آخر الأخبار
الرئيسية » السياحة و التاريخ » مرتيني يتحدث عن الواقع السياحي الصعب في سورية والخطوات الجارية لتجاوز الأزمة وتداعياتها

مرتيني يتحدث عن الواقع السياحي الصعب في سورية والخطوات الجارية لتجاوز الأزمة وتداعياتها

 من دمشق مدينة الياسمين وعبق الحنين وروعة التأمل ومن مبنى وزارة السياحة السورية الشاهد على عصره، ومن مكتبة الأنيق، وفي جلسة حوار خاصة مع رجل عاش في كنف وطنه سورية وكبر وترعرع في حضن مدينته حلب العريقة، يحمل في قلبه عشقها وعشق وطنه الجريح.

 

وفي عمق الذاكرة ترانيم وصلوات المحبة والسلام لأرض الحضارات ومهد الأديان، إلتقينا نحن فريق عمل بوابة أخبار السياحة المصرية السيد وزير السياحة السوري المهندس محمد رامي رضوان مرتيني، وعلى مدار ساعة من الوقت تقريباً تبادلنا وإياه أطراف الحديث حول واقع السياحة في سورية، وإلى أين وصلت التحديات لإحياء هذا القطاع الهام، وماهي رسائل الوزارة في صناعة سياحية قادمة بعد أزمة إستثنائية دامت عدة سنوات كادت تشل حركة السياحة السورية بمجملها، ومع الحصار الجائر والمقاطعة وكذلك جائحة كورونا التي زادت من صعوبة التحديات أمام صناع القرار السياحي في سوريا فماذا قال؟
*ماهو واقع حركة السياحة الداخلية في ظل غياب السياحة الخارجية ؟
**يقول السيد الوزير مارتيني: بالرغم من الحرب الكونية التي استهدفت سورية بكل قطاعاتها وحضارتها إلا أنها لم تغلق أبوابها أمام زوارها ومحبيها، فحركة السياحة الدينية الثقافية لم تتوقف خلال فترة الأزمة، وقد زار سورية /243/ ألف زائر بغرض السياحة الثقافية والدينية خلال عام 2019، قضوا /1.456/ مليون ليلية سياحية معظمهم كان من الجنسيات العراقية والباكستانية والهندية والبحرينية والكويتية،

وفيما يتعلق بتعويض السياحة الداخلية عن الخارجية فقد كانت السياحة الداخلية الرديف الأساسي لإنعاش قطاع السياحة في سورية خلال سنوات الأزمة حيث استمرت المنشآت السياحية بإستقبال النزلاء خلال عام 2019 من السوريين الذين قارب عددهم حوالي المليون نزيل فندقي حققوا /2.1/ مليون ليلية فندقية، وبلغ عدد نزلاء الفنادق من العرب والأجانب /367 / ألف نزيل فندقي قضوا /1.7/ مليون ليلية فندقية.

وكان عدد القادمين إلى سورية خلال عام 2019 قد بلغ /2.424 / مليون قادم منهم /2.220/ مليون من العرب بزيادة مقدارها 35% مقارنة بنفس الفترة منة عام 2018 أغلبهم من الجنسية اللبنانية والأردنية والعراقية والبحرينية، و/ 205 / ألف قادم من الأجانب معظمهم من الجنسية الروسية والأمريكية والإيرانية والهندية والباكستانية،
وفي عام 2020 ولغاية شهر تشرين الأول منه بلغ عدد القادمين العرب والأجانب نحو /450 / ألف / 388 /عربي 62 ألف قادم أجنبي مقارنة مع / 2098/ ألف قادم بنفس الفترة من عام 2019 بمعدل إنخفاض -79% وذلك لتوقف حركة السياحة خلال فترة الحجر جراء وباء كوفيد 19.

*تضررت المنشآت السياحية من مكاتب ووكالات سفر ومطاعم وفنادق وكذلك طاقم عملهم وبالأخص الأدلاء السياحيين كثيراً كيف تنظرون إلى التعامل معهم، وهل من إجراء إسعافي لهم؟
**من المعروف لدى الجميع حجم الضرر الكبير الذي لحق بالقطاع السياحي خلال فترة الأزمة وأدى لخروج العديد من المنشآت السياحية من مطاعم وفنادق ومكاتب سياحة وسفر من الخدمة وهجرة الكوادر العاملة في هذا القطاع بشكل عام، حيث عملت الوزارة على رفد السوق المحلي بكوادر جديدة مؤهلة ومدربة من خلال الدورات التي نظمتها لسد النقص الحاصل في مختلف مفاصل عمل القطاع بما فيها مكاتب السياحة والسفر، حيث تم ترخيص 30 مكتب في عام 2018، و123 عام 2019، بالإضافة لـ 57 مكتب خلال عام 2020.

