خالد عرنوس
مع نهاية منافسات الدور الثاني لكأس أمم إفريقيا بنسختها الرابعة والثلاثين المقامة في أرض ساحل العاج واصل الكبار السقوط تباعاً، فبعد خسارة المنتخب الكاميروني أمام نظيره النيجيري في الكلاسيكو الأبرز في البطولة وتخلي الحظ عن المنتخب المصري زعيم البطولة المطلق ووصيف بطل النسخة الأخيرة هاهو بطل النسخة الماضية السنغالي يغادر بالطريقة ذاتها أمام أفيال ساحل العاج، أما آخر الكبار المغادرين فكان المنتخب المغربي الشقيق الذي تلقى صفعة من نظيره الجنوب إفريقي وخسر بهدفين في أكبر مفاجآت هذا الدور، وأحبط أفيال غينيا مفاجآت الغينيين الاستوائيين، على حين وجد غزلان أنغولا فريسة سهلة تمثلت بالمحاربين الذين لم يكونوا شجعاناً فانتهى الحلم الناميبي الجميل سريعاً حاله حال حلم مرابطي موريتانيا الذين لم يصمدوا حتى النهاية أمام القروش الزرق أبناء جزر الرأس الأخضر.
نتائج دور الـ16
أنغولا × ناميبيا 3/صفر، نيجيريا × الكاميرون 2/صفر، غينيا الاستوائية × غينيا صفر/1، مصر × الكونغو 1/1 (7/8 بالترجيح)، الرأس الأخضر × موريتانيا 1/صفر، السنغال × ساحل العاج 1/1 (4/5 بالترجيح)، مالي × بوركينافاسو 2/1، المغرب × جنوب إفريقيا صفر/2.
عندما يعبس الحظ
غاب محمد صلاح للإصابة وكانت الأخبار الواردة من إنكلترا تقول إنه جاهز للحاق برفاقه بالمنتخب في الدور القادم في حال تجاوزوا فهود الكونغو، إلا أن الذي حدث أن الفريق الشقيق الذي لم يحقق أي فوز في البطولة أخفق مرة جديدة بهذا الأمر واقتنع بالتعادل الرابع على التوالي في هذه النسخة ليستسلم لركلات الجزاء الترجيحية التي عبست بوجهه للمرة الثانية على التوالي بعد نهائي 2021، وهي المرة الرابعة التي يخسر فيها أبناء الكنانة بهذه الطريقة من أصل 10 مرات اضطروا خلالها للجوء إلى ركلات الأعصاب.
ولم يكن البطل السنغالي أفضل حالاً أمام أصحاب الأرض أفيال ساحل العاج الذين بلغوا الدور الثاني بما يشبه المعجزة رغم أنه تقدم بهدف لكن ركلة جزاء متأخرة منحت قبلة الحياة ومعها عاد رفاق فرانك كيسي ووصلوا إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت لهم وأحبطت آمال ساديو ماني ورفاقه بأن يكونوا أول من يحافظون على اللقب منذ 2010.
وختم منتخب جنوب إفريقيا «البافانا بافانا» مفاجآت ثمن النهائي عندما أطاح بالمنتخب المغربي المرشح الأول للظفر باللقب فتغلب عليه بالعقل، ولأن غلطة الشاطر بألف فقد كلف إهدار أشرف حكيمي لركلة جزاء الأشقاء الخروج بخفي حنين وهم الذين دخلوا البطولة بمكانة رفيعة على خلفية وصولهم إلى مربع المونديال قبل 14 شهراً فقط.
غلطة الشاطر
على المقلب الآخر كان المنتخب الغيني يتخطى نظيره الغيني الاستوائي بعد مباراة اضطر الأخير لخوض آخر 45 دقيقة فيها بعشرة لاعبين ورغم ذلك كان بإمكانهم التقدم عبر ركلة جزاء أهدرها هداف البطولة إيميليو نسووي (5 أهداف) وعندما اقتنع الطرفان بالتعادل جاء هدف الدقيقة 90+8 لمصلحة الغينيين، وانتهت أحلام ناميبيا في أول مرة يتجاوز فيها الدور الأول فسقط بالثلاثة أمام غزلان أنغولا، وقاوم فريق المرابطين الموريتاني أمام أفضلية قروش جزر الرأس الأخضر حتى وقت متأخر لكن صمودهم انكسر أمام ركلة جزاء كانت كافية لتأهل أبناء الكاب فيردي.
وكانت القمة الخاصة بين نيجيريا والكاميرون وهي السادسة بينهما في البطولة انتهت لمصلحة النسور الأفضل والذين كرروا الفوز على الأسود المريضة وهذه المرة بالتثبيت وكان النسور فازوا 3/2 في اللقاء الأخير بينهما في الدور ذاته لنسخة 2019.
معطيات جديدة
ستفقد البطولة معظم المنتخبات المرشحة للقب حيث لم يتبق في الميدان سوى نسور نيجيريا ونسور مالي وأفيال ساحل العاج، وهؤلاء بالأساس من القائمة التي كان لها نصيب من التوقعات بالمنافسة على اللقب وإن كانت حظوظهم لم ترق إلى حظوظ منتخبي المغرب والسنغال على سبيل المثال، ولم تكتف البطولة ببطل جديد على غرار النسخ الثماني الأخيرة بل ستشهد مربعاً مختلفاً تماماً عن مربع النسخة الفائتة، فبعد مغادرة بوركينافاسو أصبحنا أمام أسماء جديدة بينها أربعة منتخبات لم يسبق لها التتويج باللقب هي: مالي وغينيا وأنغولا والرأس والأخضر، وتعد هذه فرصة كبيرة للصغار من أجل إكمال مفاجآت البطولة والخروج ببطل جديد وخاصة أن منتخبي الرأس الأخضر وأنغولا لم يسبق لهما حضور دور الأربعة، وربما صبّ هذا السيناريو في مصلحة أصحاب الأرض العاجيين الذين كادوا يغادرون من الدور الأول إلا أنهم أطاحوا بالبطل، إلا أن فريق الأفيال سيصطدم بنسور مالي الذي قدم حتى الآن أداءً رفيعاً ونتائج جيدة في أقوى مواجهة في دور الثمانية، وتعد مواجهة ساحل العاج ومالي مناسبة ثأرية للأخير الذي خسر 4 من 5 مواجهات بينهما في البطولة وتعادلا مرة واحدة.
ربع النهائي
– الجمعة: نيجيريا × أنغولا (8.00)، ج الكونغو × غينيا (11.00).
– السبت: مالي × ساحل العاج (8.00)، الرأس الأخضر × جنوب إفريقيا (11.00).
سيرياهوم نيوز1-الوطن