الرئيسية » كلمة حرة » معجزة غزة..

معجزة غزة..

بقلم:مالك صقور

طوفان الأقصى الذي انبثق في السابع من تشرين أول في فلسطين على أيدي الأبطال أبناء غزّة – معجزة.
معجزة؟!! بلى معجزة.. ففي الوقت الذي ظن العالم كله, أن زمن المعجزات قد ولىّ وانتهى.. انتفض فدائيو غزة واجترحوا المعجزة..
فمن يعرف ما يتحصّن به الكيان الصهيوني الغاصب من قباب فولاذية وحديدية, وجدران خرسانية غير قابلة للهدم, ومن يعرف ما يمتلكه الكيان الصهيوني من دبابات آخر جيل لا تخترق, وطائرات حربية أسرع من الصوت وعصية على الصواريخ, وآلات وآليات دمار وعتاد حربي لا مثيل له في العالم, وجيش نخبة النخبة, بالإضافة إلى أجهزة الرصد, وأجهزة الإنذار والمراقبة, والاستشعار عن بعد وعن قرب, والكاميرات المتطورة, زائد العملاء والجواسيس المزروعة في فلسطين”, وفي البلدان العربية أيضاً, سيدرك أن فدائيي غزة قد حققوا معجزة غير مسبوقة في التاريخ القديم وفي التاريخ المعاصر.
َمن يرى أساطيل الغرب الأمبريالي وحاملات الطائرات الإميركية والفرقاطات والطوربيدات وحتى الغواصات النووية الداعمة والمهددة لغزة, سيدرك أن فدائيي غزة تحدوا كل هؤلاء ولم يجزعوا, وحققوا المعجزة التي عجزت عنها الجيوش الجرارة.
من يحصي هزائم العرب وانكساراتهم وخيباتهم, سيدرك أن طوفان الأقصى – معجزة
من يرى ويسمع موقف بعض الفلسطينيين ومن حسب نفسه على الفدائيين يوماً ما, داخل الأرض المحتلة وخارجها, وخذلان هؤلاء لقضيتهم, لفلسطين, لاخوتهم فدائيي غزة, سيدرك أنها معجزة.
من يعرف اليوم موقف حكومات العربان من المحيط إلى الخليج وتخاذلهم وصمتهم, سيعرف أن طوفان الأقصى معجزة. من يعرف موقف حكام العربان من الكيان والاستسلام, والتطبيع مع الكيان الغاضب سيعرف أنها معجزة.
من يتذكر خمس وسبعين سنة من الاحتلال, والقهر, والذل والمهانة, والسجن, والتنكيل, سيعرف أن طوفان الأقصى معجزة.
من يعرف ظروف الحصار من الجهات الست على فلسطين سيعرف أن طوفان الأقصى معجزة.
وعندما هرول بعض حكام العرب إلى الكيان, وتمت اتفاقيات كامب ديفيد, وأوسلو ووادي عربة , قلت وكتبت مراراً : سيولد جيل فلسطيني أبي شجاع, سيثأر لكل زيتونة ولكل بيارة برتقال, لكل حبة تراب, وذرة رمل وقطرة دم, سيثأر لذل خمس وسبعين سنة, وها هو الجيل قد ولد وترعرع, وانتفض وكان أقوى من طائر الفينيق, ليثبت للعالم كله : إن أعدل وأشرف وأنبل وأحق قضية في العالم, هي قضية فلسطين اليوم.
وأن الكيان الصهيوني المجرم الغاشم مهما دمّر ومهما حطم, ومهما قتل, فهو مهزوم. وأن أبطال غزة رد ّوا الكرامة, وأثبتوا أنه لا يضيع حق وراءه فدائيين وطفل شهيد..
وأن المظاهرات التي تعم بعض عواصم العالم بما فيها أميركا, أكبر دليل على انتصار غزة, والشعب الفلسطيني وإدانة ليس فقط للنظام النازي في فلسطين المحتلة بل إدانة لكل أنظمة العار في العالم والوطن العربي.
أبطال غزة, فدائيو غزة – هم رجال الله الذين يدافعون اليوم ليس عن فلسطين فحسب, بل يدافعون عن إنسانية الانسان في العالم كله في زمن موت الضمير العربي والعالمي.
تستطيع أميريكا والنازية الجديدة محو فلسطين عن الخارطة لكن فلسطين انتصرت .
(خاص لموقع سيرياهوم نيوز ٣)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

حولَ الثّقافةِ وفاعليّتِها..!!

  أحمد يوسف داود   أعتقد أن الفعاليّةَ الثَّقافيَّةَ الحَقَّةَ هي فَعاليّةُ (صِناعةِ وَعيٍ عامٍّ) يستجيبُ للتّحدّياتِ الحَيويّةِ المَطروحةِ على مُجتمعٍ ما، في (شروطِ وجودِهِ) ...