بقلم:عبد الفتاح العوض
سأغرد خارج سرب الفيس بوك..
تحول «الفيس بوك» خلال الفترة السابقة إلى «محاكم» تفتيش وتعليق مشانق اجتماعية.
في بداية الأزمة كان المحرك الرئيس لمشاعر الناس وعواطفهم، ومن ثم سلوكهم هو ما ينشر من أخبار تبين فيما بعد كم هي كاذبة.
وأضاع «الفيس بوك» الحقائق في سوق مملوء بالغرائب والعجائب ولم يعد أي منا قادراً على أن «يصدق أو يكذب» أي شيء.
والآن وفي هذه المرحلة نشهد أن الفيس بوك يقود الرأي العام.
تبدأ الأشياء بمجموعة من «الحالات» والتعليقات المتسقة والمتناغمة فيما بينها، ويلتقط «الفراغ» كل شيء، ويعيده بكلمات أخرى لكنها تأخذ المضمون نفسه.
في هذه الحال لا يجرؤ الكثيرون على مواجهة تيار رأي الفيس بوك، قسم يختار مجاراته والتماهي معه.. وقسم آخر يفضل عدم الخوض في هذه اللعبة ويكتفي بالصمت، ولا تستطيع أن تلومهم، فلغة «أبطال الفيس بوك» لغة غير منضبطة بقواعد تمنع من السب والشتم والتلفيق والإساءة.
لو بقينا في هذه الحدود فإن التحليل المنطقي يقول إن ذلك شيء طبيعي.. فهي تقنيات جديدة ووسائل حديثة يحتاج المجتمع إلى وقت حتى يضع لها أعرافها الخاصة وتقاليدها الواجبة الاحترام ثم القوانين الملزمة التطبيق.
فمع كل جديد تمر سنوات قبل أن يعرف المجتمع كيف يتعامل مع سلبياته ويستفيد من إيجابياته، والفيس بوك هو هذا الجديد الذي بدأت سلبياته تطفو وتؤثر في المجتمع.
ثم إنها مساحة حرية ولا بد من وجود كثير من مظاهر سوء استعمال الحرية.. فعندما لا تمتلك خبرة في قيادة السيارة لا بد من وجود حوادث، وعندما لا تمتلك خبرة في استخدام الحرية لا بد من الفوضى.
الخطر في الموضوع.. أنه أصبح لدينا «عصابات» فيس بوك.. هناك من «يشغل» صفحات فيس بوك للهجوم على هذه الشخصية أو تلك وينشر أكاذيب ويلفق أحداثاً، ولا يمكن أن ترد عليها أو على أصحابها لأنها أصبحت «رأياً عاماً» حاكمَ ونفذَ الحكم بالإعدام الاجتماعي!.
فمن وراء صفحات الفيس بوك التي تعلق مشانق للناس؟
مشانق الفيس بوك.. مشانق اجتماعية لكنها فيما بعد تؤثر في مستقبل كثير من الأفكار والسلوكيات التي يخشى أصحابها من إعلان رأيهم وسلوكهم خوفاً من عصابات «الفيس بوك».
وما أقصده من عصابات الفيس بوك هم الأشخاص «المنظمون» الذين يتحركون معاً بدافع سيئ ومأجور.
فما الذي نريد أن نعلمه لشبابنا عندما يتم استخدام صفحات في الفيس بوك؟
هل نريد أن نعلمهم أن الشتائم يحصلون منها على «أجر» أعلى من أي عمل آخر؟
عرضت عليكم المشكلة.. لكن من حق كل منا أن يسأل عن الحل!
هل يمكن أن يكون الحل «بالقانون» أم إن الحل يكون اجتماعياً ومن خلال قواعد وأعراف مجتمعية؟
الحل القانوني مجد لكنه محدود الأثر… لكن ما رأيكم بتشكيل مجلس أمناء اجتماعي يعطي رأيه في القضايا التي تصبح حديث الرأي العام ويضع ضوابط المناقشات؟
حتى الآن حروب الفيس بوك شخصيات عامة و.. غداً من يضمن ألا تصبح حروباً طائفية ومناطقية، والشرارات متوافرة.
آخر القول:
• كل إنسان قبطان في البحر الهادئ.
(سيرياهوم نيوز ١-الوطن)