| ناصر النجار
أنهى الدوري الكروي الممتاز مرحلتين من رحلة الذهاب باستثناء مباراة مؤجلة بين الفتوة وتشرين وباستثناء مباراتي فريق الجزيرة الذي علق مشاركته بالدوري، ثم استبعد من المسابقة ليتدخل المكتب التنفيذي، والموضوع اليوم في قبة الفيحاء عند لجنة الاستئناف لتبحث عن مخرج لهذه القضية.
كل الفرق لعبت مباراتين باستثناء تشرين والفتوة والوحدة والجيش، فرق ظهرت بمستوى جيد، وفرق قدمت ما لديها دون أن تقنع جمهورها بما قدمت، مع الإشارة إلى أن قرعة جدول المباريات خدمت فرقاً فلعبت مباريات متوسطة، ولم تخدم فرقاً أخرى فجابهت القوي والصعب.
فترة التوقف ستفيد كل الفرق، لتعيد حساباتها من جديد، فما قدمته الفرق في هذه البداية أظهر الكثير من الأخطاء والثغرات، فرقاً بدت بحاجة إلى المزيد من الجاهزية البدنية، وأخرى بحاجة إلى الانسجام، إضافة لمعالجة كل الأخطاء الفردية والجماعية، ولا ننسى أن هذا التوقف له فوائده الإيجابية في الاستشفاء ومعالجة الإصابات وغير ذلك.
بداية موفقة
جبلة في الصدارة برصيد ست نقاط مع ستة أهداف في مباراتين ما يدل على أن الفريق دخل مرحلة الاستشفاء التام وهو بحالة جيدة وشهية كبيرة أمام المرمى وهدافه البحر سجل نصف أهدافه وبالتالي عودته إلى الفريق كانت مكسباً كبيراً وخصوصاً أن مشكلة جبلة في الموسم الماضي كانت في مواجهة المرمى، الوثبة على الخط ذاته يسير بفوزين افتتاحيين ويتخلف عن جبلة بفارق الأهداف، فما حققه الوثبة ليس مفاجئاً لأحد والفريق وصيف الدوري والكأس، ويمتلك خبرة المنافسة ومقارعة الكبار وقد استغل الفرص المتاحة ليخرج بالنقاط الدسمة.
جبلة والوثبة استفادا من قرعة الدوري فالفرق التي لعبا معها ليست مصنفة هذا الموسم ضمن تصنيف الفرق التي ستنافس على الصدارة أو على المربع الذهبي، الفريقان هزما الطليعة، الوثبة فاز في حماة 2/1 وجبلة على أرضه 3/1، الوثبة فاز على الوحدة 2/صفر وجبلة على حطين 3/صفر.
بكل الأحوال البداية جيدة وهي مطلوبة للفريقين ودوماً هذه البدايات الناجحة تمنح أصحابها نفساً طويلاً وروحاً معنوية عالية، لكن الامتحان الحقيقي سيبقى بمواجهة الكبار وعليهما إثبات ذاتهما ليكونا معهما في المسيرة ذاتها وضمن قافلة المنافسين على اللقب.
مباراة قمة
المباراة التي جمعت أهلي حلب مع الفتوة اعتبرها المراقبون مباراة قمة لأن الفريقين يضمان نخبة لاعبي الدوري، وكانا الأكثر استعداداً، وهما الأكثر طموحاً بلقب الدوري.
الفتوة الضيف لم يقدم نفسه بشكل جيد كما هو متوقع، ومن ظن أن تعادله في حلب مكسب فهو واهم، لأن من يريد أن يظفر بالدوري عليه التغلب على منافسيه أينما كانوا، مشكلة الفتوة أنه لعب للتعادل دون أن يكون لديه حافز الفوز والدليل أنه تراجع إلى الوراء بعد تسجيل هدفه والنتيجة أنه لم يستطع الحفاظ عليه.
