آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » مسرح القباني محطة مضيئة في تاريخ الخشبة السورية المعاصر

مسرح القباني محطة مضيئة في تاريخ الخشبة السورية المعاصر

 هادي عمران

يرتبط مسرح القباني القائم في شارع 29 أيار في قلب العاصمة دمشق بتاريخ الخشبة السورية المعاصر ليذكر عشاق ابي الفنون برائد المسرح العربي أبي خليل القباني في القرن التاسع عشر.

لدى دخول المرء لـ “مرسح القباني” وهي تسمية قديمة كانت تحلو للدمشقيين ستلفته في أروقة المكان لوحة بورتريه كبيرة لأبي خليل القباني بجانبها وثيقة تاريخية قديمة تعرف به زوار المسرح إضافة لصور عديدة لعروض عالمية وسورية وصور لكبار الفنانين والمخرجين السوريين ممن كانت لهم عروض على هذه الخشبة الصغيرة مثل “سهرة مع أبي خليل القباني” والتي عرضت في عام 1974.

وكان تأسيس المسرح سنة 1959 بمثابة النقلة النوعية للفنانين المشتغلين بالمسرح القومي آنذاك وعلى رأسهم الراحل نهاد قلعي حيث وجدوا فيه مكانا يحتضنهم ويجرون فيه بروفاتهم.

ويتوقف الكاتب المسرحي جوان جان في حديث لـ سانا الثقافية عند تلك العلاقة الحميمة التي نشأت بين الممثلين ومسرح القباني والجمهور رغم صغره إذ يتسع لـ 216 متفرجا.

ويشير جان إلى أن مسرح القباني الذي كان مهدا للعروض الأولى للمسرح القومي ولأعمال كبار الفنانين من مخرجين وممثلين منذ الستينيات أخذ يقدم الأعمال ذات الطابع التجريبي بعد أن تأسس قريبا منه مسرح الحمراء.

وعن المحطات التي مر بها مسرح القباني أشار جان إلى أنه استضاف عروض مهرجان دمشق المسرحي منذ تأسيسه سنة 1969 إضافة لعروض مشروع دعم مسرح الشباب لمديرية المسارح والموسيقا ومهرجانات المنظمات الشعبية كمسرح الشبيبة والمسرح الجامعي.

ويستعرض جان أهم العروض التي قدمت بين الستينيات والسبعينيات ومنها “الحياة حلم” لعلي عقلة عرسان ومحمد الطيب و”أغنية على الممر” و”الغريب” لأسعد فضة مشيرا إلى أن مسرح القباني استضاف أول عرض مسرحي له وهو “المعطف” عام 2000 ليغوص بعدها المسرح في محطات حياته كافة منذ دراسته في المعهد العالي للفنون المسرحية إلى الاحتراف.

المخرج المسرحي سهيل العقلة اعتبر أن مسرح القباني له نفس خاص ويمتاز ببنائه الفريد وبتقنية مميزة رغم صغر حجمه إذ بإمكان الجمهور أن يستمع بوضوح إلى همسات الممثلين على الخشبة فهذه تقنية فريدة ونادرة.

العقلة الذي استضاف القباني سنة 2002 عرضه الأول بعنوان “نور العيون” يشير إلى أن هذه الخشبة استضافت عروضا حملت طابع المسرح الشعبي مثل “الأميرة والصعلوك” للراحل نضال سيجري و”أحلام الصعاليك” لمحمد الطيب وهي مختلفة كليا عن العروض التجارية.

أما الممثل المسرحي زهير البقاعي فرأى أن للقباني ذاكرة غنية ومهمة ويحمل المسرحيين مسؤولية ما يقدمونه على خشبته من عروض ويجعلهم يحرصون على تقديم أجود ما لديهم مشيرا إلى أنه قدم على خشبته أعمال مثل “ماكبث” وغيرها إضافة لعروض للأطفال.

التاريخ الطويل لمسرح القباني جعله يجمع الممثلين بعلاقة ألفة ومحبة مع الجمهور وهذا ما أثبتته جودة العروض المسرحية التي حشدت الجمهور لمتابعتها وحفرت في أذهان المتلقي ذكريات لا تمحى لتجعله نقطة مضيئة في تاريخ الخشبة السورية.

سيرياهوم نيوز 6 – سانا

x

‎قد يُعجبك أيضاً

المؤسسة العامة للسينما تعيد تأهيل صالات الكندي

تماشياً مع رغبة المؤسسة العامة للسينما في تقديم أفضل ما يمكن من أساليب العمل السينمائي، وتأكيداً لضرورة تأمين حالة عرض متقدمة ومتميزة لجمهورها، فإنها عملت ...