دعت مصر، الخميس، المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغوط على إسرائيل لقبول مقترح وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
جاء ذلك بحسب وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال مؤتمر صحفي مع نظيره القطري محمد بن عبد الرحمن بمدينة العلمين الجديدة شمال مصر.
والخميس، وصل ابن عبد الرحمن إلى العلمين في زيارة غير معلنة المدة هي الثانية له خلال 10 أيام، بعد أولى في 18 أغسطس/آب الجاري بحث خلالها مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سبل وقف إطلاق النار بغزة.
وأفاد عبد العاطي في المؤتمر الصحفي ببذل “جهود بالتنسيق مع قطر لوقف الإبادة في غزة (المجاورة لمصر)، عبر وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما يتم التفاوض خلالها على إنهاء الحرب”.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة 62 ألفا و966 شهيدا، و159 ألفا و266 جريحا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 317 فلسطينيين، بينهم 121 طفلا ??حتى الخميس.
عبد العاطي تابع: “رغم عدم التجاوب الإسرائيلي الإيجابي (مع مقترح وقف إطلاق النار المقدم منذ نحو 10 أيام) وتعنت موافقه، سوف تستمر جهود القاهرة والدوحة (في الوساطة)”.
وأردف: كما “ستتواصل (جهود البلدين) مع الأطراف الدولية والإقليمية لممارسة ضغوط على إسرائيل حتى قبوله (المقترح)”.
وقبل نحو 10 أيام، أعلنت “حماس” موافقتها على مقترح اتفاق قدمه الوسطاء لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، ولكن إسرائيل تمتنع عن إعلان موقفها منه.
بل وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في 20 أغسطس، أنه وجّه بتسريع تنفيذ خطة احتلال مدينة غزة، وسط تحذيرات دولية من أن تؤدي لتدمير القطاع بالكامل وزيادة معاناة الفلسطينيين وتهجيرهم.
وزاد عبد العاطي بأن “الجهود المصرية القطرية دؤوبة لن تتوقف، وسوف تستمر لوقف المجاعة وحملة التجويع الممنهجة التي تعد سابقة منذ عقود في استخدام التجويع كسلاح للعقاب الجماعي”.
ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تغلق إسرائيل معابر غزة كافة، ولا تسمح إلا بإدخال عدد ضئيل جدا من شاحنات محملة بمساعدات إنسانية، ما زج بالقطاع في مجاعة أكدت الأمم المتحدة تفاقهما بسرعة.
وشدد عبد العاطي على “تطابق وجهات النظر المصرية القطرية في وقف إطلاق النار وإنفاذ المساعدات بشكل كامل وإطلاق سراح الرهائن وبعض الأسرى الفلسطينيين توطئة للوقف النهائي للعدوان وهذه الحرب العدوانية”.
وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، قتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
كما لفت عبد العاطي إلى “تطابق موقف (مصر وقطر بشأن) رفض التهجير في غزة”.
وأكد أن التهجير “يمثل خطرا على القضية الفلسطينية ولن نقبله ولن نسمح بحدوثه تحت أي ذريعة أو مسمى”.
عبد العاطي أشار إلى أن “قطر سوف تشارك في المؤتمر الدولي لإعمار غزة، والذي سينعقد (في مصر) بعد أسابيع قليلة من التوصل لوقف إطلاق النار”.
وبشأن العلاقات مع قطر، قال عبد العاطي إنه تم توقيع اتفاقيات معها في مجالات عدة، وسيتم تفعيل حزمة استثمارات بـ7.5 مليارات دولار سبق الاتفاق عليها .
** تجاهل إسرائيلي
من جانبه، قال الوزير القطري إن العلاقات مع مصر متطورة ومتينة وتؤسس لمرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي، وستشمل في الأسابيع المقبلة تفعيل استثمارات بنحو 7.5 مليارات دولار.
وبخصوص غزة، أكد أن “هناك حرصا على وقف إطلاق النار والإبادة بعد كل هذا الوضع المخزي طيلة هذه الأشهر الماضية، والذي لم يشهد أي تحرك من المجتمع الدولي”.
وتابع: “وصلنا لمرحلة ننتظر الردود الإسرائيلية (على المقترح) بعد سعي بشكل مكثف الأيام الماضية للوصول لأرضية مشتركة لوقف إطلاق النار، ولكن للأسف هذه الجهود قوبلت بمزيد من التجاهل”.
وتؤكد المعارضة وعائلات الأسرى الإسرائيليين أن نتنياهو يواصل الحرب للحفاظ على منصبه، إذ يخشى انهيار حكومته في حال انسحب منها الجناح الأكثر تطرفا والرافض لإنهاء الحرب.
ومحليا يُحاكم نتنياهو بتهم فساد تستوجب سجنه حال إدانته، وتطلب المحكمة الجنائية الدولية اعتقاله بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
ابن عبد الرحمن أضاف: “نرى أهمية أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته ويوقف هذه المجاعة وهذا الحصار وهذه الحرب، ونطالبه بالضغط على إسرائيل لوقف هذه المجاعة على أقل تقدير”.
واستطرد: “مصر وقطر ملتزمتان بالتوصل إلى حل لإنهاء الحرب رغم محاولات التقليل والتشويش من هذه الجهود، وعلى أمل التوصل لاتفاق في أسرع وقت”.
وأكد أن التصرفات الإسرائيلية في لبنان وسوريا “تعبث بأمن المنطقة”.
وإلى جانب حربها على غزة وعدوانها على الضفة الغربية المحتل، تواصل إسرائيل عدوانا عسكريا على سوريا، وتشن غارات جوية على كل من لبنان واليمن.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراض في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _راي اليوم