مع استمرار تفاقم الأزمة الإنسانية لانقطاع مياه الشرب عن مدينة الحسكة وضواحيها وريفها الغربي للعام الخامس على التوالي، نتيجة احتلال النظام التركي محطة علوك بريف مدينة رأس العين «المصدر الوحيد لمياه الشرب» الذي يغذي المدينة وضواحيها وريفها الغربي، ما أدى إلى حرمان أكثر من مليون إنسان من مياه الشرب، لتستمر معاناتهم مع هذه الأزمة الإنسانية الكارثية، منذ أن خرجت المحطة عن الخدمة، ووقوعها تحت سيطرة الاحتلال التركي والميليشيات المرتهنة لها للمنطقة هناك بما فيها محطة مياه الشرب منذ شهر أيلول من عام 2019 وإلى الآن على الرغم من حجم المساعي الحكومية مع الصديق الروسي، وبالتعاون والتنسيق مع المنظمات الدولية المعنية بالشأن الإغاثي والإنساني العاملة بالمحافظة على تحييد المحطة عن الصراعات الدائرة في المنطقة ورفع الحظر عنها والعمل على إعادتها إلى حاضنة المؤسسة العامة للمياه، لكن المساعي بقيت من دون جدوى.
وبيّن محمد العثمان مدير عام المؤسسة بالمحافظة في تصريح لـ«الوطن»: إن البدائل اليوم بالنسبة للمواطن ومده بمياه الشرب اقتصرت على محطات تحلية المياه في أحياء وسط مدينة الحسكة، والتي كان يصل عددها إلى 20 محطة، وقد تقلّص عددها اليوم إلى 7 محطات، تعمل بالتناوب وعلى فترتين «صباحية- مسائية» من الساعة السابعة صباحاً حتى الساعة الثالثة عصراً، حسب البرنامج المعتمد لتشغيلها من قبل الكادر الفني والمعني بذلك من جانب إدارة المؤسسة.
وأوضح أن هناك وعوداً من منظمة «يونيسيف» بإجراء عمليات تأهيل وصيانة لعدد من المحطات خلال الأسبوعين المقبلين، في ضوء الوعود التي أعطتها المنظمة الدولية للمؤسسة، التي بدورها قامت، أي المؤسسة بتشكيل اللجان الفنية المختصة لغرض تأهيل محطات التحلية ومدها بقطع الغيار اللازمة، نتيجة الأعطال الميكانيكية والفنية فيها، مضيفاً: هناك مساعٍ من جانب المؤسسة خلال الفترة القادمة إلى العمل والتنسيق مع المنظمات الدولية من أجل حفر آبار عميقة لأجل للحصول على المياه ووضعها في خدمة ما بقي من محطات مياه الشرب المعطلة عن العمل.
وأشار العثمان إلى أن المؤسسة كانت قد وضعت أيضاً 591 خزاناً ثابتاً لمياه الشرب مختلفة الأحجام وكميات التخزين في أحياء وساحات مدينة الحسكة، إضافة إلى وضع 50 خزاناً إضافياً يتسع كل منها إلى 25 م3 في المواقع المشار إليها عن طريق اللجنة الدولية للصليب الأحمر وبالتعاون والتنسيق مع فرع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري بالحسكة، ويتم تزويدها جميعها عن طريق الصهاريج بمياه الشرب بشكل يومي عن طريق المنظمات الدولية، بعد أن تخضع تلك المياه قبل تزويد الخزانات بها للاختبار ومدى صلاحية مياهها ومن ثم للتعقيم والكلورة بمعرفة الكوادر الفنية المختصة العاملة لدى المؤسسة قبل أن تصل مياهها إلى منازل المواطنين.
صيانة الآبار
وفي السياق أكد مدير عام مؤسسة المياه أنه وضمن خطة عمل المؤسسة في صيانة آبار مياه الشرب في المحافظة، قد انتهت مؤخراً وبالتعاون مع المجلس النرويجي للاجئين، من إعادة تأهيل وصيانة بئر قرية «الكريمة» بريف القحطانية، التابعة لمدينة القامشلي، من خلال تركيب مجموعة ضخ غاطسة استطاعة 50 حصاناً مع منظومة طاقة بديلة «شمسية»، إضافة إلى إعادة تأهيل الخزان العالي الواقع في محيط البئر مع التصوينة الخارجية وتمديد شبكة للمياه بقساطل من مادة «البولي إيثلين» بقطر 73 مم وطول 2 كم مع علب توزيع للمشتركين، كما تم الانتهاء وبالتعاون مع المجلس النرويجي للاجئين أيضاً من أعمال تأهيل إحدى آبار مياه الشرب في بلدة «الجوادية» بريف القامشلي الشرقي، حيث شملت الأعمال تركيب منظومة طاقة بديلة «شمسية» لتشغيل غاطسة البئر التي تصل استطاعتها إلى 30 حصاناً مع صيانة اللوحة الكهربائية وتركيب تصوينة معدنية لمحيط موقع البئر.
وأضاف: كما تم الانتهاء أيضاً من إعادة تأهيل بئر قرية «حامو» بريف القامشلي الشرقي من خلال تركيب منظومة طاقة بديلة «شمسية» مع مجموعة ضخ غاطسة للبئر باستطاعة 30 حصاناً التي تصل الغزارة فيها إلى 30 م3/سا مع كل التجهيزات الميكانيكية اللازمة، وترميم وإعادة تأهيل الخزان العالي والسور الخارجي لموقع البئر، الذي يؤمن مياه الشرب لأكثر من 100 ألف نسمة للمواطنين في القرية والقرى المجاورة لها.
وأضاف مدير عام المؤسسة: إنه تمت وبالتعاون مع المجلس النرويجي للاجئين، إعادة تأهيل وصيانة محطة ضخ حي «الهلالية» في وحدة مياه مدينة القامشلي، كما تم تركيب مجموعة ضخ غاطسة لإحدى الآبار المغذية للمحطة «رقم 48» التي تصل غزارتها إلى 70 م3/سا ورفع 200 م مع كل التجهيزات الميكانيكية اللازمة، وذلك لتحسين عملية ضخ المياه للمواطنين في مدينة القامشلي.
وبيّن أن المؤسسة باشرت أيضاً وبالتعاون مع منظمة «يونيسيف» بتنفيذ أعمال مشروع تجديد واستبدال شبكة الصرف الصحي في بعض أحياء بلدة «معبدة» القريبة من بلدة الرميلان النفطية التابعة لمدينة المالكية «شمال شرق المحافظة».
اخبار سورية الوطن 2_الوطن