بعد الاشتباكات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال عند أطراف مخيم جنين، أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية أنّ الانتصار لمخيم جنين ومقاوميه هو بفتح النار على العدو في كل مكان من الأرض الفلسطينية.
يأتي ذلك على حين أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مخططاً لإقامة 4 آلاف وحدة استيطانية في مناطق متفرقة بالضفة الغربية، في انتهاك جديد لقرارات الشرعية الدولية التي تؤكد عدم شرعية الاستيطان وتطالب بوقفه.
وحسب وكالة «وفا» أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية، أمس السبت، أنّ عدوان الاحتلال الإسرائيلي على الأهالي في جنين يجب أن يشكل انتفاضة عارمة ضد المحتل في كل أرجاء الضفة الغربية.
بدورها، نعت سرايا القدس – كتيبة جنين، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الشهيد أحمد ناصر السعدي 23 عاماً أحد كوادرها الأبطال في الكتيبة والذي ارتقى شهيداً في اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال التي اقتحمت مخيم جنين، صباح أمس السبت.
وقالت كتيبة جنين خلال بيانٍ مقتضب, إنّ: «الشهيد المجاهد أحمد السعدي أبو إسلام من أبرز وأشجع مقاتلينا البواسل، والذين كان لهم بصمة كبيرة في التصدي لقوات الاحتلال».
وأكدت الكتيبة تمسّكها بخطّ المقاومة على طريق القدس، قائلة: «ماضون في مقاومتنا وجهادنا مهما كانت الأثمان وإنّ الاحتلال سيدفع ثمن جرائمه غالياً».
من جانبه أكد الناطق الإعلامي باسم الحركة طارق سلمي، على وحدة الشعب الفلسطيني بكل فصائله وقواه المقاومة في إسناد جنين والتصدي للاحتلال الغاشم، محذراً الاحتلال من أنّ استمرار العدوان لن يجلب له الأمن وأن المقاومة بكل تشكيلاتها ستكون صفاً واحداً في الدفاع عن هذه الأرض.
بدوره، اعتبر عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، هاني الثوابتة، أنّ الانتصار لمخيم جنين ومقاوميه الأبطال هو بفتح النار على العدو في كل مكان من الأرض الفلسطينية وبتعظيم المقاومة الشاملة.
فيما نعت حركة الأحرار الفلسطينية الشهيد أحمد السعدي «الذي ارتقى في ميدان المواجهة مع الاحتلال مجاهداً صائماً مقبلاً»، مشيرةً إلى أنّ الاحتلال لن ينجح في استعادة هيبته التي كسرتها إرادة الفلسطيني وعملياته البطولية.
من جهته، أكد عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وسام زغبر، أنّ وحدة قوى شعبنا ومقاومته في الميدان أفشلت عملية اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لمخيم جنين صباح أمس.
أما المكتب الإعلامي للجان المقاومة في فلسطين فأشار إلى أنّ جرائم العدو الصهيوني في جنين ومخيمها لن تكسر إرادة الشعب الفلسطيني ولن ترمم صورته التي مزقتها العمليات البطولية التي نفذها ثوار الشعب الفلسطيني.
وشيّع أهالي مخيم جنين، أمس السبت، جثمان الشهيد السعدي من سرايا القدس، وأكد والد الشهيد، أمـس، أنّ نجلــه أحمد واجه الاحتلال مقبلاً وليس مدبراً واشتبك معه، لافتاً إلى أن مقاومة جنين اليوم هي من أجل تحرير كل فلسطين.
وفي وقت سابق أمس أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد شاب فلسطيني وإصابة 13 آخرين في مخيم جنين برصاص الاحتلال الإسرائيلي بينها إصابتان في البطن وإصابة بشظية في الرأس، وبقية الإصابات في وضعٍ مستقر.
وأضافت الوزارة إنّ من بين المصابين شابة تبلغ 19 عاماً أصيبت برصاصة في البطن.
واقتحمت قوات الاحتلال في وقت سابق أمس مخيم جنين وحاصرت منزل الشهيد رعد خازم منفّذ «عملية تل أبيب»، وطالبت العائلات بالخروج من منازلها.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ قوات الجيش قامت بمسح هندسي لمنزل عائلة الشهيد رعد خازم تمهيداً لهدمه.
وفجر أول من أمس، استُشهد منفّذ «عملية تل أبيب» رعد فتحي زيدان خازم 29 عاماً، خلال اشتباك مع قوات إسرائيلية خاصة، وسبق ذلك تنفيذ الشهيد خازم الخميس الفائت عملية إطلاق نار في تل أبيب أسفرت عن مقتل ثلاثة إسرائيليين وإصابة آخرين.
من جانب آخر أوضح المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية في تقرير أمس نشره على موقعه الإلكتروني أن الوحدات الاستيطانية الجديدة ستقام على مساحات من أراضي الفلسطينيين في مدن القدس المحتلة وبيت لحم وقلقيلية وسلفيت ونابلس وبيت لحم، مشيراً إلى أن رئيس وزراء الاحتلال نفتالي بينيت وفي تحدٍ سافر للمجتمع الدولي أكد في تصريحات له قبل أيام أن عمليات الاستيطان في الضفة الغربية ستتواصل لمنع إقامة الدولة الفلسطينية على خط الرابع من حزيران 1967.
وحسب وكالة «سانا» أشار التقرير إلى أن قوات الاحتلال صعدت اعتداءاتها على الفلسطينيين في الضفة الغربية وخاصة في محيط المسجد الأقصى ومنطقة باب العامود وحي الشيخ جراح وجبل المكبر بمدينة القدس المحتلة حيث زادت عدد حواجزها العسكرية ووسعت شبكة كاميرات المراقبة ما أدى لعرقلة حركة المقدسيين اليومية فضلاً عن شن حملة اعتقالات واسعة طالت العشرات من شبان المدينة مع تكثيف المستوطنين دعواتهم لزيادة وتيرة اقتحاماتهم للمسجد الأقصى، كما أغلقت سلطات الاحتلال 28 مؤسسة وجمعية وهيئة فلسطينية في القدس في مقدمتها بيت الشرق ونادي الأسير.
ولفت التقرير إلى أن قوات الاحتلال تحفر نفقاً جديداً على بعد 130 متراً من السور الجنوبي الشرقي للمسجد الأقصى وصولاً لمجمع عين سلوان بطول 533 متراً وعمق 40 متراً، مبيناً أن الاحتلال كان قد شق 26 نفقاً في المنطقة الممتدة من مجمع أسفل عين سلوان باتجاه الأقصى والبلدة القديمة وسرق الآثار التي تحتويها لتنفيذ مخططه الرامي لمحو الهوية العربية والإسلامية لمدينة القدس وتهويدها.
سيرياهوم نيوز _ الوطن