خفتت حدة الحراك الدبلوماسي الاردني خلال اليومين الماضيين على أمل ايصال الرسائل والترقب بخصوص تطورات الاحداث في فلسطين المحتلة وبروز مؤشرات قوية على ان الصراع بالرغم من كل التحذيرات المصرية والاردنية ولاحقا العربية و الدولية والاقليمية بدا فعلا يتسع وان كان ببطء شديد.
في إستراتيجية التفاعل الاردني محاذير وملاحظات وتساؤلات من كل الاصناف وتقلص مستوى الحراك الدبلوماسي خلال اليومين الماضيين مع التأكيد على المبدأ والثوابت المعلنة محاولة للتوقف والاستدراك واجراء استعدادات من مختلف الاصناف والتقييمات للمرحلة الأسوأ في الصراع الحالي خصوصا في ظل الغطاء الدولي التي توفره الادارة الامريكية الحالية لاستمرار عملية قصف المدنيين وارتكاب المجازر في جنوب فلسطين وضد اهل قطاع غزة.
الاردن معنى تماما بعودة لكن فرصة عودة الهدوء يبدو انها بتقييم غرفة القرار الاردني تفوت ودون اي مسوغات تحيي الأمل بإمكانية وقف حالة الصراع العسكري والعودة الى عملية سياسية تصورت المؤسسات الاردنية ان المجتمع الدولي قد يلجأ اليها لاحقا.
لكن ما يقال للأردنيين وللمصريين خلف الستائر والكواليس ان اي عملية سياسية من اي صنف بخصوص الملف الفلسطيني وملف الصراع بين الفلسطينيين والاسرائيليين لن تبدأ قبل تحقيق الهدف المعلن والذي توافق عليه الادارة الامريكية للحملة العسكرية الاسرائيلية الحالية وهو تقويض القدرات العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية وحصرا لحركة حماس خلال العملية العسكرية الجارية حاليا.
يحاول الاردن بجهد بالغ ايصال بعض الأطراف الدولية الى مساحة تقبل فكرة وقف اطلاق النار.
لكن هذه المحاولة اخفقت حتى الان في الوقت الذي يتحول فيه التهجير القسري لسكان قطاع غزة من شمالها الى وسطها وجنوبها الى عملية دراماتيكية وواقعية تحصل فعلا على الارض داخل قطاع غزة في هذه المرحلة بالرغم من كل التحذيرات الاردنية والمصرية .
ويبدو حسب مصادر أردنية ان حكومة عمان ليس لديها أدلة وبراهين قاطعة على ان الجانب المصري سيصمد فعلا في رفض استقبال نازحين من داخل الحدود المصرية فيما تردد هنا وهناك افكار ومقترحات حول كيفية التعامل مع ازمة النزوح والسكان في ظل القصف الجوي الاسرائيلي الوحشي المتواصل مع ان الاردن حاول اقناع بعض الدول الاوروبية باتصالات خاصة بالتحدث عن هدنة انسانية لمعالجة ازمة النزوح حتى لا يحصل تهجير قسري رفيع المستوى.
الوقائع الرقمية تتحدث عن إجبار ما لا يقل عن مليون و400 الف مواطن في قطاع غزة على ترك منازلهم.
وهو سيناريو هاجس الدولة الاردنية الأساسي حتى الان ان لا يحصل او ينتقل الى الضفة الغربية وهي الصيغة التي اعتبرها وزير الخارجية ايمن الصفدي علنا بمثابة حرب على بلاده.
ورغم مبدئية الموقف السياسي الاردني المعلن ورصد ملاحظات حول استرخاء محتمل من الجانب المصري وعدم التوثق من انه يتخذ موقفا قطعيا تجاه مسالة التهجير القسري وعبور لاجئين الى مصر الا ان الاردن دخل في مزاج شعبي حاد ورسمي حائر ومرتبك وفي حالة الترقب لمسار الاحداث خوفا من ان تنفلت وتصبح مفتوحة على كل الاحتمالات.
وحتى اللحظة لا مؤشرات اردنية على الاقل لا على خطط لوقف اطلاق النار حتى من اجل الرهائن والاسرى ولا مؤشرات على مبادرات دولية والانسانية فيما التقسيط المزعج والمقلق للمساعدات الانسانية برعاية الامم المتحدة عبر معبر رفح اصبح من العناصر التي تلهب التوقعات الأردنية باتجاه الوضع يتجه نحو الأسوأ وبخطى صلبة وثابتة على حد تعبير مصدر رسمي أردني.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم