| القنيطرة- خالد خالد
طالب أبناء القنيطرة وعدد من الأطباء المتقاعدين وزارة الصحة باتخاذ إجراءات سريعة وفورية لإنقاذ مشافي القطاع الحكومي ومنها مشفى أباظة بالقنيطرة من الانهيار بسبب النقص الكبير في عدد الأطباء الأخصائيين لدواعي الهجرة والوضع المعيشي الصعب والرواتب الهزيلة التي لا تشجع الأخصائي على البقاء بالمشافي العامة.
بدوره أكد مدير عام مشفى أباظة بشار حلاوة المعاناة الكبيرة من نقص الأطباء الأخصائيين وتسربهم خلال الأزمة والسنوات الأخيرة، مؤكداً أن الرواتب الهزيلة أصبحت غير مشجعة على البقاء بالمشفى في ظل الوضع المعيشي الصعب والغلاء الفاحش، حيث لوحظ مؤخراً هجرة كبيرة من الأطباء للبلاد العربية وغيرها طلباً لتحسين واقعهم ووضعهم المعيشي، كما أن هناك استقالات بالجملة وبأعداد كبيرة وهذا الأمر لم يقتصر فقط على القطاع الصحي بل في قطاعات كثيرة بدأت تعاني كالتربية والزراعة والخدمات الفنية….. ، متسائلاً بكثير من الدهشة والاستغراب: كيف يمكن أن نقنع الراغبين بالاستقالة بالبقاء في عملهم ورواتبهم لا تكفي أجور نقل ومواصلات، واليوم في مشفى أباظة الأخصائي يدفع أضعاف راتبه أجوراً للنقل للوصول إلى العمل، حيث يقطن أغلبية الأطباء في درعا ودمشق وريفها وقلة قليلة على أرض المحافظة.
وبيّن حلاوة أن أجور الخدمات الطبية أصبحت مضحكة فعلى سبيل المثال 200 ليرة كشفية طبيب أخصائي، وفي المراكز الصحية الصغيرة بريف دمشق المعاينة لا تقل عن 15 ألفاً وربما لا يكون الطبيب أخصائياً، أما تعرفة صورة الطبقي المحوري بمشفى أباظة فقط 1800 ليرة وفي القطاع الخاص من 350 ألفاً وما فوق، متسائلاً عن التأخر في إصدار قرار برفع تعرفة الخدمات الطبية، وعدم تعديل الأسعار حيث إن كل الجهات العامة رفعت خدماتها، حتى الخبز والذي يعتبر خطاً أحمر أكثر من الصحة تم رفعه، مشدداً على أنه آن الأوان لإنقاذ المشافي الحكومية برفع تعرفة الخدمات الصحية للحفاظ على الأجهزة الطبية وما تبقى من الكوادر الطبية والفنية ومن مهندسين وعاملين لكون الأجور الحالية لم تعد تكفي قوت يوم واحد، والكثير من العمال يطالبون بالموافقة على الاستقالة لعدم القدرة على الاستمرار بالعمل والدفع من جيوبهم للوصول إلى عملهم.
وأضاف: كانت هناك مقترحات إسعافية للحفاظ على ما تبقى من أطباء أخصائيين وذلك بتخصيص قسم خاص بالمشافي الحكومية ويعود الريع وبنسب جيدة للكوادر العاملة فيه وبما يعادل أجور القطاع الخاص لتقديم الحافز لهم للبقاء على رأس عملهم، ويستثنى من ذلك الأطباء المقيمون لكونهم طلاب علم واختصاص.
وأشار مدير عام مشفى أباظة إلى قلة الموارد المالية وضعف الإيرادات وتبعات الأزمة والغلاء وضعف الأجور وتعطل الأجهزة وقدم الآليات ونفقات إصلاحها والتي تعادل شراء آليات جديدة، وكل تلك الظروف مجتمعة أدت إلى عزوف الأطباء عن الالتزام بالمشافي الحكومية وهذا الأمر أثر سلباً على القدرة الاستيعابية وتقديم الخدمة الطبية المناسبة للمرضى.
وكشف حلاوة وبحسبة بسيطة تكاليف إصلاح الآليات على مدار 4 سنوات الماضية بالمشافي الحكومية، وبما يعادل شراء أسطول حديث من السيارات والمركبات وبالتالي توفير نفقات الإصلاح لسنوات قادمة، كما أن السيارات الجديدة ستكون أكثر أماناً للعاملين والاستغناء عن آليات القطاع الخاص لنقل العاملين والتي أصبحت تكاليفها خيالية وتتحكم بالأجور، عدا عن توفير المحروقات والتي تخصص لآليات القطاع الخاص والتي تحتاج إلى واسطة ومحسوبيات وعلاقات شخصية لتأمينها وتصل أحياناً إلى «كسرة النفس» بهدف عدم توقفها والاستمرار بنقل الكوادر لعدم تغيبها عن العمل وتوقف بعض الخدمات بالمشفى.
ولفت إلى قلة الاعتمادات التي تم تأمينها للمشافي في ظل الارتفاع الكبير واللامنطقي للأسعار وتذبذب سعر الصرف وانخفاض قيمة الليرة، وهذا الأمر أدى إلى تبخر تلك الاعتمادات في أول ثلاثة أشهر من العام، وأصبحت المشفى تعاني من تأمين اعتمادات إضافية لتسيير أمورها.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن