محمد أحمد خبازي
منذ سنوات طويلة وزهرة النيل تغزو المسطحات المائية وبحيرات السدود في حماة والغاب، ولم تنجح مكافحتها رغم تخصيص اعتمادات مالية كبيرة كل سنة، وسعي الجهات المعنية للتخلص من هذه النبتة بكل الوسائل المتاحة، كالمكافحة الميكانيكية أي بتعزيل تلك المسطحات وإتلاف النبتة بالآليات التقليدية كالبواكر وغيرها من المعدات، أو الحيوية أي بإطلاق عدو حيوي لها، وهو خنفساء زهرة النيل التي تنتج بكميات كبيرة في دائرة مكافحة الأعداء الحيوية بزراعة حماة، لكن كل ذلك لم يكن له أي جدوى، فالنبتة لما تزل معندة وعصية على المكافحة!
وبيَّنَ عدد من المزارعين ومربي الأسماك في حماة والغاب لـ«الوطن»، أن لهذه النبتة أضراراً كبيرة، فهي تشكل حاجزاً يعوق حركة جريان المياه في الأنهار وأقنية الري والصرف، ويصبح الحاجز موطناً خصباً لتكاثر الذباب والبعوض والحشرات الأخرى التي تهاجم الإنسان والحيوان وتقضي على الثروة السمكية.
وأوضحوا أن هذه النبتة تستهلك كمية كبيرة من الأوكسجين المنحل في المياه، وهذا يؤثر في حياة الحيوانات المائية، ويحجب أشعة الشمس والضوء ويمنعها من الوصول إلى النباتات الأولية والأحياء الأخرى وبالتالي تتوقف دورة الحياة لهذه الكائنات.
من جهته، بيَّنَ عضو لجنة مكافحة هذه النبتة، ودراسة تطوير الغاب سابقاً، والخبير الزراعي بسام إبراهيم السيد لـ«الوطن»، أن كل نبتة يمكن أن تتكاثر في العام على مساحة دونم واحد، وهي غير صالحة كمادة علفية، ولكن يمكن استثمارها بإعادة تأهيلها مع «الكمبوست» وإعادته للتربة، ولكن بعض الاختصاصيين يحتجون على ذلك بذريعة أن النبتة مكونة من معادن ثقيلة، ولكن هذه حجة واهية!
وأكد أن المكافحة بهذه الطرق ليست سوى «بالوعة اقتصادية»، وأن الجهات المعنية لا تنوي مكافحتها بشكل جدي، ولن تنتهي هذه النبتة الضارة أبداً، مشيراً إلى أن الجهات المعنية اقترحت مكافحتها بحصادة آلية، ولكن ذلك لن يجدي لكون حصادها يؤدي إلى انشطارها وتكاثرها.
واقترح السيد مكافحتها بشرائها من الفلاحين والأهالي، وإتلافها، كحشرة «الكابنودس» التي تشتريها وزارة الزراعة من الفلاحين لحماية أشجار الفستق الحلبي من هذه الآفة.
من جانبه، بيَّنَ مدير الموارد المائية بحماة الدكتور مطيع عبشي لـ«الوطن» أن عدةُ طرق استخدمت لمعالجة زهرة النيل لكنها لم تؤدِّ إلى السيطرة عليها سواء حيوية أو غيرها، لافتاً إلى أن وزارتي الموارد المائية والزراعة تسعيان الآن إلى تفعيل المعالجة الميكانيكية، ولعلها الأكثر جدوى حيث يتم التنسيق مع بعض الجهات المانحة لتأمين حصادات ميكانيكية لهذا الغرض، ومن المأمول أن يتم تأمين هذه الحصادات في الفترة القريبة المقبلة والتي ستستخدم في حصاد هذه النبتة وترحيلها إلى أماكن محددة بعيدة عن المجاري.
وذكر عبشي أنه شكلت فرق فنية لدراسة هذا الموضوع، وأجريت عدة أبحاث بعضها لبيان إمكانية الاستفادة منها كمادة علفية، إلا أنه لم يتم التوصل إلى هذا القرار لأن هذه النبتة تمتص بعض المعادن الثقيلة وتصبح جزءاً منها، وبالتالي تكون غير صالحة، كما تم البحث في إمكانية استخدامها لإنتاج الغاز الحيوي، ومازالت هذه الأبحاث قيد الدراسة ولكن الخطوة الأولى المهمة هي حصادها مع استمرار البحث في جدوى استخدامات أخرى.
سيرياهوم نيوز1-الوطن