مزارعو التبغ في ريف طرطوس يطالبون بتحسين سعر تسويقه ودعمه بالارشادات والخبرات والمستلزمات الضرورية لإستمرار زراعته وتطويرها

سليمان خليل

تتدلى الخيوط متعبةً مثقلة وهي ترفع أوراق التبغ المجففة تحت أشعة الشمس غير عابئة بتعب السنين والوقت بعد رحلة عمل مضنية انتقلت خلالها من حقل الى حقل ومن مرحلة إلى مرحلة لتحط بلونها البرونزي الجميل بجوار البيوت القدموسية ..

تقليدٌ سنوي اعتاد عليه أبناء هذه الأرض رغم سلسلة إنجازه الشقّية المحفوفة بالمخاطر بظروف الطقس وصبر الأيام..

مباركة سواعد الإنسان الطيب ، الصلد في أعالي الجبال وجرود الأرض وهو يروي بعرقه قفرة الأيام والليالي ولقمة العيش في هذه الحياة..

هو واحد من المحاصيلِ الرّئيسة في ريف طرطوس واللاذقية وحماة وحمص يتنوع بأصنافه

هناك في ريف القدموس خلال جولة ريفية على بعض الحقول التقينا مع عدد من مزارعي التبغ وتحدثوا لنا عن رحلة زراعته التي تبدأ مع شتلةِ التبغ في الشّهر العاشر من كل عام، حيث يعمد المزارعون إلى إنشاء المساكب وهي تأخذ ما يقارب ثلاثةَ أشهرٍ وحتى تصبح الشّتول جاهزة للنقل إلى الأرض، وخلال هذه المدّة يقوم المزارعون بالعناية والمكافحة الدوريّة للمساكب كل ثلاثة إلى خمسة أيام وسطياً.

أما فترة تحضير الأرض فيقوم المزارعون بحراثتها عدة مرات قبل عملية زراعة الشّتول من شباط وحتى شهر نيسان وذلك حسب كلّ منطقة ويضاف لها السّماد العضوي والأسمدة الكيماويّة إنْ توفّرت له مع السقاية المستمرة لكل مراحل الزراعة ويرافقها العنايةِ بالمحصول من تعشيب وحفر ومكافحة وقطف وشك وخيطان، وتعليق بالمناشر

*مطالب المزارعين

يطالب مزارعو التبغ بضرورة خفض سعرِ المبيدات الزراعيّة والعمل على استحداث سدّات أو رامات للاستفادةِ من مياه الأمطار، والمطلب الأهم وهو زيادةُ الأسعارِ في هذه الظروف الاقتصاديّة الصّعبة خاصةً أنهم يتحدثون عن المساحات المزروعة بالتبغ على مستوى محافظة طرطوس حيث تبلغ حوالي 3400 هكتار، وهي زراعة تشكل مصدر رزق للكثير من العائلات التي تسكن المناطق الجبلية خاصة في مناطق القدموس، الشيخ بدر، جرد بانياس.

وطالب عدد من المزارعين بدعمهم باستعمال النايلون في تغطية المساكب، وإقامة مشاتل مؤازرة ، وتفعيل دور الإرشاد الزراعي إلى أساليب الوقاية من العفن الأزرق ، البياض الدقيقي وغيره من ارشادات زراعته ..

كما طالب البعض بضرورة مساهمة البحوث الزراعية بالدراسات والتجارب في تطوير زراعة التبغ وإدخال أصناف جديدة ، انتخاب بذور الأساس، تحسين النوعية عن طريق انتخاب واصطفاء السلالات الناجحة والمتفوقة، وتحليل التربة والمياه والأوراق، وتحديد أفضل الصيغ السمادية الملائمة لمختلف الأصناف المعتمدة ، وتثبيت طرق التجفيف المناسبة لكل صنف، وتدريب الكوادر وإصدار النشرات الفنية والتقنية الحديثة في زراعة هذا المحصول الاقتصادي الهام .

(موقع اخبار سوريا الوطن-1)