آخر الأخبار
الرئيسية » من المحافظات » مدير مياه الحسكة : لا جديد بالانفراجات وكل الحلول المطرحة خجولة

مدير مياه الحسكة : لا جديد بالانفراجات وكل الحلول المطرحة خجولة

دحام السلطان

 

عشرة أشهر وكارثة انقطاع المياه عن أكثر من مليون إنسان في مدينة الحسكة وضواحيها وريفها الغربي، لا تزال على حالها التي جعلت من مدينة الحسكة، مدينة منكوبة اليوم في ظل ظروف الطقس الحارة والخانقة جداً، نتيجة لانقطاع مياه الشرب عنها في محطة «علوك» المحتلة من قبل النظام التركي، للمرة التاسعة والثلاثين منذ احتلال النظام التركي للمحطة في شهر تشرين الأول عام 2019، وباتت المشكلة ذاتها التي أصبحت قضية رأي عام تراوح في مكانها، ومن دون ظهور حلول أو انفراجات تلوح بالأفق، أمام صمت وتخاذل المجتمع الدولي ومؤسساته الأممية بأكملها تجاه ممارسات المحتل التركي والميليشيات المرتهنة له، الذي اكتفى بأن يقف صامتاً ومتفرجاً أمام جريمة قطع المياه عن المدنيين السوريين في محافظة الحسكة السورية.

 

وفي ضوء قطع مياه الشرب وعدم وصولها إلى منازل المواطنين في المدينة وضواحيها وريفها الغربي، خلال فترة عملها جراء التعديات التي أصبحت أمراً واقعاً وتجري بشكل دائم على خطوط جر المياه في أثناء فترات عملها المتقطعة خلال المرات الماضية، من دون روادع نهائية قطعية وصارمة وهو الأمر الذي دفع إلى التمادي المتواصل في سقاية المزروعات الصيفية والشتوية على حد سواء في المنطقة الموجودة في محيط المحطة وعلى امتداد محور خط المياه المواصل من «علوك» إلى محطة «الحمة» المغذية لمدينة الحسكة وضواحيها وريفها الغربي بحسب برنامج التقنين المعتمد حينذاك.

 

ويأتي ذلك بالتوازي مع التعدي المتواصل أيضاً على الخط الناقل للتيار الكهربائي القادم من محطة كهرباء بلدة الدرباسية «شمال غرب المحافظة» باتجاه المحطة المحتلة، ما أدى إلى التوقّف التام للمحطة، والنهائي لضخ المياه في المحطة وباتجاه خزانات محطة الحمة والمغذية لمدينة الحسكة وقطاعاتها وريفها الغربي بمياه الشرب، ناهيك عن تعرّض محتويات المحطة نفسها وتجهيزاتها التقنية إلى السرقة مثل كل مرة حسب المصادر ذاتها، ودخول منظمات دولية إليها غير مرخصة لدى وزارة الخارجية.

 

وهو الأمر الذي دفع الأهالي إلى استخدام الآبار المنزلية السطحية «غير الصالحة للشرب» التي قاموا بحفرها أمام منازلهم مجبرين على ذلك، والتي بدورها جفت هي الأخرى بشكل شبه كامل، إضافة إلى شراء صهاريج مياه للشرب «غير موثوقة المصدر»، بأسعار مزاجية تخضع لمعادلتي العرض والطلب بعيداً عن عيون الرقابة تصل إلى أكثر من 40 ألفاً لصهريج خمسة براميل، التي لا تكفي الأسرة متوسطة العدد سوى ثلاثة أيام فقط؟

 

من جهته بيّن مدير عام مؤسسة المياه محمد العثمان لـ«الوطن» أن الحلول البديلة لا تزال على حالها ودون المستوى ولا تفي بالغرض، ولا جديد قد يبشّر بانفراجات أو حلول جذرية باتجاه «علوك»، معتبراً أن جميع الحلول الموجودة اليوم هي خجولة جداً، ولا تؤدي الغرض إطلاقاً وهي ما زالت تتم بالطريقة التقليدية كما هي الحال الحاصلة في مخيمات النزوح التي نُصبت للمهجّرين فقط، من خلال محطات التحلية الموجودة في الحدائق العامة التي كان يصل عددها إلى 20 محطة عاملة، وبطاقة ضخ إنتاجية يومية محددة بـ2 م3 فقط في الساعة، وتناقصت اليوم إلى النصف وفق برنامج تشغيل صباحي وبإمكانيات خجولة جداً تقوم بإيصال مياه الشرب للمواطنين من خلال الأواني المنزلية البسيطة المستخدمة في البيوت وهي دون المستوى المأمول منها.

 

وأوضح العثمان أن الحلول النهائية تكمن عند مساعي الإدارة الحكومية بالمحافظة، وفي ظل الجهود التي يبذلها الأصدقاء الروس ومنظمة الطفولة والأمومة «يونيسف» في إزالة التعديات التي تقع على محاور خطوط نقل المياه عبر الأراضي التي تقع تحت سيطرة الاحتلال التركي، حين يتم تشغيل الآبار في المحطة التي يصل عددها إلى 34 بئراً.

 

وأضاف: ومن الممكن أن تضع حداً للمشكلة وتنهيها بشكل جذري لعودة محطة «علوك» إلى عهدة المؤسسة لمتابعة عملها الاعتيادي وإجراء الصيانات الفنية اللازمة لها من خلال جهوزية طاقم عمل المؤسسة الفني المتأهب لدخول المحطة حين الطلب، والذي بدوره لم يدخلها للصيانة منذ نهاية شهر آب الماضي وعلى مدار ثلاثة أيام.

 

ولفت إلى أن المؤسسة لا سلطة لها على أسعار صهاريج المياه المرتفعة الثمن، التي تقوم بجلب مياه الشرب من غير مناهل المياه الرسمية التابعة للمؤسسة التي توقف عملها بتوقف محطة «علوك» عن العمل، مبيناً أنه كانت هناك محاولات لمعالجة بعض محطات التحلية التي خرجت عن الخدمة التي يصل عددها إلى 10 محطات نتيجة لجفاف آبارها السطحية، عن طريق مساعي عدد من الفعاليات الأهلية تحت بند «العمل الشعبي» بحفر آبار سطحية جديدة في محيط الآبار التي جفت «مواقع المحطات» إلا أنها لم تنه المشكلة لعدم الحصول على المياه المطلوبة للمعالجة فيها، مشيراً إلى أن هناك أكثر من 400 خزان ثابت في المدينة، سعة الواحد منها 25 برميلاً أي بما يُعادل 5 م3، والتي تم تغذيتها بالمياه بمعدل ثلاث مرات يومياً للخزان الواحد عن طريق منظمة فرع الهلال الأحمر العربي السوري وبالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، مضيفاً: هناك مساع من إدارة المؤسسة باتجاه المنظمات المشار إليها بالعمل على زيادة كمية المياه باتجاه الخزانات الثابتة المتوضعة في أحياء وحارات وساحات المدينة.

 

سيرياهوم نيوز1-الوطن

x

‎قد يُعجبك أيضاً

بمشاركة حوامات للجيش… إخماد حريق في قرية قمين بريف اللاذقية

أخمد عناصر منظومة الإطفاء في اللاذقية بمشاركة حوامات للجيش العربي السوري حريقاً زراعياً ضخماً بقرية قمين التابعة لمنطقة الفاخورة بريف منطقة القرداحة. وأوضح مدير الدفاع المدني ...