25 لقاء خاص وزير السياحة السوري مع بوابة "أخبار السياحة" المصرية • أخبار السياحة
وفيما يخص الأدلاء السياحيين، وبهدف التطوير المستمر لأدائهم وصقل مهاراتهم وثقافاتهم للإلمام بكافة الجوانب الثقافية والسياحية والدينية لنقلها بشكل صحيح للزوار خلال مرافقتهم لهم أثناء زيارتهم لسورية، قامت الوزارة بتنظيم العديد من الدورات المتخصصة لتأهيل المستجدين منهم ورفدهم للسوق السياحي في عدة محافظات، إلى جانب تجديد الترخيص للأدلاء المرخصين سابقاً وقد بلغ عددهم الإجمالي 460 دليل سياحي بلغات متنوعة، وبعد إنهاء فترة الحظر الصحي وبهدف العودة السريعة لقطاع السياحة تم التشارك مع القطاع الخاص الممثل بالغرف السياحية واتحاد غرف السياحة لعودة المنشآت السياحية لعملها في تقديم الخدمات السياحية للزوار مع الإلتزام بكافة الإجراءات الاحترازية اللآزمة للوقاية من فيروس كورونا، ويتم العمل على تنظيم وتطوير العمل السياحي وتذليل كافة الصعوبات التي تعترضه من خلال تعديل القوانين الناظمة له وإيقاف المنشآت غير المرخصة وفرض الغرامات على المخالفين.

*ما هو منظوركم للتعامل مع المقاصد السياحية التي طالتها يد التخريب، وهل بدأتم بترميمها؟ وماذا عن أعمال التنقيب والكشف عن الآثار هل توقفت أم مازالت مستمرة؟
** لحظت الوزارة في مصفوفة البرامج التنفيذية لخطتها عام 2020-2024 برنامج يتضمن الإستفادة من التركيز الإعلامي العالمي خلال الحرب على سورية للترويج للمواقع التراثية والأثرية المتضررة، وقيامها بتسليط الضوء على دور الحكومة لإعادة الإعمار وإرادة الحياة، مثل الفيلم الذي تم تنفيذه لمتحف حلب والذي سلط الضوء على دور الأهالي والجيش بحماية المتحف ومقتنياته وكنوزه، بالإضافة إلى الترويج السياحي لتدمر وقلعة الحصن وتضمينها في جميع برامج الزيارات السياحية للوفود القادمة عن طريق مكاتب السياحة أو الوفود الرسمية التي زارت سورية خلال السنوات الماضية، وتم البدء بمدينة حلب القديمة من خلال تنفيذ مشاريع تشاركية لإعادة الإعمار تعطي الأمل بإعادة الألق للمواقع الأثرية، حيث تم إنجاز عمليات الترميم لسوق السقطية وسط حلب بالتعاون بين وزارة الثقافة والأمانة السورية للتنمية والمديرية العامة للآثار، والمتاحف ومجلس المدينة وشبكة الآغا خان للتنمية، إضافة إلى أن وزارة السياحة تقوم بإجراء أعمال ترميم للمواقع ذات الصفة الأثرية التي تعود ملكيتها لها، والتي طالتها الاعتداءات الإرهابية كموقع المطبخ العجمي وخان الشونة وفندق القلعة (كارلتون سابقاً).

وحول موضوع التنقيب الأثري والكشف عن الآثار فهو من إختصاص وزارة الثقافة كونها الوزارة المعنية بالتراث الثقافي لسورية، والتي تستمر في الجهود للتنقيب في مواقع متعددة ومنها عمريت وابن هانئ وبعض المواقع المعروضة للاستثمار السياحي بحاجة إلى تنقيب أثري، إضافة للجهود الكبيرة التي بذلت للحفاظ على اللقى ومقتنيات المتاحف، حيث تم إنقاذ 90% من القطع الأثرية المتحفية ونقلها إلى مواقع آمنة بفضل بطولات الجيش وجهود المعنيين في المديرية العامة للآثار والمتاحف.

وفي ختام اللقاء، ومع إبتسامته اللطيفة المعهودة وبتواضعه الملفت لكل من تحدث إليه، غادرنا المكان ومازلنا في شوق لبقية الحديث مع رجل أتقن الصنعة (ابن الكار) كما يسميه أبناء حلب والأصدقاء وكل من عرف المهندس محمد رامي مارتيني الرجل المناسب في المكان المناسب، من اختبر سوق العمل وأتقن فن صناعة السياحة برغم التحديات في بلد ينام الغريب على ظله واقفاً مثل مئذنة في سرير الأبد لا يحن إلى بلد أو أحد يمشي فيه الناس إلى غدهم واثقين من الشمس في أمسهم في شوارعها تدور الحوارات بين الكمنجة والعود حول سؤال الوجود حيث نحن والأبدية سكان هذا البلد.

(سيرياهوم نيوز- بوابة “أخبار السياحة” في سورية١٠-٢-٢٠٢١)
x

‎قد يُعجبك أيضاً

“تتخلَّفُ الآثارُ عن أَصحابِها حيناً وَيُدرِكُها الفَناءُ فَتَتبَعُ”.. ماذا يحدث في أهرام مصر؟ من المسؤول؟ وهل تتم الإطاحة بوزير السياحة والآثار؟

محمود القيعي: موجة استياء كبيرة أثارها فيديو لأحد العمال وهو يكسر في حجارة الهرم الأكبر، وهو الأمر الذي دعا للتساؤل: ماذا يحدث في مصر ومن ...