وحيداً خلف نول خشبي قديم يجلس الحرفي سامي نداف وهو يقوم بعمله على نوله الذي يعود إلى أكثر من مئة عام في لوحة تراثية تعود بنا إلى زمن ازدهرت فيه صناعة النسيج السوري ووصلت شهرته إلى دور الأزياء العالمية.
أباً عن جد ورث الحرفي نداف 65 عاماً صناعة النسيج وتفرد بصناعة الحطة الحريرية وهي إحدى قطع اللباس الشعبي الخاصة بالرأس والتي كانت سائدة في فترة من الفترات فيما باتت حاليا من الموروث الشعبي.
نداف أوضح في تصريح لمراسلة سانا أن لكل ريف سوري زيه من اللباس وقديماً اشتهرت حمص بالنول الحمصي وصناعة النسيج فكانت معظم الأسر في المدينة والريف تمتلك النول لحياكة النسيج بمختلف أنواعه إلا أنه اليوم لم يتبق منها سوى ذكريات لأصوات ملأ صداها الأحياء القديمة.
ومن محله في حي الحميدية انتقل الحرفي نداف إلى حي الأرمن بسبب الحرب الإرهابية ليتابع ممارسة مهنته بشغف ومتعة لحياكة الحطة الحريرية بأنواعها ونقوشها المختلفة ويقول: “أعمل جهدي اليوم لأورث هذه الحرفة للأجيال القادمة كمهنة سورية قديمة حيث تطورت عبر الزمن من حيث النقوش والزخارف ولكنها اليوم في طور الاندثار ومن الضروري الحفاظ عليها لنبقى على صلة بتراثنا الذي يشتمل على الكثير من الإبداع والإتقان اليدوي”.
ومن الأنواع التي يحيكها الحطة المصورة أو البحرة وتلبس بمحافظة السويداء وغيرها وهي ذات لون أحمر إضافة إلى العريجتين وتلبس أيضا في محافظة السويداء والصدية في بلدة صدد والمحرداوية في مدينة محردة والكبة تلبسها النساء في منطقة القلمون والعبدة للرجال في منطقة القلمون والشكرية في إدلب وحلب.
كما يقوم الحرفي نداف بنسج أنواع حريرية أخرى كالعباءات والشالات النسائية والشملات الرجالية أما بالنسبة لأنواع التطريز والنقوش والزخارف التي تضاف إلى الحطة والشال والعباءة فهي عديدة وحسب الطلب أحياناً والتي عرفت بتسميات عديدة مثل “الوردة الباعية والعريشة وزهرة الغريب وعرق الآس وغيرها حيث تضاف بخيوط حريرية ذات ألوان متعددة وأحيانا بخيوط ممزوجة بماء الذهب أو الفضة حسب الطلب ما يعطيها قيمة عالية”.
وعن أقسام النول يحدثنا نداف بمفردات غريبة في عصر الآلة حيث يتألف النول اليدوي القديم من المطواية المصنوعة من خشب المشمش والغرز الذي يركب على المطواية والسدي والمتيت والكشحط والمنقاش والدعسات تحت الأرجل للنقوش والدفة والمكوك للحدف وللغل وزقاريق وخيطان الحرير والمرد فوقاني وتحتاني والملف والأحجار البازلتية لشد خيوط الحرير التي تدعى أبلوج إضافة إلى المواسير ودولاب لتعبئة الخيطان.
وشارك الحرفي نداف بالعديد من المعارض المحلية وأكثر ما يتمناه ان تورث هذه الحرف للأجيال وأن يتم إحياء الحرف التراثية بالتعاون مع الجمعيات الحرفية بحمص وإيجاد المكان السياحي اللائق والترويج لنشرها في كل المحافظات.
سيريا هوم نيوز /4/ سانا