بشرى سليمان:
احتفلت دمشق في عام 2008 باختيارها عاصمة الثقافة العربية، لحضارتها الأصيلة وتراثها الغني عن التعريف، لكن يا تُرى ألا تستحق دمشقنا هذا اللقب كل عام؟ ألا تستحق هذه الحاضرة أبداً، بثرائها الروحي، وعمق جذورها، وآمالها الراسخة كسدٍّ منيعٍ في وجه الإرهاب المادي والمعنوي لأكثر من عشر سنوات.
بقيت دمشق بهويَّتها وياسمينها ومتاحفها ومسارحها وأسواقها ومعرضها الدولي الكبير ومعرض مكتبة الأسد الذي لم يتوقف عاماً واحداً، بل بقي تظاهرةً ثقافيةً تستقطب فئات المجتمع كافةً، حتى الطفولة التي تحظى باهتمامٍ كبيرٍ من قبل وزارة الثقافة إيماناً منهم بأن الكتاب يعوِّد الطفل على التأمل والتفكير في نفسه وما حوله، ويدفعه لطرح الأسئلة عن كلِّ شيء حوله، والأهم من ذلك الحفاظ على الارتباط الدائم بين نمو الطفل الجسدي ونموه العقلي والإدراكي، لذلك نرى أجنحة كتب الأطفال جميلةً مزينةً، تطغى عليها ألوان الفرح، تشدُّك بترتيبها المتقن، وتخصصها بفئات عمرية محددة، وبعناوين تتنوع وتتعدد حول القيم الأخلاقية، والسمات الإنسانية النبيل، والمجالات العلمية، والأدبية، والتاريخ، والفضاء، والترفيه، والكتب التفاعلية، والألعاب وغيرها الكثير.
كما يلفتك الجمال الذي يتمتع به شكل الكتاب، والإتقان العالي في الطباعة، والرسوم ودرجات الألوان، والجودة العالية للورق، وهي من أهم شروط جذب انتباه الطفل للكتاب.
أما بالنسبة لأسعار كتب الأطفال هذا العام، فهي مقبولة نوعاً ما، رغم الصعوبات التي تعانيها دور النشر باختيار العناوين، والمؤلفين، والحفاظ على جودة المُنتَج رغم تكلفته العالية، حيث لجأ غالبية المشاركين في المعرض إلى البيع بسعر التكلفة تقريباً بحسومات تصل إلى 50% بهدف تشجيع الأهل على شراء الكتب التي تنمِّي اهتمامات أطفالهم، وتعودهم على المطالعة في سنٍّ مبكرةٍ، فتصبح عادةً متأصلةً فيهم، تُغني معارفهم وتبعدهم عن هيمنة الهواتف الذكية.
سيرياهوم نيوز 6 – الثورة