الفتوة متخم بالنجوم لكنه مقلّ بالتسجيل ويعاني العقم، حاله حال مستضيفه أهلي حلب، وسمعنا من أهل الفتوة تساؤلاً عن أغلى لاعب في الدوري علاء الدين دالي، ولماذا لم يعط الإضافة إلى فريق الفتوة حتى الآن لدرجة أنه لم يسجل أي هدف في كل المباريات الرسمية والودية التي لعبها مع النادي؟
الفتوة غاب عن المباراة الأولى، وفي رصيده نقطة واحدة، ونأمل أن يغير الصورة في المباريات القادمة.
أهلي حلب لعب مباراتين وله أربع نقاط ويحتل ثالث الترتيب في الوقت الحالي الفريق ظهر بمستوى لا بأس به، وأداؤه كان متميزاً وكان أفضل من منافسيه الكرامة والفتوة، لكن عابه سوء النهايات وهو يعاني سوء التسجيل وهذه المشكلة لم تجد الحلول المجدية منذ بدء المباريات الودية إلى كأس الجمهورية وكأس الصحفيين، وهذه المشكلة إن استمرت فقد تكون العائق الرئيس أمام الفوز ببطولة الدوري.
مع الكرامة أضاع الفريق سيلاً من الفرص على طريقة الأمور التي لا تصدق حتى فرجت في الدقيقة الأخيرة بقدم النيجيري أوكيكي الذي مارس الدور ذاته فأدرك التعادل مع الفتوة.
عصبية لاعبي أهلي حلب وخصوصاً حارس المرمى قد تكلّف غالياً بالمستقبل، لذلك لابد من الهدوء والتركيز على الأداء أفضل من أي فعل يشتت الذهن ويبعدنا عن المباراة.
رغم أفضلية الأهلي على الفتوة فإنه لا يستحق الفوز وكان التعادل سيد الأحكام.
بكل الأحوال كيف التعويل على الفريق وانتظار الأفضل مستقبلاً.
فوز وخسارة
فريق الجيش كانت بدايته موفقة بالدوري فلعب مباراة غير تنافسية مع المجد الصاعد حديثاً وتمكن من حسمها في الشوط الثاني 2/1 وكان يمكنه زيادة الغلة لولا رعونة المهاجمين، وبكل الأحوال لا يمكن إبداء الرأي بالفريق من هذه المباراة وما علينا إلا الانتظار.
حطين والكرامة كانت بدايتهما متعثرة لكنهما استطاعا تجاوز التعثر بفوز عوّض ما فات وحفظ ماء الوجه.
حطين كانت بدايته سيئة بخسارة ثقيلة أمام جبلة صفر/3، ثم حقق الفوز على جاره تشرين بهدف، وهو فوز كبير، لعب الحظ والتوفيق فيه دوراً كبيراً، وليس من الضروري أن يرافقا الفريق في كل مباراة.
بصراحة فإن أكثر فريق سيستفيد من التوقيف هو فريق حطين وذلك لأن مدربه القديم الجديد عبد الناصر مكيس استلم الفريق قبل وقت قصير من انطلاق الدوري وهو بحاجة لإصلاح ما يمكن إصلاحه بالفريق، وخصوصاً أننا وجدنا الفريق ممزقاً ضائعاً تائهاً بين خطوطه الثلاثة بحاجة إلى تنظيم دفاعي وتناسق في خطي الوسط والهجوم بالكثير من الجهد يمكن لحطين أن يستعيد شيئاً من بريقه، لكن بوضعه الحالي إن بقي عليه فإنه سيدخل مكامن الخطر بوقت مبكر.
الكرامة هذا الموسم سيعاني كثيراً وخصوصاً في الخط الأمامي، ومن لا يسجل أهدافاً فسيُسجل عليه وهو ما حدث معه مراراً والدليل أنه لم يفز بأي مباراة من مبارياته الودية رغم وصوله إلى نهائي دورة الصحفيين، ولم يسجل إلا أهدافاً قليلة.
مع أهلي حلب تبين أن الفريق غير قادر على التسجيل وكان يسحب المباراة إلى التعادل السلبي، لكن القدر حرمه النقطة بهدف قاتل، ولولا ضعف خبرة المجد وإضاعته الفرص السهلة لما فاز بهدف وحقق فوزه الأول.
الكرامة بشكله الحالي غير مطمئن ولا يمكن الرهان عليه إلا إذا وجد حلاً للمسألة الهجومية، فترة التوقف كفيلة بمعالجة الكثير من الثغرات التي ظهرت، ولابد من حلول سريعة قبل فوات الأوان.
