دمشق–محمد خالد الخضر
نجاح شاعر بعينه على حصد العديد من الجوائز الأدبية محلياً وخارجياً يتجلى في تجربة الشاعر علي جمعة الكعود الذي حاز على أكثر من 10 جوائز استحقها لقصيدة محددة أو لديوان شعر كامل عبر عقدين من الزمن.
الكعود الذي يقتصر في قصائده على شعر الشطرين ويهتم بالهم الإنساني والوطني ويلتزم اللغة والموسيقا والعاطفة كانت آخر جائزة نالها المركز الأول من واحة الأدب الكويتية عن قصيدته “دمشق حبيبتي” إضافة إلى المركز الثاني لجائزة مانديلا للآداب بنسختها العربية الأولى 2021 بمشاركة شعراء كبار.
ويؤكد عضو اتحاد الكتاب العرب أن المشاركة بالمسابقات ضرورية لأنها تقدم نماذج إبداعية جديدة ورؤى قد تكون متطورة أما بالنسبة للنزاهة فلابد من أن تلعب الجهة الراعية للمسابقة دوراً بذلك.
ويرى الكعود أن الشعر هو موهبة بالدرجة الأولى كأي إبداع فني آخر وهو ذلك النور الذي يزيل ظلام الأرواح فتشرق به الأيام ويفرح العشاق وأنه السحر الذي تبثه العقول والأرواح التواقة إلى الجمال.
وحسب الكعود فإن كتابة الشعر ليس لها طقس أو مكان بعينهما مشيراً إلى أن اقتصاره على الشعر بشقيه العمودي والتفعيلة لأنهما مكملان لبعضيهما فيبقى الوزن والرتم الموسيقي مهيمنين.
ويقول الكعود: “الشعر بلا وزن كاللوحة بلا ألوان والموسيقا هي التي تقود عمليتي المد والجزر في بحور القصيدة حيث تجذب الأمواج الهادرة ذهنية المتلقي فيتفاعل معها”.
وفي مقابل هذا الموقف المؤمن بالقصيدة الموزونة فإن الشاعر الحاصل على جائزة عمر أبو ريشة يشكك في مصطلح قصيدة النثر ويراه بلا هوية وإنما يحمل ما سماها شهادة تعريف لكن هذا لا ينفي برأيه أن هناك قلة قليلة من كتاب مصطلح قصيدة النثر أبدعوا في هذا الجنس الأدبي.
وحول تراجع مكانة الشعر الجماهيرية أمام أجناس أدبية أخرى يجد صاحب ديوان قصائد آيلة للقنوط أن هناك تقصيراً في حضور الشعر لأن بعض من يكتبونه بشكله السيىء قطعوا الرابط بين الشعر وجمهوره ولكن الجمهور العربي الذواق ما زال يميز بين الجيد والرديء.
أما عن دور الشعر في الحرب يقول الكعود: “كان للشعراء دور مهم في عملية مواكبة الحدث فعلى الصعيد الشخصي كتبت عدة قصائد خلال الحرب منها (منسيون على قارعة الحرب) التي فازت بقلادة الجواهري الذهبية في شعر التفعيلة لعام 2017 في أستراليا و (نازحون) التي فازت بجائزة غسان كنفاني في رام الله لعام 2015 وقصيدة (مهاجر غير شرعي) التي فازت بجائزة أوصمان صبري في القامشلي عام 2017 وغيرها” مشيراً إلى أن ساحة الشعر السوري المعاصر حافلة بأسماء كثيرة سجلت كثيراً من أحداث الحرب.
يشار إلى أن الشاعر علي جمعة الكعود من مواليد القامشلي 1972 مجاز في الحقوق والدراسات القانونية صدرت له عشرة كتب منها ثمانية دواوين شعرية وهو أمين سر اتحاد الكتاب العرب فرع الحسكة وينشر نتاجه في صحف ومجلات عربية.
(سيرياهوم نيوز-سانا)