محمود القيعي:
ظاهرة مخيفة تجتاح المجتمع المصري الآن وتضربه في مقتل، ألا وهي التنمر، الأمر الذي حذر منه البعض، مؤكدين خطورتها، مطالبين بسرعة تشخيص الداء، ووضع الدواء.
الظاهرة المأساوية بدت واضحة للعيان، وانتشرت في المجتمع المصري انتشار النار في الهشيم.
برأي الكاتب خالد منتصر فإنه “لايكاد يمر يوم إلا ونجد تنمراً بهمجية ووضاعة لم تشهد مثلها مصر من قبل، مشيرا الى أن وسائل التواصل الاجتماعى كشفت غطاء بلاعة الصرف اللاصحى الاجتماعى لتنطلق كل الهوام والحشرات بألسنتها اللزجة لتخوض فى سمعة وعرض أى شخص وبكل وسيلة وطريقة حتى ولو كانت دنيئة ومزيفة”.
وتابع منتصر: “الكارثة أن 99٪ من تلك السفالات تصدر من شباب ومراهقين ما بين الخامسة عشرة والخامسة والعشرين من العمر، أى إن هؤلاء هم من سيصنعون مصر القادمة، مصر المستقبل، ويغذيها أفاقون مدّعون تجار وسماسرة، يشعلون الحرائق ويتاجرون فى الرماد.
نرى مثلاً خطوبة بنت الكابتن عصام الحضرى الذى طالما رفعناه على الأعناق وكان سبباً مباشراً فى حصولنا على بطولات كثيرة، دخلت الضباع على صورتها وكتبوا تعليقات ليست بحروف ولكنها بمطاوى قرن غزال وبألفاظ خادشة للحياء بل وتتجاوز أى سقف سمعناه من قبل، نفس الكلام مع الفنانة سوسن بدر وهى تتمايل مع أغنية حسين الجسمى، تعلق عليها بنات المفروض أنهن متدينات ممن يطلقن على أنفسهن ملتزمات، يشتمنها ويسخرن من سنها ويسألن مستنكرات «انت لسة عايشة؟”.
وخلص منتصر الى أن في مصر الآن حالة تنمر جماعى مخجلة، جعلت صورة المجتمع غابة ينتصر فيها المخلب والناب، صار التجريح شطارة، والسباب مهارة، وقلة الأدب سلاحاً ماضياً فعالاً وناجحا.
واختتم منتصر محذرا: “إذا استمرت ظاهرة التنمر الجماعى بهذا الشكل سنصير من «الزومبى» وأكلة لحوم البشر، سكان الكهوف فى زمن ما قبل الديناصورات، لنرتقِ بلغتنا ونفرح لفرح الناس ونتعلم عدم الحشرية، ولنعرف أن الأخلاق ليست طقوساً بل هى ممارسة وسلوك، فلنلحق أنفسنا قبل فوات الأوان”.
مدحت العدل
في ذات السياق أثارت إحدى تغريدات الكاتب والمخرج مدحت العدل عاصفة من الغضب، حيث كتب العدل تغريدة قال فيها: “الجمهور اللي منه نجيب محفوظ وأحمد زويل ومجدي يعقوب ومثقفي وفناني مصر مش حيعرفوا فاوست وصاحب أغنية (بأحبك ياحمار) سعد الصغير مشجع أحد الأندية العربية حيعرفه.. يا أمة ضحكت من جهلها الأمم”.
تغريدة العدل فتحت عليه أبواب الجحيم، حيث اعتبرها البعض تنمرا على سعد الصغير.
إحدى متابعات العدل (د. جيلان علي أحمد) ردت عليه بقولها: “سعد الصغير مش مادة للتريقة. ولا التنمر. يادكتور يا مثقف يا شاعر (ارجع يا زمان. حن يا ماضي. ايام الحب ماكان. ماكان عادي ولا كان الشوق للناس تهمة ولا نظرة عين وحنين أزمة ولا عقل الناس خاوي وفاضي) حن يا ماضي.. الكلمات دي ايقونة ليا.. ولشاعر كنت بحبه. وبمشجعش فريقه ولا هو”.
هشام راشد كتب معلقا على ما كتبه العدل وقال: “ده تصنيف عنصري يا دكتور مدحت، ومش من المفروض أن واحد بمكانتك و ثقافتك يقع في هذا الخطأ. لكن كان لازم تعبر عن غضبك بأن الرياضة مكسب و هزيمة،يعني يوم لك و يوم عليك. وهذه العنصرية قد تسبب مهازل وهياج بين الجماهير وانت عارف ان في تفاوت كبير في الثقافة والعلم والأخلاق… للأسف، أخطأت!”.
اللاعب رضا عبد العال رد على العدل قائلا: “انت ازاى بتحكم على ثقافه الملايين من كام شخص بيشجعوا النادي اهى دى في حد ذاتها جهل من الكاتب الكبير”.
مشاهير الأهلاوية
البعض ذكّر بمشاهير المجتمع الذي عرف عنهم أهلاويتهم، منهم: عبد الحليم حافظ، ام كلثوم، عادل إمام، فريد شوقي، سعيد صالح، صلاح السعدني، نجلاء فتحي، هدى سلطان، عمر الشريف، احمد رمزي، احمد مظهر، حسين فهمي، مصطفى فهمي، محمود ياسين، يوسف الشريف، خالد صالح، أحمد العوضي، فاروق الفيشاوي، فايزه احمد، نجاة، شكوكو، حميد الشاعري، محمد فؤاد.
ظاهرة تحتاج الى علاج حاسم
البعض أكد أن انتشار ظاهرة التنمر بجميع أشكاله أمر يستحق أن تلتفت إليه الدولة، قبل أن ينهار المجتمع.
سيرياهوم نيوز 5 – رأي اليوم 28/8/2020