آخر الأخبار
الرئيسية » أخبار الميدان » «مركبات جدعون» انتهت بتكبّد العدو أثماناً كبيرة: «أسبوع حاسم» في مصير الحرب

«مركبات جدعون» انتهت بتكبّد العدو أثماناً كبيرة: «أسبوع حاسم» في مصير الحرب

 

يوسف فارس

فتح انتهاء عملية «مركبات جدعون» من دون تحقيق أيٍّ من أهدافها الكبرى، ولا سيما الضغط على حركة «حماس» لتقديم تنازلات على طاولة التفاوض، وترحيل سكان شمال قطاع غزة إلى الجنوب، وصولاً إلى حشرهم في مدينة الخيام المُزمع إنشاؤها في مدينة رفح، باباً واسعاً للجدل في أوساط المؤسسة الأمنية والسياسية الإسرائيلية. وإزاء ذلك، تصف الأوساط الإعلامية العبرية الأسبوع الجاري بأنه «أسبوع حاسم» في مصير الحرب، في وقت يضع فيه المحلّلون الإسرائيليون البوصلة أمام ثلاثة اتجاهات: إمّا اتخاذ قرار بتوسيع الحرب وصولاً إلى احتلال قطاع غزة كاملاً وإقامة حكم عسكري، وهو الخيار الذي يتمسّك به اليمين الإسرائيلي المتطرّف، أو تقطيع أوصال القطاع وتشديد الحصار على المناطق ذات الكثافة السكانية دون الدخول إليها والاحتكاك المباشر مع المقاومين والسكان، بما يساهم في زيادة الضغط على المقاومة، ودفعها إلى تقديم المزيد من التنازلات التي تفضي إلى إحراز تقدّم نحو صفقة تبادل لإطلاق سراح الأسرى. أمّا الخيار الثالث، فيبدو الأقل حظاً، ويتمثّل في استنفاد كل الجهود الممكنة لإفساح المجال أمام التوصّل إلى صفقة تبادل أسرى.

وفي ظلّ دفع جيش الاحتلال باتجاه إبرام صفقة تبادل، بدافع عدم قدرة قواته على العمل في المناطق التي من المُتوقّع أن تكون المقاومة تحتجز فيها الجنود الأسرى، تكشف تصريحات رئيس أركان الجيش، إيال زامير، أزمة أعمق من تلك المبرَّرات، إذ قال في تصريح لافت إن الجيش سيحاذر، في المرحلة المقبلة، الدخول إلى المناطق التي قد تشهد احتكاكاً مع عناصر «حماس»، مؤكداً أنه لن يقع في «فخ الاستنزاف» الذي تدفع فيه المقاومة الجيش إلى تكبّد أثمان كبيرة. ويعكس هذا التصريح حجم العبء البشري الذي انتهت إليه عملية «مركبات جدعون»، والتي أُحصي خلالها مقتل ما لا يقلّ عن 40 جندياً إسرائيلياً في عشرات الكمائن على خطوط القتال المتقدّمة. غير أنّ الرهان على رغبات الجيش وخطوطه الحمر لا يكفي لتشكيل تصوّر واضح عن الخطوة الإسرائيلية التالية، ولا سيما في ظلّ السطوة المطلقة للمستوى السياسي على القرار الأمني.

أمّا على الصعيد الميداني، فقد انسحب جيش الاحتلال بشكل شبه كامل من الأحياء الشرقية والشمالية لمناطق شمال غزة، فيما سُجّل خلال الأيام الثلاثة الماضية تراجعٌ كامل لآلياته من أحياء الزيتون والشجاعية والتفاح شرقي مدينة غزة، بعد أن خلّف العدوان دماراً واسعاً طاول الآلاف من المنازل، وأدّى إلى تدمير كلّي للبنية التحتية والمقدّرات العامة. كذلك انسحب جيش الاحتلال بشكل كامل من الأحياء الشمالية للقطاع، بما في ذلك جباليا البلد ومخيم جباليا وتل الزعتر ومدينة بيت لاهيا، مع الإبقاء على السيطرة النارية في تلك المناطق. وبدا واضحاً، بعد ثلاثة أشهر من عمليات النسف والتدمير الممنهج للأحياء السكنية، أنّ هذه المناطق تُركت وكأنها ضُربت بزلزال مدمّر غيّر ملامحها بالكامل.

وفي هذا الوقت، يتركّز نشاط العدو الميداني في مدينة خانيونس جنوب القطاع، حيث سُجّل خلال الأيام الثلاثة الماضية توغّل آلياته في عمق المدينة، مع تكرار السيناريو ذاته الذي شهدته مدينة رفح والأحياء الشرقية لمدينة غزة، حيث تُسمع على مدار الساعة عمليات نسف وتدمير كامل للمنازل والأحياء والبنى التحتية.

إلى ذلك، استمرت في إسرائيل الضجة التي أثارها بثّ «سرايا القدس» و«كتائب القسام» مشاهد لجنود إسرائيليين أسرى، بدت عليهم ملامح الضعف والهزال الشديد. وفي الوقت نفسه، حاول المستوى السياسي استثمار تلك الصور، التي تعكس آثار منهجية التجويع الإسرائيلية، لتحشيد الرأي العام الدولي ضد المقاومة. من جهته، طالب نتنياهو، منظمة «الصليب الأحمر» بالتدخّل لإدخال الطعام والغذاء إلى الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة. وردّت المقاومة في تغريدات نشرها الناطق باسم الإعلام العسكري لـ«القسام»، أبو عبيدة، الذي أكّد «استعداد المقاومة لإدخال الطعام إلى الأسرى الإسرائيليين شريطة أن يسمح جيش الاحتلال بإدخال الطعام إلى المقاومين وجميع أبناء شعبنا»، مشدّداً على أن «الأسرى الإسرائيليين لا يتلقّون معاملة استثنائية: يأكلون ممّا نأكل». وفي المقابل، أكّدت منظمة «الصليب الأحمر» أنها بحاجة إلى وقف إطلاق نار شامل وفوري كي تتمكّن طواقمها الإغاثية من دخول القطاع وإدخال المساعدات والاطمئنان على حالة الأسرى.

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-لأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

مقتل 34 فلسطينياً نصفهم من طالبي المساعدات بنيران إسرائيلية في غزة

    أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الاثنين، تسجيل خمس حالات وفاة جديدة، جميعهم من البالغين، بسبب المجاعة وسوء التغذية في القطاع خلال 24 ...