آخر الأخبار
الرئيسية » مجتمع » مخزون المقاومة البشري يقلق العدوّ: كيف الخروج من «الدوّامة»؟

مخزون المقاومة البشري يقلق العدوّ: كيف الخروج من «الدوّامة»؟

يوسف فارس

عكس السلوك الاستخباري الإسرائيلي في قطاع غزة، أمس، خطورة التقرير الذي نشرته «القناة 13» الإسرائيلية، عن تمكّن حركة «حماس » من إعادة ترميم نفسها وقدراتها في مناطق شمال القطاع؛ إذ لم تبرح العشرات من طائرات الاستطلاع أجواء المناطق الشمالية طوال ساعات النهار. وبدا واضحاً أن تلك التحرّكات من جانب قوات العدوّ لا تأتي ضمن النشاط الروتيني الاعتيادي، وإنما تمهّد لعمل ميداني مرتقب. في غضون ذلك، شنّت الطائرات الحربية المقاتلة العشرات من الغارات، بدءاً من حيّ الزيتون، إلى شارع الثلاثيني، وليس انتهاءً بحيّ الشيخ رضوان، حيث دمّرت طائرات الاحتلال مبنى كلية «نماء» الذي تحوّل إلى مركز إيواء ونقطة لتوزيع المساعدات. ووفقاً للقناة المذكورة، فإن «كتائب القسام» نجحت في تجنيد 3000 عنصر جديد خلال الأشهر الأخيرة، ولا مناص، بحسبها، من تنفيذ عملية برية جديدة واسعة لمنع هذا التهديد.على أن هذا المنحى الاستنزافي الذي وسَم تحرّكات جيش الاحتلال طوال قرابة عام من الحرب، لا يبدو أن ثمة فرصة للخروج منه، وخصوصاً أن فكرة الاستسلام ورفع الراية البيضاء ليست واردة في أدبيات المقاومة. ويقول مصدر مقرّب من المقاومة، لـ«الأخبار»، إن «تقارير الاحتلال عن نجاح تجنيد 3000 جندي هي محاولة لتبرير عدوان جديد. الحقيقة أن المقاومة لم تخسر كامل مخزونها البشري كي تضطر إلى إعادة التجنيد، على رغم أنه في الواقع الطبيعي هناك تجنيد بشكل شهري، ومن الطبيعي أن تكون هناك حالة تعبئة عامة وتجديد مستمر في الكوادر». وينظر المصدر ذاته إلى فكرة إعادة التوغّل في مناطق شمال القطاع على أنها محاولة للبحث عن العمل، ويقول: «هذا جيش في حالة حرب، ولا بد من إيجاد عمل له، وقد توغّل في كل مناطق قطاع غزة وشمال غزة مرة أو مرتين على الأقل، وفي كل مرة ينهي فيها عمليته العسكرية ويزعم أنه أتمّ القضاء على عناصر حماس والبنى التحتية للمقاومة، ثم يضطرّ إلى العودة بعد عدة أشهر، ويُمنى بخسائر بشرية ويُواجَه بمقاومة عنيفة لم يكن قد واجهها في مرّات سابقة. ما يحدث هو أن المقاومة هي حالة مرتبطة ببقاء الاحتلال (…) هناك نتائج للعمل تتعلّم منها المقاومة بشكل مستمر، ودراسة لأساليب الاحتلال وتكتيكاته بشكل مستمر. لذا، من الطبيعي أن تتحسّن أساليب المقاومة وتتطوّر خططها الميدانية».

ويُعدّ حيّ الزيتون الذي تتوغّل فيه الآليات الإسرائيلية للمرة السابعة منذ بداية الحرب، ولا تزال المقاومة توجّه فيه ضربات دقيقة ومركّزة إلى جيش الاحتلال، نموذجاً لحالة الاستنزاف المستمرة؛ إذ سجّلت المقاومة فيه، طوال الشهر الماضي، أكبر قدر من الخسائر في صفوف جنود الاحتلال منذ بداية الحرب. ووسط وقائع الميدان التي تبدّد بشكل يومي صورة الانتصار الناجز الذي يطمح رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إلى تحقيقه، يسجّل الأخير نفسه على أنه واحد من أكثر رجال السياسة انفصالاً عن واقع الميدان، وخصوصاً بعدما أوعز، وفق ما ذكرته «القناة 12»، إلى قادة الجيش بالاستعداد لاحتمال القيام بمهمة توزيع المساعدات على الأهالي في شمال القطاع وجنوبه، بدلاً من المؤسسات الدولية، مع العلم أن جيشه لم يستطع تثبيت نفسه عسكرياً في المناطق التي يتوغّل فيها، في عمليات خاطفة لا تستمر أكثر من أسبوع.

 

 

 

 

 

سيرياهوم نيوز١_الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

وفاء لتقليد سنوي.. آلاف التونسيين يقصدون القيروان ليلة المولد النبوي

كعادتها في كل عام، شهدت مدينة القيروان وسط تونس مساء السبت، احتفالات في مختلف الساحات والمساجد، بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، امتزجت فيها الأناشيد الدينية ...