تستعد جزيرة سومطرة الإندونيسية التي ضربتها الفيضانات لمزيد من الأمطار الغزيرة السبت، في وقت حذّر حاكم إحدى الأقاليم المنكوبة من أن عدد القتلى تخطى 900 وسط مخاوف من انتشار الجوع.
اجتاحت سلسلة من العواصف الاستوائية والأمطار الموسمية جنوب شرق وجنوب آسيا، ما تسبب في انزلاقات اتربة وفيضانات عارمة امتدت من غابات سومطرة المطيرة إلى مزارع في مرتفعات في سريلانكا.
ولقي أكثر من 1770 شخصا حتفهم في كوارث طبيعية تضرب إندونيسيا وسريلانكا وماليزيا وتايلاند وفيتنام منذ الأسبوع الماضي.
وأفادت وكالة الأرصاد الجوية الوطنية الإندونيسية أن الأمطار قد تعود السبت إلى إقليمي آتشيه وشمال سومطرة، حيث جرفت الفيضانات طرقا وغمرت منازل بالأوحال وقطعت الإمدادات.
وقال حاكم آتشيه مذاكر مناف إن فرق الاستجابة لا تزال تبحث عن جثث في الأوحال التي وصلت إلى مستوى الخصر.
لكن الجوع أحد أخطر التهديدات التي تواجهها القرى النائية التي يصعب الوصول إليها.
وقال للصحافيين إن “عددا كبيرا من السكان يفتقرون إلى احتياجات أساسية فيما لم تصل المساعدات بعد إلى مناطق عديدة في الأرياف النائية بآتشيه”.
أضاف “الناس لا يموتون من الفيضانات، بل من الجوع. هذا هو الواقع”.
وأكد مذاكر أن قرى بأكملها جرفتها مياه الفيضانات في منطقة آتشيه تاميانغ المكسوة بالغابات المطيرة.
وأوضح أن “منطقة آتشيه تاميانغ دُمرت بالكامل، من أعلاها إلى أسفلها، حتى الطرق وصولا إلى البحر”.
وقال “أصبحت العديد من القرى والأقضية الآن مجرد أسماء”.
وعبر منوّر ليزا زينال أحد سكان آتشيه، عن شعوره بـ”الخيانة” من الحكومة الإندونيسية التي تجاهلت حتى الآن الدعوات لإعلان كارثة وطنية.
وقال لوكالة فرانس برس “هذه كارثة استثنائية يجب مواجهتها بإجراءات استثنائية”، مكررا مشاعر استياء عبر عنها متضررون آخرون بالفيضانات.
وسأل عن “الجدوى من إعلان كارثة وطنية إذا كان سيأتي متأخرا”.
ومن شأن إعلان حالة كارثة وطنية أن يفرج عن موارد ويساعد الوكالات الحكومية على تنسيق استجابتها.
وأشار محللون إلى أن إندونيسيا قد تُحجم عن إعلان حالة كارثة والسعي للحصول على مساعدات خارجية إضافية، لأن ذلك سيُظهر أنها غير قادرة على تحمل المسؤولية.
وأكدت الحكومة الإندونيسية هذا الأسبوع قدرتها على التعامل مع التداعيات.
– كارثة مناخية –
لم يتضح حجم الدمار إلا مؤخرا في أجزاء أخرى من سومطرة مع انحسار مياه الأنهار المتدفقة ومياه الفيضانات.
أظهرت صور لوكالة فرانس برس قرويين ينقذون أثاثا ملطخا بالأوحال من منازل غمرتها الفيضانات في أيك نغادول بسومطرة الشمالية.
وتخشى المنظمات الإنسانية من أن يكون حجم الكارثة غير مسبوق، حتى بالنسبة لدولة معرضة لكوارث طبيعية.
وارتفعت حصيلة القتلى في إندونيسيا إلى 908 السبت، وفقًا لهيئة إدارة الكوارث، فيما لا يزال 410 شخصا في عداد المفقودين.
كما ارتفع عدد القتلى في سريلانكا بأكثر من 100 الجمعة لتصل الحصيلة إلى 607 قتلى، فيما حذرت الحكومة من أن هطول مزيد من الأمطار يزيد من مخاطر حدوث انزلاقات أتربة جديدة.
وأبلغت تايلاند عن 276 حالة وفاة وماليزيا عن حالتين، بينما لقي شخصان على الأقل حتفهما في فيتنام بعد أن تسببت الأمطار الغزيرة في انزلاقات تربة.
والأمطار الموسمية جزء من الحياة في جنوب شرق آسيا، فهي تغمر حقول الأرز وتدعم نمو محاصيل رئيسية أخرى.
لكن تغير المناخ يفاقم تلك الظاهرة ويجعلها أكثر تقلبا وخطرا في أنحاء المنطقة.
ولفت أنصار حماية البيئة والحكومة الإندونيسية إلى أن قطع الأشجار وإزالة الغابات يُفاقمان انزلاقات الأتربة والفيضانات في سومطرة.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _راي اليوم
syriahomenews أخبار سورية الوطن
