آخر الأخبار
الرئيسية » يومياً ... 100% » مشاريع تهدّد الدولار

مشاريع تهدّد الدولار

 

علي عبود

نسمع في السنوات الأخيرة عن محاولات لبعض الدول سرية أو علنية للحد من هيمنة الدولار على التجارة العالمية عبر نظام الدفع الأمريكي المعروف باسم “سويفت”.
ولا شك أن نظام الدفع الروسي الجديد، والعملة الرقمية التي أطلقتها الصين منذ سنوات، والعملات الوطنية التي اعتمدتها مجموعة “بريكس” في مبادلاتها التجارية..الخ، نالت من هيبة الدولار، وتسببت بانخفاض نسبة حصته من إجمالي التجارة الدولية،.. والسؤال: هل من مشاريع أو خطط جدية وفعالة تهدد هيمنة الدولار؟
حسب الخبراء فإن هيمنة الدولار الأمريكي في التجارة العالمية بدأت مع إنشاء نظام “بريتون وودز” بعد
الحرب العالمية الثانية، وقد حدد هذا النظام أسعار صرف ثابتة مقابل الدولار، وسعر ثابت للدولار بالذهب، ولم يواجه نظام “بريتون وودز” أيّ تهديد في العقود الماضية إلى أن بدأت الصين تنافس أمريكا إقتصاديا، وبعد أن ردت روسيا على العقوبات الغربية بالتخلي التدريجي عن الدولار.
وهذا يقودنا إلى السؤال: هل بإمكان دولة أو أكثر التخلي عن الدولار؟
لم يعد طرح هذا السؤال من قبيل الترف النظري، أو الإحتمالات المستحيلة، إذ يوجد حاليا خمسة مشاريع قيد التنفيذ تهدد فعليا هيبة الدولار، مع الإشارة إن أصحابها لم يعلنوا حربا إقتصادية أو تجارية ضد أمريكا، بل هدفهم التعامل بعملات بديلة كي يبقوا بمنأى عن العقوبات المالية وتهديدهم بحرمانهم من التعامل بنظام “سويفت”.
ويعتبر مشروع الكتلة الاقتصادية لدول “بريكس” أكبر تجمع إقتصادي يهدد هيمنة الدولار، ولولا السياسات الأمريكية المتطرفة ضد روسيا وخاصة مايتعلق منها بحجب أو تجميد احتياطاتها من النقد الأجنبي ومنعها من اسـتخدام نظام “سويفت” من جهة، والحرب الاقتصادية والتجارية الأمريكية ضد الصين من جهة أخرى، لما برز تجمع “بريكس” كأقوى تكتل إقتصادي دولي في العامين الأخيرين.
نعم، بعد “بريكس” أصبحت هيمنة الدولار في خطر، ودور نظام “سويفت” بدأ بالتراجع أمام أنظمة دفع بديلة ّوفعّالة أتاحت للدول، سواء الخاضعة للعقوبات أم الساعية للتحرر من الضغوطات الأمريكية، للتخلي عن الدولار كليا أو جزئيا.
و منذ عامين، تدرس الكتلة الاقتصادية لدول “بريكس” التي تأسست سنة 2006 إنشاء سلة من العملات البديلة من أبرزها عملة رقمية مغطاة بالذهب، وقد انضمت إليها مؤخرا السعودية ومصر وتركيا والجزائر، وبالتالي أصبحت تُشكّل مايقرب من نصف سكان، العالم وربع الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ونصف الناتج المحلي الإجمالي لمجموعة الدول الصناعية السبع.
ولا شك أن “بريكس” تشكّل أكبر تهديد لهيمنة الدولار في الأمد المنظور وليس البعيد جدا، إذ من المتوقع أن تصبح عملتها المنافس الأكبر للدولار في السنوات المقبلة، بالإضافة إلى فائدتها لدول التكتل لأنها ستزيد من استقرار أنظمتها المالية وتعزيز سيادتها.
وإذا كانت بعض دول مجموعة “بريكس” لاتهدد الدولار كالسعودية والهند والإمارات فإن الوضع مختلف جدا مع الصين التي بدأت العمل منذ سنوات على مشروع “البترويوان” كبديل للبترودولار، وهذا المشروع سيتيح للصين الإنفصال عن النظام العالمي الذي يضمن الهيمنة الأمريكية، وتسعى بكين إلى إقناع دول الخليج ببيعها النفط باليوان مقابل ضخ استثمارات صينية في مجال الطاقة، علما إن مشتريات الصين النفطية وكثير من السلع من روسيا وإيران تتم بعملات البلدين وليس بالدولار.
وحسب ماكشفه البنك المركزي الإيراني فإن روسيا وإيران تعملان على مشروع إنشاء عملة رقمية مشفرة مستقرة مدعومة بالذهب يمكن اعتمادها كوسيلة للدفع في تسويات التجارة الخارجية بدلا من الدولار والروبل والريال الإيراني
وبدأنا نسمع منذ عامين عن مشروع “عملة الجنوب” فقد أطلقت الأرجنتين والبرازيل مبادرة إنشاء عملة إقليمية للمدفوعات المتبادلة باسم “جنوب أو سور”ستكون الوحدة النقدية المحتملة في دول أمريكا الجنوبية خلال بضع سنوات من أجل مواجهة الدولار في السوق المالية العالمية، وحسب صحيفة “فاينانشال تايمز” سيمثل الإتحاد النقدي لأمريكا اللاتينية حوالي 5 % من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
ومن الملفت للإهتمام أن هناك مشروعا قيد المناقشة بين الإمارات العربية المتحدة والهند هدفه تعزيز التجارة غير النفطية التي تصل إلى 10 مليارات دولار تقريبا بالروبية والدرهم.

الخلاصة: يمكن الجزم بأن مسار هيمنة الدولار بدأت بالإنحدار، ومشاريع المدفوعات التجارية العالمية بالعملات المحلية أو الرقمية المدعومة بالذهب تزداد عاما بعد عام بفعل قوتين عالميتين عسكرية واقتصادية هما روسيا والصين.
(أخبار سوريا الوطن-2)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هواجس مابعد ” عرس البكالوريا ” ..!

    سليمان خليل   ما أن تنتهي حفلة ” البكالوريا” الطويلة ، المتعبة ، حتى يبدأ التحضير لاستقبال مولود جديد يريد أن يشق دربه ...