خالد زنكلو _ محمد أحمد خبازي
رد الجيش العربي السوري على عدوان ميليشيات الاحتلال التركي على نقاطه جنوب مدينة تادف بالقرب من منفذ «أبو الزندين»، الذي يصل الطرف الغربي من مدينة الباب حيث نفوذ الميليشيات بمناطق الحكومة السورية في ريف حلب الشمالي الشرقي، وحقق إصابات مؤكدة في صفوف الميليشيات، ودك بنيران مدفعيته مواقع لمسلحي تنظيم جبهة النصرة الإرهابي بريف إدلب الجنوبي، رداً على تصعيد اعتداءاتهم على نقاط له بمنطقة «خفض التصعيد».
مصادر مراقبة للوضع في منطقة «أبو الزندين» كشفت أن الهدف من مبادرة ميليشيات أنقرة المعارضة لافتتاحه، فرض التصعيد في محيطه، هو استمرار تعطيله والحيلولة دون وضعه في الخدمة بعدما أججت الوضع منذ افتتاحه في الـ18من الشهر الماضي، ومنعت عمل الشاحنات التجارية بين ضفتيه.
وذكرت مصادر أهلية في مدينة تادف، التي يسيطر الجيش العربي السوري على شطرها الجنوبي في حين تهيمن ميليشيات الإدارة التركية على الشطر الشمالي من المدينة لـ«الوطن»، أن قذائف هاون مصدرها مواقع تمركز ميليشيات أنقرة أطلقت باتجاه نقاط تمركز الجيش مساء الإثنين وصباح أمس.
وأوضحت أن وحدات الجيش العربي السوري أطلقت قذائف مدفعية وهاون نحو مصادر النيران، وأصابت أهدافها بدقة وفرضت هدوءاً حذراً قد يتبدد في أي وقت إذا ما كررت الميليشيات اعتداءاتها على نقاط الجيش.
وأشارت إلى أن تادف تشهد هدوءاً جنبها التصعيد الميداني منذ أشهر، إلا أن سعي بعض ميليشيات أنقرة راهناً إلى تسخين المنطقة القريبة من المنفذ بغية مواصلة إخراجه من الخدمة لمصالح شخصية، قد يؤجج الوضع الميداني بريف حلب الشمالي الشرقي برمته، بخلاف رغبة أنقرة الساعية إلى فتح المنفذ التجاري لتحقيق مكاسب ومنفعة مشتركة لجميع الأطراف لتثبيت وقف إطلاق النار ساري المفعول منذ تشرين الأول 2019.
ولفتت المصادر إلى أن القسم الجنوبي من مدينة تادف يبعد عن مدينة الباب إلى الجنوب الشرقي منها مسافة 2 كيلومتر لكنه متصل بأطرافها، على حين يبعد عن «أبو الزندين»، الواقع في الجهة الغربية من الباب، 6 كيلو مترات لجهة الشمال الغربي، وبذلك من شأن إشعال جبهة تادف من قبل ميليشيات أنقرة، التأثير ميدانياً في منطقة المعبر وريف الباب بشكل عام.
مصادر معارضة مقربة من ميليشيات أنقرة أشارت بأصابع الاتهام إلى ميليشيا «الجبهة الشامية»، التي تعارض إعادة افتتاح «أبو الزندين»، ورأت أن لها مصالح بإطلاق النار نحو تمركز وحدات الجيش بتادف لتسخين المنطقة وتبديد استقرارها للتأثير سلباً في «أبو الزندين» القريب من منطقة التصعيد.
وذكرت المصادر لـ«الوطن» أن متزعم في «الشامية» قال: إن مسلحيها ردوا على قصف الجيش للجزء الشمالي من تادف، لكن مصادر محلية في المدينة أكدت لـ«الوطن» أن الميليشيات هي من بدأت القصف أولاً بقذائف الهاون نحو وحدات الجيش.
وأشارت المصادر إلى أن «الشامية» مازالت على خلاف مع ما تسمى «الحكومة المؤقتة» المعارضة والموالية لأنقرة بشأن افتتاح المعبر، بعد أن أصدرت الأخيرة بياناً عقب اجتماع الاستخبارات التركية بالمعارضة المسلحة والسياسية في مطار ولاية غازي عنتاب التركية الأسبوع الماضي، دعت فيه إلى افتتاح المنفذ، لكن «الشامية» عارضتها، ودعا متزعمها إلى استقالة متزعم «المؤقتة» عبد الرحمن مصطفى بعد تعليق عضويتها فيها.
وبرز ذلك جلياً من خلال تبادل إطلاق النار بين مسلحين بلباس مدني تابعين لـ«الشامية»، ويتخذون من خيمة الاعتصام على الطريق المؤدي إلى «أبو الزندين» مقراً لهم، وبين «الشرطة العسكرية» التابعة لأنقرة، والتي أوكلت إليها أنقرة مهمة حماية المنفذ وفض الاعتصامات المنددة بافتتاحه بالقوة.
ولا يزال المسلحون الذين يقيمون في خيمة الاعتصام بزيهم المدني حتى مساء أمس، يخرجون في تظاهرات أمام الخيمة ويتوعدون أي شاحنة تجارية قد تتوجه من مدينة الباب إلى المنفذ، وذلك بعد اعتراض سائقي شاحنتين نهاية الأسبوع المنصرم وإرغامهما على العودة أدراجهما.
وفي منطقة «خفض التصعيد»، بيَّن مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الجيش دك برمايات مكثفة من مدفعيته الثقيلة، مواقع للإرهابيين في معارة عليا ومحيط الفطيرة وسان وكنصفرة بريف إدلب الجنوبي وفي محيط التفاحية بريفها الغربي، موضحاً أن الرمايات حققت أهدافها وكبدت الإرهابيين خسائر فادحة.
ولفت إلى أن إرهابيين مما تسمى غرفة عمليات «الفتح المبين» التي يقودها النصرة اعتدت بقذائف صاروخية وقناصات على نقاط للجيش في مختلف قطاعات منطقة «خفض التصعيد».
ووفق مصادر إعلامية معارضة استهدف الجيش بمدفعيته مواقع الإرهابيين في قرية كفر عمة غرب حلب، كما استهدف مواقعهم بطائرة مسيّرة محور قرية الصعوص وبنحو 3 مسيّرات أخرى قرية كفرنوران، في ريف حلب الغربي. وبقذائف مدفعيته مواقع الإرهابيين في تلال الكبينة بريف اللاذقية الشمال.
وفي البادية الشرقية، بيَّن مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن سلاح الجو الحربي السوري والروسي المشترك، واصل شن غاراته المكثفة على نقاط انتشار خلايا تنظيم داعش الإرهابي في باديتي حمص الشرقية ودير الزور الغربية.
وأوضح أن الغارات استهدفت مخابئ محصنة في مناطق وعرة من قطاعات البادية، وجعلتها أثراً بعد عين بمن كان مختبئاً فيها من دواعش.
سيرياهوم نيوز١_الوطن