مها دياب
في ظل الظروف المعقدة التي يعيشها الشباب في سوريا، من تحديات اقتصادية وضغوط نفسية واجتماعية، تبرز الحاجة الى مبادرات إنسانية تلامس واقعهم وتمنحهم فرصة لإعادة بناء الذات.
فالكثير من الشباب يحملون آثاراً من قرارات سابقة، بعضها ناتج عن تجارب شخصية، وبعضها مرتبط بظروف قاسية فرضت عليهم خيارات لم تكن دائماً نابعة من قناعاتهم ومع مرور الوقت، يصبح التخلص من هذه الآثار خطوة ضرورية لاستعادة التوازن الداخلي والانطلاق نحو مستقبل أكثر وضوحاً واستقراراً.
من هنا، تأتي أهمية هذه المبادرة التي أطلقتها مؤسسة “هذه حياتي” الخيرية بالتعاون مع المؤثر مصطفى الزين، بهدف تقديم خدمة مجانية في مشفى الجلدية بمنطقة مشروع دمر، لتكون متاحة لكل من يرغب في التخلص من آثار قرارات سابقة دون مقابل..
تفاصيل المبادرة
تم تركيب جهاز إزالة الوشم في مشفى الجلدية بدمشق، بكلفة تتجاوز 4 آلاف دولار ليكون وقفاً إنسانياً متاحاً لجميع الأشخاص الذين يرغبون في إزالة وشومهم لأسباب شخصية أو اجتماعية أو صحية.
وقد ساهم المؤثر مصطفى الزين في دعم هذه المبادرة من خلال حضوره وتفاعله، مؤكداً على أهمية تقديم حلول عملية تساعد الأفراد على تجاوز آثار قرارات سابقة، وتعزيز شعورهم بالراحة النفسية والانتماء.
محاضرة توعوية
في مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل في منطقة باب مصلى، تم تنظيم محاضرة تناولت مخاطر الوشم من عدة جوانب:
فمن الناحية الصحية، تم التحذير من المضاعفات الجلدية التي قد تنتج عن الوشم، مثل الالتهابات أو التحسس أو انتقال العدوى.
و من الناحية الدينية، تم توضيح الموقف الشرعي من الوشم، وضرورة احترام الجسد كأمانة يجب الحفاظ عليها.
و من الناحية الاجتماعية، تم التشجيع على الابتعاد عن المظاهر السطحية، والتوجه نحو هوايات مفيدة تعزز من قدرات الفرد وتعود بالنفع عليه وعلى المجتمع.
التأثير الإيجابي
تم التأكيد خلال المحاضرة على أهمية الدور الذي يلعبه المؤثرون في توجيه الشباب نحو خيارات أكثر وعياً.
فالمحتوى الذي يقدمه المؤثرون يمكن أن يكون مصدر إلهام حقيقي، خاصة عندما يرتبط بقضايا إنسانية واجتماعية.
كما تم الحديث عن أهمية وجود بيئة صالحة يعيش فيها الفرد، وأصدقاء يدعمونه في اتخاذ قرارات سليمة، ويشجعونه على النجاح، وأن يكون هو نفسه نموذجاً جيداً أمام إخوته وأقرانه.
أهمية المبادرة
هذه المبادرة لا تقتصر على كونها خدمة طبية أو اجتماعية، بل تمثل تعبيراً حقيقياً عن قدرة المجتمع على احتضان أفراده ومساندتهم في تجاوز تجاربهم السابقة دون لوم أو إقصاء.
إنها رسالة واضحة تمنح كل فرد الحق في أن يبدأ من جديد، أن يختار طريقه، ويعيد بناء هويته كما يشاء.
ويعكس إشراك الشخصيات المؤثرة في مثل هذه المشاريع مستوى الوعي المتزايد بأهمية الإعلام في بناء ثقافة داعمة ومحفزة على التغيير الإيجابي. فعندما يُوظف التأثير الاجتماعي كأداة للتمكين، يتحول المحتوى إلى مصدر إلهام حقيقي، يتجاوز مجرد عرض الصور ليكشف عن قصص النجاح والتعافي.
هذه المبادرات دليل على أن العمل الإنساني لا يقتصر على تقديم المساعدة، بل يشمل أيضاً إعادة بناء الإنسان من الداخل، وتوفير بيئة تمنحه شعوراً بالانتماء، وتعيد إليه ثقته بنفسه، وإيمانه بقدرته على تجاوز التحديات وصناعة مستقبل أفضل.
أخبار سوريا الوطن١-الثورة