آخر الأخبار
الرئيسية » تحت المجهر » مخاوف كردية من هجوم تركي: أنقرة لا تريد التسوية

مخاوف كردية من هجوم تركي: أنقرة لا تريد التسوية

 

محمد نور الدين

 

يبدو الأكراد في شمال شرق سوريا، كما لو أنهم في مأمن، مقارنةً ببقيّة الأقليات السورية؛ فهم لم يتعرّضوا بعد لمجازر وانتهاكات واسعة ممنهجة، على غرار ما حصل في مناطق العلويين والدروز، وتفجير الكنيسة في دمشق وتهجير المسيحيين.

 

لكنّ ذلك، كما يعتقدون، ما كان ممكناً لولا قرارهم الاحتفاظ بسلاحهم؛ وقد جاءت أحداث الساحل والسويداء، لتمنحهم مبرّراً قويّاً لعدم الاندماج في الجيش الناشئ، علماً أنهم كانوا اقترحوا أن تكون «قسد» جزءاً من هذا الأخير، على أن يقتصر وجودها، بصفتها لواء مستقلّاً نسبيّاً عن الإدارة المركزية، على مناطق شرق الفرات. غير أنّ أكراد سوريا، ورغم أنهم لا يخشون هجمات القوات الحكومية، فإنهم بدأوا يعدّون لاحتمال مبادرة الجيش التركي إلى استخدام القوّة ضدهم، عبر غزو مناطقهم في سوريا، في حال رفضهم تسليم سلاحهم للسلطة المركزية.

 

والواقع أنه منذ توقيع اتفاق العاشر من آذار بين الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع والقائد العام لـ«قسد» مظلوم عبدي، تتكرّر في تصريحات المسؤولين الأتراك عبارات التهديد، وآخرها ما قاله وزير الخارجية، حاقان فيدان، من أنّ «صبر بلاده قد نفد»، وأنها «لن تقف متفرّجة في حال لم ينفّذ الأكراد اتفاق العاشر من آذار».

 

ومن هنا، تكثر في الأوساط الكردية المواقف والتصريحات والكتابات التي تسلّط الضوء على الموقف التركي «العدائي» من الأكراد، وتطرح علامات استفهام حول المسار الحالي لحلّ المسألة الكردية في تركيا كما في سوريا. وفي مقدمة هذه الشكوك، النظر إلى توقيع اتفاق الدعم العسكري التركي للسلطة الانتقالية السورية، على أنه موجّه بشكل رئيس ضدّ القوات الكردية في شرق الفرات.

 

«تريد تركيا بعد ما حلّ بالعلويين والدروز، أن يعلن الأكراد استسلامهم»

 

 

ووفقاً لصحيفة «يني أوزغور بوليتيكا» الكردية، فإنّ «سياسات رجب طيب إردوغان في سوريا، تحاكي سياسات بنيامين نتنياهو في ممارسة الهيمنة الاستعمارية بالقوّة». وما يشجّعه على ذلك، «تأييد العالم الإمبريالي والأنظمة الملكية العربية له».

 

مع ذلك، تضيف الصحيفة، فإنّ «شَنّ حربٍ على قوات سوريا الديموقراطية، لن يكون مؤاتياً لإردوغان. فالتأييد له بعد إسقاط نظام الأسد تراجع بسبب سياسات القتل للأقليات، كما أنّ معارضة الدول العربية ستكون أيضاً عقبة أمام شنّه حرباً جوّية ضدّ الأكراد. فأيّ محاولة من هذا القبيل ستعني قطع مصادر التمويل العربية عن تركيا، كما سترى الدول العربية في توسّع إردوغان سلباً لحدائقها في سوريا.

 

وسيخلق أيّ عدوان تركي على الأكراد، ردّ فعل متجدّداً من الشعب السوري على مثل هذه الحرب». وتقول الصحيفة إنّ خطّة إردوغان هي «خلق جوّ حرب ونشر تشكيلات قتالية لعصابات الجولاني والجيش الوطني السوري (الحر سابقاً) قرب مناطق وحدات الدفاع الكردية، والخرق المتواصل لوقف النار وشنّ غارات جوية جزئية».

 

والهدف من كل ذلك، الضغط على «قسد» لإخضاعها، و«إذا فشلوا في ذلك، فالمبادرة إلى شنّ حرب لاحتلال المناطق الكردية»، وهو ما عناه فيدان بقوله: «لقد نفد صبرنا وسنبدأ حربنا». وتنتهي الصحيفة إلى القول إنّ «تركيا هي التي سهّلت عقد اجتماعات باكو بين الجولاني وإسرائيل، فضلاً عن كونها جزءاً رئيساً من المؤامرة. وسوريا ليست سوى مرآة لعداء إردوغان للأكراد».

 

وفي مقالة في الصحيفة نفسها، يقول الكاتب زكي عقل إنّ ممارسات تركيا لا تنسجم مع ادّعائها السعي وراء الأخوّة التركية – الكردية في الداخل التركي، والأخوّة العربية – الكردية في الداخل السوري. ويتابع: «تركيا تسعى إلى منع الفرصة التاريخية التي سنحت للشعب السوري للانتقال إلى نظام جديد ديموقراطي.

 

وفي المقابل، تلقي بكل دعمها لهيئة تحرير الشام التي ليست سوى نسخة أخرى من تنظيم القاعدة وتسعى إلى نظام ديكتاتوري قائم على تفسير ديني صارم مستند إلى طائفة واحدة». وبحسب الكاتب، فإنّ «كل ما تفعله هيئة تحرير الشام هو من توصيات وصنع تركيا؛ حتى مجلس الأمن القومي التركي أوصى بوجود حكومة مركزية أحادية في دمشق».

 

ويرى أنّ «محاولات إحياء الاتفاق مع دمشق، بوساطة توم برّاك، لم تنجح»، وأنّ أنقرة «عرقلت اجتماع باريس، واستدعت وزيرَي خارجية سوريا ودفاعها وأجبرتهما على توقيع اتفاق عسكري لاستخدام بلادهما كساحة خلفية لنشاطاتها». ومن وجهة نظر عقل، تريد تركيا بعد ما حلّ بالعلويين والدروز، أن يعلن الأكراد استسلامهم. ويتساءل: «هل هذه أخوّة تركية – كردية؟ إنّ ما يقال وما يحدث على الأرض لا يتوافق مع الأخوّة، بل هو استمرار للعداء التقليدي ضدّ الأكراد».

 

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

ابتسامة بوتين وصمت ترمب والسجادة الحمراء… قمة ألاسكا في 5 مشاهد

  وُصف الاجتماع المهم بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، بأنه خطوة حيوية نحو السلام في حرب أوكرانيا.   إلا أن الاجتماع ...