بالميزان نجد أن فريق حطين لعب مباراتين قويتين من أصعب المباريات وقد ارتاح من هم لقاءات الجيران، أما الكرامة فقد لعب مباراة قوية وصعبة مع أهلي حلب، والثانية متوسطة مع المجد، خسر على أرضه وفاز خارجها مثله مثل حطين، فالكفة في البداية متعادلة ومتكافئة.
خوف برتقالي
البداية التي ظهر عليها فريق الوحدة مطلع هذا الموسم لم تكن مبشرة، والخشية لم تكن من الخسارة أمام الوثبة بهدفين نظيفين بقدر ما كانت بالأداء الذي لم يرض عشاق البرتقالي وقد رسموا ألف إشارة استفهام حوله؟
الجميع يعرف ما يمر به النادي من أزمات متلاحقة لدرجة أن الفريق لم يُبن كما كان البناء في كل موسم، واعتمد هذا الموسم على نخبة من شبانه إضافة إلى من بقي من لاعبيه المخضرمين.
أمام هذه الوقائع لابد من الصبر على الفريق الذي يحتاج إلى الصقل والمزيد من الوقت، ويحتاج شبانه إلى الخبرة، لذلك إن لم يدخل الفريق أجواء المنافسة هذا الموسم فإنه لن يكون ذاك الفريق السهل، ومن جهة أخرى فإن الفريق سيكون عماد كرة الوحدة في المستقبل القريب لما يضم بين صفوفه مجموعة من المواهب الشابة.
واقع الحال
نتائج فريق الطليعة الافتتاحية في الدوري الكروي لا تعبر عن فريق الطليعة الذي عهدناه، ورغم أن إعصار العاصي لم يدخل أبواب المنافسة ومواقع الكبار في السنوات التي خلت إلا أنه لم يفتتح الدوري بخسارتين كطعم العلقم، المباراة الأولى خسرها على أرضه أمام الوثبة 1/2، والثانية خسرها في جبلة أمام فريقها 1/3، الطليعة حاول في المباراتين لكنه لم يفلح في مقارعة فريقين تصدرا الدوري ويطمحان ليكونا على قمة الدوري.
ربما هاتان النتيجتان تعبران عن واقع حال فريق الطليعة فلا جود إلا بالموجود وأحوال النادي المالية لم تسمح له بالتعاقدات التي اعتادها الفريق فأغلب لاعبيه من أبناء النادي ومن أندية الجوار، بكل الأحوال فإن الأيام القادمة لابد أن تصلح عثرات الفريق ليستقيم عوده، فمن الخطأ أن يتوقع المتابعون أن يستمر الطليعة كما بدأ، ومن الخطأ ألا تجد إدارة النادي في الفسحة القصيرة الحلول الناجعة.
الخبرة أولاً وأخيراً
فريق المجد الوافد الجديد إلى الدوري الممتاز دخل المباريات ضمن إمكانياته، فاعتمد على جلّ لاعبيه وعزز صفوفه ببعض اللاعبين، مرحلة الاستعداد منحت الفريق الروح المعنوية العالية وخصوصاً أنه ظفر بلقب كأس الصحفيين العاشرة وفاز فيها على أهلي حلب والكرامة، لكنه في الدوري لم يحقق ما حققه في هذه المباريات.
خسر في البداية مع الجيش 1/2 وبعدها مع الكرامة صفر/1، وحسب المتابعين فإن ما قدمه الفريق في المباراتين كان جيداً وخصوصاً بلقاء الكرامة الذي كان أفضل من ضيفه ولو استثمر الفرص المتاحة لكان للمباراة نتيجة أخرى.
على كل حال فريق المجد تنقصه الخبرة والقليل من التوفيق، وفترة توقف الدوري القصيرة ستفيد الفريق كثيراً على صعيد قراءة مستقبل الفريق.
أخيراً فإن الجزيرة لم يدخل الدوري حتى الآن والمعلومات عنه غير واضحة وعلى الأغلب سيشارك بمن حضر من لاعبين محليين من منطقته.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن