syriahomenews أخبار سورية الوطن
تتمثل أهمية معرض دمشق الدولي في المرحلة الجديدة بدورته62 في كونه منصة رئيسية للانفتاح الاقتصادي والتعافي، وتعزيز التبادل التجاري والاستثماري، وتقديم صورة مشرقة عن الاقتصاد السوري للعالم .
الباحث في التراث أ. نبيل عجمية يصف معرض دمشق الدولي خلال حديثه لصحيفتنا الحرية أنه يُعد رمزاً لإعادة البناء والاستقرار، ونافذة لدعم المشاريع الوطنية، وفرصة لتبادل الخبرات، وتعزيز التواصل الثقافي بين الشعوب.
وهو أقدم المعارض في المنطقة وأكثرها عراقة بتاريخه الحافل بالنشاط حيث يُعد مرجعاً وذاكرة زمان ومكان.
موقع المعرض
وحسب عجمية فقد كان المعرض قديماً يمتد من جسر فيكتوريا ومتحف دمشق الوطني حتى ساحة الأمويين بمحاذاة نهر بردى والساحات الخضراء ومجسماتها ونوافيرها الجميلة والأجنحة الوطنية والدولية التي تحتضن مشاركات العديد من دول الشرق والغرب.
أول معرض
وأشار عجمية إلى أن أول معرض أقيم في دمشق في الأول من أيلول عام 1954 واستمر لمدة شهر كامل على مساحة وقدرها 250 ألف متر مربع وفاق عدد زواره مليون زائر من مختلف الدول العربية والأجنبية .
عجمية: معرض دمشق الدولي أقدم المعارض وأكثرها عراقة وذاكرة زمان ومكان
شاركت في الدورة الأولى للمعرض 26 دولة عربية وأجنبية إضافة لعدد من المؤسسات والشركات الصناعية والتجارية السورية.
حدث دولي واقتصادي
ونوه عجمية بأن افتتاح معرض دمشق الدولي في الخمسينيات كان حدثاً دولياً اقتصادياً كبيراً حقق نجاحاً فاق التوقعات، وكان النجاح على المستوى الاقتصادي والتجاري وكذلك على المستوى السياحي.
ميزات المعرض
لافتاً إلى أن المعرض تميز بأعمدته العالية التي تحمل أعلام الدول المشاركة على طول الشارع.
وكان الباب الرئيسي للمعرض على نفس الشارع وكان له قوس مميز يشبه قوس قزح وهو يعتبر من مظاهر “معرض دمشق الدولي”.
في مطلع ستينيات القرن العشرين رفع الفنانون السوريون نصباً تذكارياً للسيف الدمشقي في ساحة الأمويين وسط العاصمة دمشق كرمز لقوة المدينة ومنعتها.
هذا النصب، له واجهتان واسعتان متقابلتان من البلاستيك الملون، الواجهة الغربية تطل على ساحة الأمويين نفسها، والواجهة الشرقية تطل على باب “معرض دمشق الدولي”، وقد تم وضع لوحات من البلاستيك الشفافة، تمثل أعلام الدول المشاركة في المعرض كل سنة .
مع مرور السنوات وزيادة الازدحام داخل مدينة دمشق بشكل كبير، كان لابد من مكان جديد للمعرض يوفر المساحات التي تناسب تزايد عدد الدول المشاركة والمشاركين والشركات الدولية والسورية وكذلك الزوار، فتم بناء “مدينة المعارض الجديدة” على طريق مطار دمشق الدولي ، ولكن الحنين كان دائماً إلى مكانه القديم في قلب دمشق.
وتابع عجمية: أذكر أن الكثير من الزوار ومن مختلف أحياء دمشق كانوا يتوافدون سيراً على الاقدام بسبب الازدحام الخانق حتى أن وسائط النقل كانت عاجزة عن استيعاب ذلك الزحف البشري .
صوت فيروز
وأشار عجمية إلى أن صوت فيروز مازال يصدح في أذنيه عبر مكبرات الصوت
أمَويُّونَ، فإنْ ضِقْتِ بهم
ألحقوا الدُنيا بِبُستانِ هِشَامْ
موثقاً ذلك بما تحدثت به السيدة فيروز لجريدة النهار : “كلما سمعت فاصلاً من موشحاتي تذكرت دمشق وجمهورها في المعرض الدولي بحرارته ودفقه، ينتهي برنامج الحفلة ولا يقبل الجمهور بنهايته، أذكر أني عدت إلى الخشبة بعدما كنت نزعت عن وجهي الماكياج و ارتديت ملابسي للخروج ولكن وسط حماس الجماهير ومطالبتها بالمزيد عدت من جديد .( انتهى الاقتباس).
يقول الأستاذ محي الدين قويدر الذي كان مديراً للمسرح في مدينة المعارض: شهدت خشبة مسرح المعرض وقوف عمالقة الطرب العربي والأجنبي عليها أمثال أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وفيروز وصباح فخري وكاظم الساهر ونصري شمس الدين وصباح وشادية ووديع الصافي ووردة الجزائرية ونجوى كرم ووليد توفيق والفنان العالمي ديميس روسوس، بالإضافة إلى عروض لأهم الفرق المسرحية كعرض صقر قريش والعمل الملحمي التاريخي الكبير /الإلياذة الكنعانية/ لفرقة /إنانا/ للرقص المسرحي وغيرها الكثير .(انتهى الاقتباس).
نتمنى النجاح بامتياز للمعرض هذا العام والذي يفتتح بتاريخ 2025/8/28 ولغاية 2025/9/5 من شهر أيلول ليكون محطة رائدة في انطلاق سوريا نحو الازدهار والتقدم .
