غانم محمد
يبدو أننا شعبٌ أدمنَ التنكّر للجميل في كلّ شيء، حتى لو كان مصدر هذا الجميل هو الحكومة الساهرة دائماً من أجل راحتنا!
تتدخّل الحكومة (إيجابياً) فنرجمها، تؤمّن لقسم منّا خمسين ليتر من مازوت التدفئة، فنهرب إلى مواقد الحطب، تؤمن لنا ما يكفي ويزيد من الخبز المدعوم، لكننا ومن شدّة البطر، نأكل خبزاً سياحياً، تفتح لنا كلّ المصارف لسحب رواتبنا فنتكدّس أمام كوّة صراف بعينه!
احتار دليل الحكومة معنا، واحتار الوزراء من أين يأتونا بـ (خيرهم)، فنحن لا نريد، لدرجةٍ تكاد تصبح هذه الحكومة عاطلة عن العمل!
يا جماعة الخير، وحتى لا نذهب إلى الأمور الكبيرة، ويتهمنا البعض أننا لا نجيد قراءة الظروف والإمكانيات المتاحة، سنتحدّث مرة أخرى بعد مئات المرات ونقول: إن كنتم لا تستطيعون تزفيت الشوارع أفلا تستطيعون تنظيفها؟
وإن كنتم لا تستطيعون تحسين جودة الخدمات (موبايل، إنترنت، كهرباء..) كيف استطعتم رفع رسومها، وإن كان 99% من المستهلكين يعلنون وبـ (المشرمحي) إن الوزارة المسماة باسمهم عاجزة عن فعل أي شيء لهم، فلماذا وجودها، أو لماذا لا يتمّ تغيير اسمها والاكتفاء بمسمى (وزارة التجارة الداخلية)؟
بالمنطق، وكمثال فقط، إذا كانت رسوم الكهرباء (بعيداً عن الاستهلاك) هي ألفا ليرة شهرياً، على أساس أن الخدمة متوفرة طيلة الشهر وعلى مدار اليوم، فيجب أن تنخفض هذه الرسوم إلى أقل من 100 ليرة لأن مجموع ساعات التغذية خلال شهر لا تصل إلى 72 ساعة، وبالتالي فإن الخدمات الجليلة التي كنا ندفع مقابلها الرسوم غائبة طيلة 27 يوماً كل شهر، فلماذا ندفع رسومها؟
السادة في وزارة التجارة الداخلية: لا سكر، ولا رز، ولا من يحزنون في صالة السورية للتجارة في الصفصافة منذ أكثر من شهر، والرد يأتينا من القائمين عليها: نحن من المغضوب عليهم، لكن لن نكون من الضالين، ما دمنا مهتدين بتصريحاتكم التي تتحدث عن توفير هذه المواد في صالات السورية للتجارة.
(سيرياهوم نيوز4-خاص بالموقع)