على وقع استمرار الإخفاقات التفاوضية، صعّدت مصر لهجتها على المستوى الرسمي، للمرة الأولى، مع حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي عن ارتكاب الحكومة الإسرائيلية أعمال «إبادة جماعية ممنهجة» بحق الفلسطينيين في قطاع غزة. وأكّد السيسي، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الفيتنامي لوونج كوونج الذي يزور القاهرة لعدة أيام، أن تلك الأعمال هدفها «تصفية القضية الفلسطينية»، مشدّداً على أن المسألة الأهم في الوقت الحالي تتمثّل بالإسراع في إدخال أكبر قدر من المساعدات.
وبحسب مصادر دبلوماسية تحدّثت إلى«الأخبار»، فإن السيسي عقد مساء الإثنين اجتماعات مطوّلة في قصر الاتحادية مع مسؤولين على عدة مستويات، للاستماع إلى تقدير موقف حول الأوضاع الحالية، في ظل مخاوف من استمرار التماهي الأميركي مع التحركات الإسرائيلية. وأُبلغ السيسي، خلال الاجتماعات، عن مؤشّرات حول «زيادة وتيرة التهجير والخروج من قطاع غزة».
وبحسب مسؤول شارك في أحد اللقاءات، فإن مسؤولين دبلوماسيين نقلوا إلى السيسي «وجود رؤى أميركية تدعم فكرة تهجير قطاع عريض من سكان قطاع غزة إلى أماكن أخرى لا تشمل مصر، على أن تكون الأخيرة حركة وصل لخروجهم، في مقابل امتيازات تعزّز العلاقات بين القاهرة وواشنطن». ومع ذلك، لا تزال «المؤسسة العسكرية المصرية رافضة بشكل قاطع لأيّ تساهل في مسألة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة باعتبارها مهدّداً حقيقياً للأمن القومي، داعية إلى تجاوز الضغوط التي يتمّ تسليطها لتمرير الأمر بطريقة أو بأخرى»، وفقاً للمسؤول نفسه.
ويأتي ذلك في وقت لم تسمح فيه السلطات المصرية بتنظيم تظاهرة احتجاجية أمام السفارة الإسرائيلية يوم الجمعة المقبل؛ إذ رفضت محكمة الأمور المستعجلة طلباً قُدّم بشكل رسمي للحصول على تصريح بالتظاهرة التي كان يُفترض أن تندّد بالجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة.
أخبار سوريا الوطن١-الأخبار