلكلخ وفق خطة مديرية الزراعة 850 هكتاراً منها 288 هكتاراً مروية و556 هكتاراً بعلاً.
سيرياهوم نيوز 6 – الوطن