في زمن تتبدّل فيه خرائط السفر وتتغير فيه أذواق الجيل الجديد من المسافرين، لم تعد المدن الكبرى وحدها تحتكر الضوء. فقد بدأت مدن عربية “خارج الدليل السياحي” تُعيد اكتشاف نفسها بروح شبابية، وتجارب أصيلة، وأسعار مناسبة تتيح للزوار استكشاف الجمال الحقيقي، بعيدًا عن الازدحام السياحي والتجارب التجارية المكررة.
في هذا المقال، نستعرض 10 وجهات عربية صاعدة، بدأت تجذب أنظار الشباب الباحثين عن المغامرة، الإلهام، والهوية الثقافية.
1. البحر الأحمر – السعودية: الطبيعة البكر والفرص الواعدة
تحولت سواحل البحر الأحمر السعودية من مجرد شواطئ خلابة إلى مساحات واسعة لابتكار السياحة البيئية والفاخرة. من الليث إلى الوجه وضباء، وصولًا إلى مشاريع “أمالا” و”ذا لاين”، أصبحت المنطقة مقصدًا لعشاق الغوص، التخييم، وتصوير الحياة البحرية.
الفرص المهنية في هذه الوجهة تنمو بدورها، خاصة في قطاعات الضيافة المستدامة، والمبادرات البيئية الشبابية، التي باتت عنصر جذب إضافي للجيل الجديد من الرحّالة والمبدعين.
2. مرسى علم – مصر: الغوص في عالم من السكون
جنوب القاهرة، على سواحل البحر الأحمر، تقع مرسى علم، المدينة التي تُعرف بشعابها المرجانية النقية ومياهها الهادئة. بعيدًا عن ضجيج الغردقة وشرم الشيخ، توفر مرسى علم تجربة بوهيمية حقيقية من خلال المخيمات الشبابية والأنشطة مثل الغوص، اليوغا، والمشي في الصحراء.
هي وجهة مثالية لمن يبحث عن العزلة والتواصل مع الطبيعة.
3. صلالة – سلطنة عُمان: جنة خضراء صيفًا
بينما تشهد دول الخليج صيفًا حارًا، تتحول صلالة إلى مشهد استوائي نادر بفضل موسم “الخرّيف”. الأمطار الخفيفة والضباب، يخلقان بيئة فريدة للرحلات الجبلية، التخييم، والتأمل.
الشباب العُماني يقود تحولًا في المدينة من خلال مقاهٍ عصرية، ومهرجانات فنية، ومشاريع تعتمد على السياحة المستدامة، مما يجعلها وجهة جذابة لعشاق العمل عن بعد والهدوء.
4. تطوان – المغرب: مدينة بملامح أندلسية
في حضن جبال الريف وعلى شاطئ المتوسط، تقدم تطوان توازنًا فريدًا بين الثقافة المغربية والهوى الأوروبي. المدينة القديمة، المصنفة ضمن التراث العالمي، تحولت إلى منارة فنية يقودها شباب مغاربة.
أسواقها، معارضها، وأنشطتها الفنية باتت تمثّل وجهة مثالية للفنانين الرقميين والرحّالة الثقافيين.
5. المدية – الجزائر: الطبيعة الأوروبية بروح جزائرية
تبعد المدية ساعة واحدة فقط عن العاصمة الجزائر، لكنها تحمل طابعًا مختلفًا. جبال خضراء، مبانٍ ذات طراز أوروبي، وهدوء ريفي، جعلها جاذبة لمشاريع يقودها الشباب، مثل النُزل البيئية، والمقاهي ذات الطابع الفني.
المغامرون ومحبو الطبيعة سيجدون فيها ملاذًا مثاليًا بعيدًا عن الزحام.
6. جرش – الأردن: حيث يتقاطع التاريخ مع الإبداع
تُعد جرش واحدة من أروع المدن التاريخية في العالم، لكنها اليوم تتحول إلى فضاء ثقافي شبابي. من مهرجان جرش إلى بيوت الضيافة الريفية، توفر المدينة منصة للفنانين والمغامرين، وسط طبيعة خلابة وتاريخ عريق.
قربها من عمّان وانخفاض تكلفة المعيشة، جعلها خيارًا مفضلًا للشباب الباحثين عن توازن بين العمل والاستكشاف.
7. توزر – تونس: الصحراء كما لم ترها من قبل
في قلب الجنوب التونسي، تنمو مدينة توزر كواحة شعرية وسينمائية. الواحات، المنازل الطينية، وأسواق الحرف اليدوية، تصنع من المدينة لوحة مدهشة، أضف إلى ذلك أنها موقع تصوير لسلسلة أفلام “حرب النجوم”.
مشاريع الشباب هنا تشمل مهرجانات أدبية، عروض موسيقية بديلة، وتجارب إيكولوجية فريدة.
8. سوسة – تونس: وجهة جديدة على شاطئ قديم
تخرج سوسة اليوم من عباءة السياحة التقليدية، لتدخل في زمن المساحات الفنية والمقاهي الموسيقية والمهرجانات الشبابية. شوارع القصبة تحولت إلى معارض فنية حرة، وشواطئها صارت أكثر من مجرد مكان للسباحة، بل نقطة انطلاق لحياة ليلية نابضة ومجتمع إبداعي متطور.
9. حائل – السعودية: جغرافيا المغامرة
جبال وسهول وكثبان، هذه هي حائل التي تُعد اليوم عاصمة للرياضات البرية، مثل الطيران الشراعي وسباقات الدراجات والتخييم. لكنها أيضًا مدينة تتطوّر ثقافيًا، من خلال سينما ناشئة ومبادرات شبابية في ريادة الأعمال.
تجذب المدينة كل من يبحث عن مغامرة أصيلة في قلب الطبيعة.
10. البترون – لبنان: شاطئ فني بطابع تقليدي
تقع البترون شمال بيروت، لكنها تختلف كليًا في الأجواء. هي مدينة تجمع بين البحر النظيف، والمباني التراثية التي تحوّلت إلى مقاهٍ فنية، ومعارض شبابية. تكاليفها المعتدلة وروحها الثقافية، جعلت منها ملاذًا لهواة الفن والهدوء، بعيدًا عن صخب العاصمة.
ما يجمع هذه المدن ليس فقط طبيعتها أو تاريخها، بل الشباب الذين يقررون ألا يكونوا مجرد زوار، بل شركاء في رسم معالم جديدة للسياحة العربية. من التطوع البيئي إلى المشاريع الثقافية، من التخييم إلى إنشاء مجتمعات رقمية متنقلة، تثبت هذه المدن أن مستقبل السفر العربي سيكون أكثر تنوعًا، وأكثر إنسانية.
أخبار سوريا الوطن١-وكالات-رأي اليوم