حذرت مصر، السبت، من استمرار الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية، ومن انتهاج تل أبيب “سياسة الأرض المحروقة”، داعية إلى وقف التصعيد بالضفة اليت تعاني عمليات عسكرية إسرائيلية في مدن مختلفة منها.
جاء ذلك في بيانين منفصلين للخارجية المصرية، أحدهما يتناول التصعيد العسكري بالضفة، والثاني بشأن لقاء وزير الخارجية بدر عبد العاطي مع كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في قطاع غزة، سيغريد كاغ بالقاهرة.
وقالت مصر إنها تدين “استمرار الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية، والتي أدت لاستشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين على مدار الأيام الماضية”، وفق بيان الخارجية.
واستنكرت بـ”شدة السعي الإسرائيلي المستمر لتوسيع رقعة المواجهات داخل الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك الضفة الغربية والقدس الشرقية، والإمعان في استخدام القوة العسكرية المفرطة وعمليات القتل غير القانونية وتجريف الطرق وتدمير البنية التحتية المدنية والمنازل، بالإضافة إلى عمليات الاعتقال وما يصاحبها من تعذيب”.
وشددت على أن “تلك الانتهاكات لا ينبغي أن تمر دون حساب، وأن على إسرائيل التقيد بالتزاماتها القانونية كقوة احتلال، وحماية أمن السكان الفلسطينيين في الأراضي المحتلة بدلاً من سعيها المستمر للتصعيد وتأجيج الصراع في الأراضي المحتلة”.
وجددت مصر تحذيرها من “مخاطر سياسة الأرض المحروقة، التي تستهدف تقويض كل مقومات الدولة الفلسطينية المستقبلية والقضاء على ما يتبقى من أمل للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة”
في سياق متصل، أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في مباحثاته مع كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في قطاع غزة سيغريد كاغ، “أهمية تسهيل عملية إدخال المساعدات الإنسانية والسماح بالانتهاء من الإجراءات ذات الصلة في أسرع وقت ممكن بعيداً عن العراقيل التي تفرضها إسرائيل”، وفق بيان ثان للخارجية.
وأعرب عبد العاطي عن “انزعاج مصر الشديد من محاولات تكرار ما يحدث في غزة في الضفة الغربية”، مشددا على “ضرورة احتواء التصعيد العسكري في الضفة الغربية”
ومن جانبها، أشارت المسؤولة الأممية إلى “الصعوبات التي تواجهها الآلية الأممية في ظل استمرار العمليات العسكرية وتدهور الوضع الأمني في القطاع”، وفق البيان المصري.
من جهتها، أدانت قطر، الأحد، “العدوان الإسرائيلي المتواصل على الضفة الغربية”، ودعت لتحرك دولي لتوفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني.
جاء ذلك في بيان للخارجية القطرية، تعليقا على عمليات عسكرية مستمرة في الضفة أدت إلى مقتل وإصابة واعتقال عشرات الفلسطينيين.
ومنذ منتصف ليل الثلاثاء/الأربعاء، أطلق الجيش الإسرائيلي “عملية عسكرية” شمالي الضفة تعد “الأوسع” منذ عام 2002، حيث اقتحمت قوات كبيرة مدينتي جنين وطولكرم ومخيماتهما ومخيم الفارعة قرب طوباس، قبل أن تنسحب فجر الخميس من مخيم الفارعة، ومساء اليوم نفسه من طولكرم.
أما في جنين، فما زالت العمليات مستمرة، إذ دفع الجيش الإسرائيلي بقوات مدرعة معززة بسلاح الجو إلى المدينة، وداهم أجزاء من مخيم جنين، وفق مراسل الأناضول.
وقالت قطر إنها “تدين بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي المتواصل على مدينة جنين ومخيمها بالضفة الغربية المحتلة، الذي أدى لاستشهاد وجرح واعتقال العشرات”.
واعتبرت ذلك “امتدادا لجرائم الاحتلال الشنيعة والمروعة المستمرة على قطاع غزة، وانتهاكا صارخا لقرارات الشرعية الدولية”.
وشددت على “ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لتوفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني، ومساءلة إسرائيل عن جرائمها الوحشية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإلزامها بوقف انتهاكاتها السافرة”.
وجددت قطر موقفها “الثابت من عدالة القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وأن تكون عاصمتها القدس الشرقية”.
وبالتزامن مع حربه على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وسع الجيش الإسرائيلي عملياته بالضفة فيما صعد المستوطنون اعتداءاتهم ما تسبب في استشهاد 676 فلسطينيا بينهم 150 طفلا، وإصابة أكثر من 5 آلاف و600، واعتقال ما يزيد على 10 آلاف و400، وفق مصادر فلسطينية رسمية.
وبدعم أمريكي مطلق، تشن إسرائيل حربا على غزة أسفرت عن أكثر من 134 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة العشرات.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم