قال مسؤول إيراني اليوم الأربعاء إن مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة رافاييل جروسي سيزور إيران الأسبوع المقبل، وذلك في الوقت الذي تستعد فيه طهران وقوى عالمية لاستئناف محادثات بشأن إحياء الاتفاق النووي المبرم في 2015.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية رسمية عن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي القول “جروسي سيصل إلى طهران يوم الاثنين”.
الى ذلك يبدأ المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي الذي أبدى مؤخرا قلقه إزاء عدم التواصل مع المسؤولين الإيرانيين، زيارة الى طهران الإثنين يلتقي خلالها وزير الخارجية، وفق ما أعلن المتحدث باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية الأربعاء.
وقال المتحدث بهروز كمالوندي إن غروسي “سيصل طهران مساء الإثنين 22 تشرين الثاني/نوفمبر، ويلتقي الثلاثاء رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية (محمد إسلامي) ووزير الخارجية” حسين أمير عبداللهيان، وذلك وفق وكالة “فارس”.
وستأتي الزيارة قبيل اجتماع الأسبوع المقبل لمجلس محافظي الوكالة الدولية التي تتخذ من فيينا مقرا لها، وقبل أسبوع من استئناف المباحثات بين طهران والقوى الكبرى، والهادفة الى إحياء الاتفاق المبرم عام 2015 بشأن البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده أعلن الإثنين أن طهران قدمت لغروسي دعوة لزيارتها، وهي “تنتظر رده” بشأن ذلك.
وأتى الإعلان عن الدعوة بعدما أبدى غروسي في 12 تشرين الثاني/نوفمبر، “استغرابه” لعدم وجود تواصل بينه وبين مسؤولين سياسيين في حكومة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.
وتحدث مدير الوكالة التابعة للأمم المتحدة عن “قائمة طويلة من المواضيع التي نحتاج الى مناقشتها” مع إيران.
ومنذ تولي المحافظ المتشدد رئيسي منصبه مطلع آب/أغسطس، زار غروسي طهران مرة واحدة، الا أنه لم يلتق في تلك الزيارة سوى رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي.
وشهدت تلك الزيارة التي جرت في 12 أيلول/سبتمبر، التوصل إلى اتفاق بين الطرفين بشأن صيانة معدات مراقبة وكاميرات منصوبة في منشآت نووية.
الا أن الوكالة الدولية شكت بعد أيام من إبرام الاتفاق، من منعها من دخول “ضروري” الى منشأة كرج قرب طهران لتصنيع أجهزة الطرد المركزي.
وفي حين قالت الوكالة إن هذه المنشأة كانت ضمن الاتفاق بشأن صيانة معدات المراقبة، نفت طهران ذلك، وأكدت أن المنشأة لا تزال مشمولة بتحقيق في محاولة تخريب تعرضت لها في حزيران/يونيو الماضي، واتهمت إيران اسرائيل بالضلوع فيها.
وتأتي زيارة غروسي قبل استئناف المباحثات بين إيران والقوى الكبرى في فيينا بشأن احياء الاتفاق النووي، والمقرر في 29 تشرين الثاني/نوفمبر.
وأبرمت إيران وستّ قوى دولية في 2015، اتفاقا بشأن برنامجها النووي أتاح رفع العديد من العقوبات التي كانت مفروضة عليها، مقابل الحد من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها، مع برنامج تفتيش من الوكالة الدولية يعد من الأكثر صرامة في العالم.
الا أن مفاعيل الاتفاق باتت في حكم اللاغية منذ 2018، عندما انسحبت الولايات المتحدة منه أحاديا في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب وأعادت فرض عقوبات قاسية على إيران.
وردا على ذلك، بدأت إيران عام 2019 بالتراجع تدريجا عن تنفيذ العديد من التزاماتها الأساسية بموجب الاتفاق.
وقامت إيران اعتبارا من مطلع 2021، بتقييد عمل مفتشي الوكالة الدولية، وزادت من نسب التخصيب، اذ قامت بداية بانتاج يورانيوم مخصّب بنسبة 20 بالمئة، ولاحقا بنسبة 60 بالمئة، علما بأن الاتفاق النووي حدد سقف التخصيب عند 3,67 بالمئة.
وأبدى جو بايدن الذي خلف ترامب كرئيس للولايات المتحدة في مطلع 2021، استعداده لإعادة بلاده الى الاتفاق، بشرط عودة إيران لالتزاماتها. وخاضت الأطراف المعنية، وبمشاركة غير مباشرة من واشنطن، ست جولات مباحثات في فيينا بين نيسان/أبريل وحزيران/يونيو.
سيرياهوم نيوز 6 – رأي اليوم