اعتبر الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان” عاموس يادلين، الخميس، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يدفن مستقبل الإسرائيليين في رمال قطاع غزة.
جاء ذلك في مقال مشترك مع العقيد احتياط أودي افينتال الخبير في الاستراتيجية وتخطيط السياسات، بعنوان: “نتنياهو يدفن مستقبلنا في رمال قطاع غزة”، نشره موقع القناة “12” العبرية.
يادلين قال إن “زيارة ترامب إلى الشرق الأوسط تعبر عن رؤية أمريكية عربية مشتركة للتقدم الإقليمي والازدهار الاقتصادي والتطور التكنولوجي الرائد والتنسيق السياسي المتزايد”.
واستهل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أول جولة له بالشرق الأوسط في ولايته الثانية بزيارة السعودية الثلاثاء، ثم قطر، ووصل الخميس إلى الإمارات، بينما لا تشمل جولته إسرائيل، في استثناء لافت.
** وقف الإبادة
يادلين اعتبر أن “إسرائيل تملك الآن فرصة تاريخية للقفز على هذا القطار، الذي يتحرك بسرعة”.
وقال: “كي تغتنم إسرائيل الفرصة، يتعين عليها أن توقف الحرب في غزة، التي تحققت أهدافها العسكرية، بعد هزيمة حماس بشكل يمنعها من تكرار هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول (2023)”، على حد ادعائه.
وفي ذلك اليوم، هاجمت “حماس” 11 قاعدة عسكرية و22 مستوطنة بمحاذاة غزة، فقتلت وأسرت إسرائيليين ردا على “جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى”، حسب الحركة.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر 2023، جرائم إبادة جماعية بغزة خلّفت نحو 173 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
ورأى يادلين أن “وقف الحرب سيسمح لإسرائيل بالتوصل إلى اتفاق شامل لإطلاق سراح الرهائن (الأسرى)، وإعادة التركيز على عملية التطبيع مع السعودية، وضمان مشاركة الدول العربية في حل مشكلة غزة”.
وكذلك “تعميق التنسيق مع الولايات المتحدة حول المعايير التي من شأنها وقف البرنامج النووي الإيراني”، كما أضاف.
وتقدر تل أبيب وجود 58 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
** خسائر محتملة
في المقابل، حذر يادلين من احتمال “إصرار الحكومة على مواصلة توسيع الحرب إلى ما لا نهاية، بدعوى السعي إلى تحقيق “نصر كامل” على حماس وخلق ضغط لإبرام صفقة جزئية لإطلاق سراح الرهائن”.
وأضاف أنه إذا أصرت الحكومة على ذلك “فستفشل في تحقيق أهداف الحرب، وستستمر في إضعاف مكانة إسرائيل وتعميق عزلتها، وسيعمل نتنياهو على ترسيخ مكانته كمفسد إقليمي”.
وأردف: “في مثل هذا السيناريو، الذي يتبلور بشكل متزايد أمام أعيننا، قد تجبرنا الولايات المتحدة ودول المنطقة على إنهاء الحرب بمبادرة منها، أو فقدان الاهتمام بغزة”.
“وهذا ما سيترك إسرائيل تتعامل بمفردها مع المشكلة، بينما هي خارج الصفقات العملاقة والمشاريع التكنولوجية الرائدة في مجالات الذكاء الاصطناعي والرقائق”، في إشارة من يادلين إلى اتفاقيات أمريكية خليجية أُبرمت خلال جولة ترامب.
وشدد على أن “ثمن العناد هو العزلة السياسية ورهائن يدفعون حياتهم ثمنًا لوهم ’النصر الكامل’”.
** واشنطن وحماس
مشيرا إلى تغير أمريكي تجاه تل أبيب، قال يادلين إن “ترامب أجرى مفاوضات مباشرة مع حماس من وراء ظهر إسرائيل، لإطلاق سراح المواطنين الأمريكيين المختطفين في غزة، وحتى للتوصل إلى اتفاقيات أخرى”.
وأضاف أن “الطريقة التي تم بها إطلاق سراح الجندي (الإسرائيلي الأمريكي) عيدان ألكسندر (من غزة الاثنين باتفاق بين واشنطن وحماس) هي نقطة بارزة أخرى في عملية إبعاد إسرائيل نفسها عن تحركات الإدارة الأمريكية في المنطقة”.
ورأى أن “هذا تعبير عن التصور الأمريكي بأن السياسة الإسرائيلية لا تساعد بل وتعرقل الاستراتيجية التي يريد ترامب الترويج لها في الشرق الأوسط”.
يادلن لفت إلى “استدعاء نتنياهو للبيت الأبيض لإبلاغه في اللحظة الأخيرة بأن الإدارة ستجري مفاوضات مع إيران بشأن القضية النووية، والقرار الذي فاجأ إسرائيل بوقف الحرب مع اليمن، وقطع الصلة بين البرنامج النووي المدني للسعودية وتطبيعها مع إسرائيل”.
واعتبر أن هذه “كلها أضواء تحذيرية ساطعة بشأن الضرر الواضح في قوة العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة”.
وتابع: “ربما يدخل نتنياهو وحكومته في مواجهة مباشرة مع ترامب، الذي قد يتخذ خطوات تثني يد إسرائيل، مثل وقف المساعدات العسكرية الحيوية لحرب طويلة في غزة وإيران”.
و”وربما حتى الإضرار بعلاقات البلدين في جوانب أخرى، بما في ذلك تآكل الالتزام الأمريكي بالحفاظ على التفوق العسكري النوعية لإسرائيل”، وفق يادلين.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _النهار اللبنانية