مزحة «الرأي العام» تكلّف جعفر أحمد غالياً

تمرير المعلومة ولو مزورة هذه الأياّم، لا يحتاج جهداً كبيراً، بل يمكن وضع أي شيء مغلوط في سوق التداول وتحويله إلى خبر يقين، بمجرّد رميه على صفحات الفايسبوك، ليتم تناقله بصورة عشوائية بطريقة القص واللصق من دون بذل جهد في البحث والتدقيق في حقيقة ما نتناقله، بخاصة إذا وُضعت المعلومة على واحدة من الصفحات المتابعة! وفقاً لقانون التداول على بياض، تعرّض الصحافي السوري جعفر أحمد إلى حملة نقدية شرسة هاجمته مع محطته «لنا» خلال اليومين الماضيين، عندما ظنّ رواد الفيسبوك السوري بأنه أطل في برنامجه «الرأي العام» بمقدمة يدافع فيها عن الحكومة ويبرر ساعات التقنين الطويلة ويذكر علماء التاريخ وشخصياته الأيقونية التي عاشت بدون كهرباء! بالفعل الفيديو الذي تمّ تداوله، مستفز ويحرّض أي شخص على الهجوم عليه! لكن الحقيقة بأن هذا الفيديو مجتزأ بطريقة مقصودة من سياق مقدمة عرضت مع الحلقة الكاملة التي استضاف فيها أحمد أحد مسؤولي الكهرباء في سوريا، وجابهه بتساؤلات عدة تعكس روح الشارع. ولم تكن المقدمة تلك كاملة سوى حالة تهكّم وسخرية من أداء الحكومة المتهاوي! فعلياً يمكن القول بأن جمهور السوشال ميديا اليوم لا طائل له في التدقيق بأي شيء، هو يترجم بشكل أو بآخر حال الوطن العربي في ما يخص شبكة الأنترنت، كونه مجرّد متلق لا يملك من أمر هذا العالم الافتراضي الواسع شيئاً، وكذلك هو جمهوره الذي يقبل كلّ ما يعرض عليه ويتعاطى معه على حاله، بدون أدنى جهد في التدقيق، أو رغبة في البحث. لكن على طرف مقابل ولو كان مشهوداً للصحافي هيثم حسن معد البرنامج بالمهنية العالية، لكن يمكن القول بأن السخرية في غير مطرحها قد تنقلب ضد صاحبها، ولا يمكن التعويل على جمهور التلفزيون عموماً بأن يكون لماحاً وقادراً على التمييز بين الجد والهزل في المادة الإعلامية!

(سيرياهوم نيوز-الاخبار3-1-2022)