آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » مدرب حياة.. وأي حياة!!

مدرب حياة.. وأي حياة!!

| عبد الفتاح العوض

الأربعاء, 29-12-2021

هل تحتاج إلى أحد ما ليعلمك مهارات الحياة؟

منذ عدة سنوات أضيفت إلى المهن «الموضة» مهنة مدرب حياة وهو من تصنيفات دروس التنمية البشرية ورغم سوء سمعة هذا النوع من الكتب والدروس لكنها ما زالت رائجة وما زالت تصنف من الكتب الأكثر رواجاً.

وهناك دورات منتشرة على مساحة العالم ولا ينقصنا منها في سورية شيء، كما لها في العالم برامج تلفزيونية، وكذلك لها مدرسو خصوصي لكثير من المهارات الاجتماعية وفنون الاتصال.

يمكن أن نجد أسباباً كثيرة تدعو الناس لاتباع هذه الدورات وللإيمان بهذه الكتب واتباع مهنة التنمية البشرية، لكن برأيي إن وراء كل ذلك أسباباً لها علاقة بالفراغ الداخلي الذي يعيشه الكثيرون وما يتركه من آثار من عدم الثقة بالنفس.

لكن السبب الأول له علاقة بالمنافسة في أسواق العمل وقناعة الناس أنهم يجب أن يحصلوا على أعلى المهارات التخصصية وأيضاً في الجوانب الحياتية الأخرى تلك التي تكمل القدرات على إنجاز الأمور بالطريقة المثالية.

لكن مدرب حياة موضوع مختلف إلى حد بعيد.. له اسم أكثر تشويقاً مدرب سعادة.

وعندما تقول سعادة فأنت تتحدث عن بضاعة مرغوبة جداً وغالية والكل يبحث عنها.

هل أعلمك السعادة؟ عرض لا يمكن رفضه أبداً… في رواية «حياتك الثانية تبدأ عندما تدرك أن لديك حياة واحدة فقط» يأتي هذا التعبير مدرب سعادة مرادفاً لمدرب حياة أو لمدرب التغيير، ومعظم البشر يجدون في رأس السنة موعداً لتغيير بعض ما فيهم.

إنه موعد العهود مع النفس… موعد الوعود التي نعرف أننا لن نقوى على الإيفاء بها.

الأشخاص ذوو الإرادة قد لا يحتاجون لرأس السنة ليقرروا حجم التغيير في حياتهم، لكنه بشكل أو بآخر تاريخ مهم يمكن الاتكاء عليه للبدايات الجديدة.

غالباً ما يتغير الناس بالأحداث المهمة وليس بالتواريخ المهمة… المرض الذي يصيب أحدنا أو وفاة شخص مقرب تغير بالإنسان أكثر من أي شيء آخر.

فلماذا يحتاج الناس إذاً إلى مدربي حياة؟ والأدهى من ذلك أن أجور هؤلاء غالية.

إن أردنا أن نصنف أفضل معلم للحياة فستكون الحياة نفسها، فمعظم الدروس التي نتعلمها من الآخرين أو من الكتب لا تكاد تساوي شيئاً أمام ما نتعلمه من الحياة.. إنها أقسى معلم على الإطلاق.

تعالوا نتحدث عما يمكن أن يفعله السوريون مع بدايات السنة الجديدة… هذه السنة العاشرة في المحنة السورية وإن أردنا أن ننظر إلى الوراء بموضوعية فنحن الآن أفضل حالاً مما سبق من سنوات النجاة.. نحن الآن في مرحلة ما بعد العمليات الجراحية أوضاع متعبة لكننا ننتظر القادم الأفضل. لقد أصبح كل منا «أستاذاً» في مصارعة الحياة الصعبة.

أيا كان ما نعاني فدعونا نأمل ونتفاءل أن نكون قد تجاوزنا الأسوأ.. روبرت فروست شاعر أميركي وقد عاش 88 عاماً يقول: يمكن تلخيص كل شيء تعلمته في الحياة بثلاث كلمات.. كل شي يمر.

أقوال:

– الحياة ليست سباقاً طويلاً بل سلسلة من السباقات القصيرة.

– الحياة لن تكون جنة، لكن علينا أن نعمل لكيلا تصبح جحيماً.

– الحياة ليست بحثاً عن الذات، ولكنها رحلة لصنع الذات. اكتشف نفسك، التحدي الأكبر في الحياة أن تكتشف ذاتك، ثم أن تكون سعيداً مع ما اكتشفته عن نفسك.

(سيرياهوم نيوز-الوطن)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

( نحن ) البؤساء .. ؟!

  سلمان عيسى تعودنا ان ( نتبوأ ) المراكز الاولى عالميا وهذا قدرنا .. لذلك لم نتفاجأ من ان نكون في المركز الثاني عربيا والرابع ...