زهير أندراوس:
رأت دراسة جديدة صادرة عن معهد أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ التابع لجامعة تل أبيب، أنّ كلًّا من حزب الله وإسرائيل يلتزِمان بقواعد اللعبة القاضيّة بعدم تصعيد الأمور إلى حربٍ شاملةٍ، وأنّهما يقومان بالقصف وبالردّ على القصف بصورةٍ “خفيفةٍ” بهدف منع اندلاع حرب لبنان الثالثة، كما قال البحث الجديد,
وشدّدّت الدراسة على “ضعف معادلة الردع القائمة والتي بموجبها يقابل أي هجوم إسرائيلي في لبنان برد كما وعد حزب الله”، مُضيفةً في الوقت عينه أنّه “في حين أنّ التزام إسرائيل بقواعد اللعبة هذه قد ساعد في إرساء هدوء نسبي على مدى العقد الماضي على طول الحدود اللبنانية ، فقد سمح في الوقت نفسه لحزب الله بالاستمرار في التعزيز، لتصبح التهديد العسكري التقليدي الرئيسي لإسرائيل وفي طليعة محور المقاومة الإيرانيّ.
ولفتت الدراسة أيضًا إلى محاولة من “محور المقاومة” الإيراني – اللبناني لتحويل الحدود الإسرائيلية اللبنانية إلى ساحة نزاع نشطة بما يخدم إيران وحزب الله وحماس على حد سواء دون الانجرار إلى مواجهة عسكرية شاملة: نصر الله ويبدو أن إيران أيضًا يثِقان بأنّ إسرائيل عاقدة العزم على الامتناع تثق عن دخول لبنان حتى لا تتسبب في اندلاع حربٍ شاملةٍ تشمل قتالاً على عدّة جبهاتٍ، كما أكّدت الدراسة.
في هذا الواقع، أضافت الدراسة، وبافتراض أنّ أيًا من الطرفين ليس لديه مصلحة في حرب واسعة النطاق، فإنّ إسرائيل تواجه عددًا من مسارات العمل على المستوى العسكريّ: الأوّل، الاستمرار في الحفاظ على السياسة الحالية، والرد بطريقة مقيدة ووفقًا لقواعد اللعبة على أي محاولة لإلحاق الأذى بجنودها أو مدنييها، مع الحفاظ على قواعد اللعبة ضد حزب الله.
ثانيًا: من أجل تعزيز الردع ومنع ظهور جبهة مواجهة نشطة على الحدود اللبنانية، الرد على أيّ عملٍ من جانب لبنان ولكن بقوة أكبر من ذي قبل (بشكل أساسي من خلال الضربات الجوية التي من شأنها تقويض معادلة الردع التي يحاول حزب الله إقامتها): فصيل فلسطيني آخر، أو تحرك حزب الله: الانتقام الذي وعد به نصر الله لمقتل عنصرين من حزب الله (أحدهما في الهجوم المنسوب لإسرائيل في سوريا في تموز (يوليو) 2020 والآخر خلال “حرس الجدار”).
وفي توجّهٍ مُباشرٍ لصُنّاع القرار في تل أبيب قالت الدراسة بلهجة الأمر: “اغتنموا مشاكل حزب الله وابدأوا بخطوة عسكرية مفاجئة وهادفة تقوض قدرات التنظيم (مع التركيز على مشروع الدقة الصاروخية)، في محاولة لإعادة الهدوء إلى الحدود بعد جولة قصيرة من الاشتباكات. في مثل هذه الحالة، يجب أنْ تكون إسرائيل مستعدة لرد قاس – هجوم على الجبهة الداخلية – متوقع من حزب الله.
وفي إطار النصائح لصُنّاع القرار في تل أبيب، أكّدت الدراسة أنّه يجب على إسرائيل فحص مسارات العمل هذه والاستعداد لاحتمال أنّ ردها الاستثنائي هذه المرة لن يكون كافياً لردع مكونات “محور المقاومة”، وستواصل هذه تحدي الجيش الإسرائيلي بإطلاق نار عرضي و/أو عسكري آخر. على طول الحدود، كما أن إسرائيل على الحدود اللبنانية على حساب تصعيد نشاطاتها ضد حزب الله.
من المُهّم الإشارة إلى أنّ الدراسة أعلاه تجاهلت حركة حماس في الجنوب، الجيش السوريّ في الشمال، والقوّات الإيرانيّة المُرابِطة في سوريّة، وهذه القوى الثلاث ستتدخّل في حال اندلاع مواجهةٍ شامِلةٍ بين كيان الاحتلال وحزب الله.
سيرياهوم نيوز 6 – رأي اليوم