| موفق محمد
أكد نيافةُ المطران مار موريس عمسيح مطرانُ أبرشيةِ الجزيرةِ والفرات للسريانِ الأرثوذكس، أمس، أنه رفض طلباً لما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية باستبدال المناهج الحكومية التي يتم تدريسها في مدارس الطائفة السريانية في الجزيرة بمنهاج تلك «الإدارة»، وأنه أصر على مواصلة التدريس بمنهاج الحكومة.
وفي تصريح لـ«الوطن»، قال المطران موريس: «أتى إلي مجموعة من الوزارة التابعة لهم وقيادات تتبع لهم لأن لدي 23 مدرسة للطائفة السريانية في الجزيرة وطلبوا مني التعاون معهم بإلغاء المنهاج السوري الحكومي ووضع بدل عنه منهاج «الإدارة الذاتية» الكردية».
وأضاف: «قلت لهم.. عندما يصبح لديكم علم في الأمم المتحدة واستقلالية كاملة ذات سيادة حينها أعترف بالمنهاج الخاص بكم.. بالنسبة لي المناهج السوري الحكومي خط أحمر».
ولفت المطران موريس إلى أنهم طلبوا منه أيضاً طرد أبناء الكرد والعرب والإسلام وألا يزيد من مدارسه، والإبقاء عليها للمكون المسيحي فقط، لافتاً إلى أنه في زمن الاحتلال العثماني والفرنسي لم يطلب أحد من الكنيسة أمراً كهذا، معتبراً أن هذا تمييز عنصري بكل بالمقاييس.
ورأى أن تصرف «الإدارة الذاتية» الكردية «يهدف إلى إثارة الفتنة في المنطقة ونحن بغنى عنها»، وأضاف: «إذا أرادوا إغلاق المدارس فليغلقوها»، مؤكداً إصراره على متابعة التدريس في مدارس الطائفة السريانية بمناهج الحكومة السورية، محذراً من أنه إذا «أرادوا توقيفي فستحدث «علقة» لها أول وليس لها آخر وهم من سيخسر وليس أنا».
وفي 24 الشهر الماضي وجهت الرئاسة المشتركة لما تسمى «هيئة التربية والتعليم» التابعة لـ«الإدارة الذاتية» التي تهيمن عليها ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، كتاباً حصلت «الوطن» على نسخة منه، إلى إدارة مدرسة «الأمل1» الخاصة في مناطق سيطرتها بالقامشلي والتابعة لمدارس الطائفة السريانية في الجزيرة، يتضمن تهديداً للمدرسة لأنها تقوم بتعليم مناهج الحكومة السورية للطلاب وترفض تعليم مناهج «الإدارة الذاتية».
وجاء في الكتاب: «التزاماً بالخطة التعليمية، ومن ضمنها خطة التعليم المجاني لدى هيئة التربية والتعليم، وبالأخص بعد إغلاق المدارس التي تقوم بتعليم مناهج الحكومة السورية، وعدم وجود قانون يخص المدارس الخاصة ضمن «الإدارة الذاتية»، تناشدكم هيئة التربية والتعليم بالتوقف عن التعليم بمناهج الحكومة السورية للطلاب، والالتزام بتعليم المناهج التعليمية للهيئة الضامنة لحق الأطفال بالتعلم باللغة الأم لكل مكون».
وأضاف: إنه «وفي حال استمرت المدرسة بتعليم مناهج الحكومة السورية سنضطر آسفين لاتخاذ التدابير اللازمة لتطبيق «القرار» خلال مدة أسبوع من تاريخ التبليغ».
وفي 18 الشهر الماضي، أصدرت ما تسمى «هيئة التربية والتعليم» قراراً يحظر تدريس المناهج الوطنية في جميع المدارس والمعاهد التعليمية الخاصة في مناطق سيطرتها شمال وشمال شرق سورية، وهددت «المخالفين» بفرض غرامة مالية والسجن».
وشهد أيلول الماضي فعاليات احتجاجية عدة في مناطق بريف دير الزور الشرقي التي تسيطر عليها «قسد»، رفضاً للمنهاج الذي كانت «الإدارة الذاتية» وضعته قبل أن تتراجع عن قرار إقراره تحت الضغط الشعبي والاحتجاجات الرافضة للمنهاج المخالف للمناهج الوطنية المعتمدة من وزارة التربية السورية والذي أكد الأهالي في مناطق انتشار «قسد» أنه مخالف للدين والعادات والتقاليد الاجتماعية لأبناء المنطقة.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن