في الأول من آب من كل عام يحتفل شعبنا الأبي بعيد جيشه الباسل.. عيد أولئك الأبطال الميامين الذين قال بهم السيد الرئيس الفريق بشار الأسد القائد العام للجيش والقوات المسلحة: “على هاماتكم كتب النصر، ومن جباهكم سطعت شمس العزة والإباء، وعلى وقع بطولاتكم وإنجازاتكم ضبط العالم ساعته وأعاد التاريخ كتابة صفحاته ليعطرها بنفح من دمائكم الطاهرة التي روت تراب الوطن الطاهر.. ويقيننا راسخ دائماً أنكم على العهد أبداً أوفياء للوطن والشعب.. أمناء على التاريخ والمستقبل.. حماة الأرض والعرض وصناع نصر وحياة”.. “لقد أثبتم للعالم كله أنكم مدرسة متكاملة الأركان في الوطنية والرجولة والتضحية والفداء وأنكم القلاع الحصينة التي تتحطم على بواباتها جحافل الإرهاب، فما وهنتم ولا فترت عزائمكم المباركة بل كنتم وستبقون على الدوام أسود الساحات وصناع المعجزات”.
وبمناسبة الذكرى الـ75 لتأسيس الجيش العربي السوري أجرت “تشرين” حواراً مع اللواء حسن سليمان مدير الإدارة السياسية، الذي تحدث عن أهمية هذه المناسبة ودلالاتها ولاسيما في هذه المرحلة التي تتصدى فيها سورية بكل بطولة لحرب إرهابية لم يعرف التاريخ لها مثيلاً.
*ما دلالات المناسبة ولاسيما في هذا الوقت حيث يخوض جيشنا الباسل أشرف وأشرس معركة ضد الإرهاب المدعوم دولياً؟
**كل عام وأنتم بخير بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لعيد الجيش العربي السوري، والشكر لصحيفة “تشرين” بجميع كوادرها والقائمين عليها لما يبذلون من جهود كبيرة إلى جانب جميع كوادر إعلامنا الوطني في مواجهة الحرب الدعائية التضليلية وحملات الفتنة والتشويه التي تستهدف وطننا الأبي وجيشنا العقائدي الباسل منذ أكثر من تسع سنوات.
بداية لابد من الإشارة إلى أنّ ما تتعرض له سورية اليوم من حرب إرهابية وعدوان ممنهج عسكري وسياسي واقتصادي وإعلامي لا ينفصل عن المشروع الاستعماري القديم الجديد الذي تسعى من خلاله الولايات المتحدة وكيان العدو الصهيوني إلى تفتيت المنطقة وتقسيمها وإلحاقها بركب الدول والأنظمة المرتهنة للإرادة الصهيو- أمريكية، لذا فهم يواصلون دعم التنظيمات الإرهابية على اختلاف مسمياتها في مناطق وجودها بغية “عرقلة” تقدم الجيش العربي السوري و”منع” تحرير تلك المناطق وإحلال الأمن والاستقرار فيها، وبالتالي استكمال تحقيق النصر السوري على الإرهاب وداعميه.
واليوم إذ تحلُّ الذكرى الخامسة والسبعون لتأسيس الجيش العربي السوري فإن سورية ما تزال تواجه هذا العدوان الشرس بعد أكثر من تسع سنوات بالعزيمة ذاتها والإصرار والتصميم على تحقيق الانتصار الكامل وإسقاط المشروع الإرهابي الصهيو- أمريكي.
ونحن نؤكد أننا متمسكون بالمبادئ والثوابت التي التزم بها جيشنا منذ تأسيسه، مستلهمين من هذه الذكرى العظيمة قيم البطولة والرجولة والعنفوان والكبرياء التي تحلّى بها جيشنا الباسل طيلة تاريخه، فكان حاضراً بقوة في ميادين النضال والدفاع عن الوطن، وسيبقى كذلك -دائماً وأبداً- قلعة الصمود والمقاومة التي تتساقط على أسوارها مؤامرات الأعداء ومشاريعهم الفتنوية التقسيمية.
*ماذا عسانا نقول لأبطال الجيش العربي السوري في مواقعهم؟
**في هذه الذكرى الغالية على قلوبنا جميعاً يسرني أن أتوجه عبر صحيفة “تشرين” بالتهاني القلبية الحارة وتحية التقدير والإكبار إلى أبناء قواتنا المسلحة الميامين، وهم يواصلون تسطير ملاحم العزة والفخار، ويبذلون المزيد من التضحيات في سبيل إعادة الأمن والسلام والطمأنينة إلى كل شبر من ربوع الوطن وتخليصه من رجس الإرهاب التكفيري.. ونقول لهم: أنتم ضمانة أمن الوطن، ومعقد الأمل وموئل الرجاء.. وإليكم يتطلع اليوم كل حرٍّ شريف حول العالم أملاً بتحقيق النصر وإحقاق الحق وإعلاء راية سورية في سماء العزة والكرامة والإباء رغماً عن أنوف الحاقدين والكارهين والمتآمرين، ولتكونوا دائماً كما وصفكم السيد الرئيس الفريق بشار الأسد القائد العام للجيش والقوات المسلحة: (رجالاً ميامين، يقتحمون ساحات الوغى غير هيّابين ولا وجلين، ويبذلون الغالي والنفيس فداءً لتراب وطننا الحبيب).
*في العيد الخامس والسبعين للجيش ما الوعد الذي تقدمونه لشعبنا الذي ينظر بأمل إلى إنجازات الجيش ومواصلته تحرير كامل الجغرافيا السورية من بقايا الإرهاب؟
**في هذا العيد الأغر، نؤكد لأبناء شعبنا الأبي الذين يواكبون قواتنا المسلحة مسيرة البذل والفداء، أن جيشنا الباسل الذي حمى الوطن لعقود في مواجهة شتى الاعتداءات والهجمات الاستعمارية، وصان تراب سورية الطاهر من رجس الأعداء والغاصبين، هو على العهد الذي قطعه لأبناء الوطن الصامدين في البقاء دائماً على قدر المسؤولية الوطنية، حامي الأرض والعرض، والمدافع عن حق شعبنا الأبي في الحياة الحرة الكريمة العزيزة بعيداً عن أي شكل من أشكال الخضوع أو الارتهان لمشيئة القوى الاستعمارية التآمرية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وأدواتها في المنطقة.
وإن هذا الجيش الذي واجه جحافل الإرهاب خلال أكثر من تسع سنوات سيواصل تنفيذ مهامه الوطنية بكل حزم وإصرار على تحقيق الانتصار واجتثاث الإرهاب من جذوره وإسقاط مخططات أسياده وداعميه.
*العدو الإسرائيلي نصير الإرهابيين، يواصل تقديم الدعم لهم ويحاول “التشويش” على انتصارات جيشنا البطل عبر اعتداءات متكررة، ما قولكم في ذلك؟
**لا يختلف أحد على هذه الحقيقة الراسخة والمتمثلة في الدعم اللامحدود الذي قدمه الكيان الصهيوني الغاصب طيلة فترة الحرب على سورية للتنظيمات الإرهابية المسلحة وفي مقدمتها “جبهة النصرة”، حيث قدَّم كيان الاحتلال الدعم المباشر للإرهابيين بالسلاح والمال والعلاج في المستشفيات الميدانية التي أقامها لهذا الغرض على الأراضي المحتلة، كذلك لم يخفِ “قادته” في أي مناسبة دعمهم لتلك التنظيمات ومساندتها والتنسيق معها ظناً منهم أن هؤلاء الإرهابيين “قادرون” على تحقيق المشروع الصهيوني التوسعي في المنطقة وبالتالي “كسر” إرادة المقاومة لدى شعوبها.
واليوم، وبعد أن فشل المشروع الصهيوني في سورية، ما زال كيان العدو الغاصب يحاول بين الفينة والأخرى الاعتداء على الأراضي السورية في محاولة يائسة منه لرفع معنويات ما تبقّى من تنظيمات إرهابية في شمال سورية، لكن تلك المحاولات تواجه بقبضة حديدية ويتم الرد عليها بالشكل المناسب من دفاعاتنا الجوية البطلة التي أثبتت في جميع المرات أنها قادرة على المواجهة والرد والتصدي لجبروت العدو وصلفه وغروره، وأن رجالها الأبطال يمتلكون الخبرة والكفاءة والسرعة المطلوبة لتنفيذ أي مهمة دقيقة وحساسة في كل زمان ومكان.
*النظامان التركي والأمريكي ومرتزقتهما يواصلون الاعتداء على الأراضي السورية، ما الدور الذي سيقوم به الجيش العربي السوري في المرحلة القادمة في إدلب والشمال السوري؟
**بكل تأكيد إن الجيش العربي السوري لن يتوقف عند حدود منطقة معينة طالما أنها تنتمي للتراب السوري مهما كان من أمر، وأيُّ وجود إرهابي في أي بقعة جغرافية سورية هو وجود مؤقت مصيره الزوال والاندحار تحت أقدام رجالنا البواسل الذين لا يعرفون سوى لغة النصر.
ولذا فإن إدلب وغيرها من مناطق ستعود إلى حضن الوطن عاجلاً أم آجلاً، ولن يفيد أردوغان ولا قوات الاحتلال الأمريكي محاولاتهم المستمرة دعم الإرهابيين والتغطية على أعمالهم الإجرامية التي يرتكبونها بحق أبناء شعبنا في مناطق وجود تلك التنظيمات، فالموضوع مسألة وقت، وكما عادت مدن ومناطق وأرياف عدة إلى حضن سورية فإن إدلب وغيرها ستعود لا محالة.
*في الختام لمن توجه التحية بهذه المناسبة؟
**مرة ثانية.. أتوجه بالشكر لصحيفة “تشرين” وجميع كوادر إعلامنا الوطني الأبي.
ويشرفني أن أوجه تحية الإكبار والإجلال والتقدير لشعبنا الصامد وهو يواصل الوقوف إلى جانب جيشه الباسل، وتقديم المثل الأسمى في حب الوطن وعمق الانتماء لترابه، ولرجال قواتنا المسلحة الباسلة، الصامدين الثابتين على جبهات القتال وفي ميادين الشرف والبطولة والكرامة، وهم يواصلون تقديم الأنموذج الأرقى في الانتماء والولاء للوطن، وفي البذل والعطاء والفداء صوناً لترابه الطاهر ودفاعاً عن كرامته وسيادته وإعلاءً لرايته..
وختاماً، الرحمة والخلود لشهدائنا الأبرار أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر، والشفاء العاجل لجرحى قواتنا المسلحة الأبطال، وعهدنا لأبناء شعبنا ولوطننا الغالي ولقائد الوطن السيد الرئيس الفريق بشار الأسد على البقاء دائماً جنداً ميامين، يبذلون أغلى ما يملكون فداء لتراب الوطن وصوناً لكرامة أبنائه.
وكل عام وأنتم بخير، ووطننا الأبي شعباً وجيشاً وقيادة بألف خير.
(سيرياهوم نيوز-تشرين)