تعليم الأطفال والأبناء كل ما يحتاجون لأن يتعلموه عن العواطف والمشاعر وكيفية التعامل معها أمر شديد الأهمية كمهارة حياتية من المهارات التي سيحتاجها الأطفال بشدة في حياتهم. ويجب على كل أم أن تعلم أنه بصفة عامة فإن الطفل الذي يكون قادرا على التعبير بصدق عن مشاعره في المواقف الاجتماعية المختلفة فإنه على الأرجح لن تكون لديه مشاكل سلوكية كثيرة أو معقدة. إن الطفل عندما يغضب من أمر ما ويكون قادرا على التعبير عن غضبه هذا بالكلام فإنه على الأرجح لن يفقد أعصابه. يجب على كل أم أن تعمل على تعليم طفلها كيف يتحدث عن مشاعره، وعليك أيضا أن تعلمي طفلك طرقا صحية يمكنه من خلالها التعامل مع المشاعر المختلفة التى قد تنتابه طوال حياته. وبصفة عامة فإن الأطفال في مرحلة الصغر يتعلمون كيفية التعامل مع التوتر والمواقف الصعبة والإحباط ويتعلمون أيضا كيفية التفكير فى حلول متنوعة للمشاكل التي قد يواجهونها، وعليك أنت كأم أن تساعدي طفلك على التعامل الأمثل مع مشاعره.
فى البداية على كل أم أن تعلم طفلها فى مرحلة ما قبل الدراسة بعض الكلمات الأساسية التي ستساعده في التعبير عن مشاعره مثل سعيد غاضب حزين وخائف، أما الطفل الأكبر سنا فيمكنه أن يستفيد من تعلم بعض الكلمات المعقدة مثل محبط وعصبى وخائب الظن. ويمكنك أن تساعدي طفلك كثيرا على تعلم كل شيء عن مشاعره من خلال أن تشرحى له أو تتناقشى معه حيال كيفية شعور الشخصيات فى الكتب والأفلام بمجموعة مختلفة من الأحاسيس والمشاعر. ويمكنك أيضا فى تلك المرحلة أن تسألي طفلك عن رأيه المتعلق بالسبب للمشاعر المعينة التى قد تنتاب شخصية خيالية فى فيلم أو كتاب. وبالإضافة لما سبق فإن الطفل بالطريقة السابق ذكرها سيكون قادرا على تفهم مشاعر غيره والتعاطف معها، فإن الطفل على سبيل المثال إذا علم أن دفعه لصديقه ووقوعه على الأرض أمر سيجعل صديقه يشعر بالحزن والغضب فإنه بالتأكيد لن يكرر الأمر مرة ثانية. حاولي أن تعلمي طفلك كيف يستخدم الكلمات الخاصة بالمشاعر بصفة يومية ويمكنك مثلا أن تقولي له إنك حزينة لأنه لا يريد مشاركة ألعابه مع شقيقته.
حاولي أن تسألي طفلك كل يوم عن شعوره وماذا يضايقه أو يسعده وعليك أن تتحدثي مع طفلك عن الأمور التى من شأنها أن تؤثر على مشاعره. ويمكنك مثلا أن تقولي لطفلك إن ملامح السعادة تبدو عليه لأنكم ستتناولون الآيس كريم اليوم. عليك أن تعلمي طفلك أيضا الطريقة المناسبة التي يمكنه التعامل بها مع المشاعر غير المريحة، فيجب على الطفل أن يتعلم أنه لا يمكنه أن يضرب الآخرين مثلا لمجرد أنه يشعر بالغضب ولكن سيكون عليه تعلم إستراتيجيات ليتعامل بها مع غضبه. يمكنك أن تعلمي طفلك أنه عندما يشعر بالغضب فيمكنه أن يذهب لمكان هادئ أو لغرفته وهو الأمر الذى سيساعده على أن يكون أكثر هدوءا. وإذا شعر طفلك مثلا بالحزن لأن صديقه لا يريد أن يلعب معه فعليك أن تعلميه كيف يتعامل مع مشاعر الحزن تلك لأنه إذا لم يتعلم هذا الأمر فإنه قد يصبح عدوانيا أو قد يبدأ فى التصرف بسلبية لجذب الانتباه إليه. على الأم أن تعلم أن الطفل الصغير قد يعبر عن مشاعره بطريقة مختلفة عن تلك التى يعبر بها الشخص البالغ وخاصة خلال الفترة الأولى من حياة الطفل والتى قد يعبر بها عن مشاعره من خلال البكاء والصراخ، مع الوضع في الاعتبار أن الطفل في سن المدرسة يكون أكثر قدرة على التعبير عن مشاعره بطريقة سلسة وسهلة ومفهومة. عليك أن تظهري لطفلك دائما مشاعر الحب والدعم وأن تكوني متواجدة بجانبه دائما فى حالة شعوره بالإحباط أو الحزن.