آخر الأخبار
الرئيسية » إدارة وأبحاث ومبادرات » معضلة الحكم وسؤال اللحظة ..الكفاءة أم الثقة؟

معضلة الحكم وسؤال اللحظة ..الكفاءة أم الثقة؟

 

عبد الفتاح العوض

في لحظات التحول السياسي، حين تنهض الشعوب من رماد الاستبداد أو الفوضى، يبرز سؤال جوهري: من يستحق قيادة المرحلة؟ هل نُسند المسؤولية لمن نثق في نياتهم ومواقفهم؟ أم لمن يملكون الخبرة والكفاءة التقنية؟
هذا السؤال لا يعكس فقط جدلية إدارية، بل يكشف عن توتر فلسفي بين الشرعية الأخلاقية والفعالية العملية.
في الدول الخارجة من أزمات، تميل النخب السياسية إلى اختيار من يشاركونها الرؤية والولاء، حتى لو افتقروا إلى أدوات الإدارة. في المقابل، قد يُستبعد أصحاب الكفاءة بذريعة أنهم “محايدون” أو “غير منخرطين في المشروع الوطني”.
لكن التجربة تُثبت أن الثقة وحدها لا تكفي، والكفاءة وحدها لا تُقنع. فالأولى تمنح شرعية، لكنها قد تُفضي إلى فشل إداري. والثانية تُنتج أداءً، لكنها قد تُفقد المشروع روحه.
ما هوً الأنموذج الأمثل؟
المرحلة الانتقالية لا تحتمل الترف النظري. المطلوب هو بناء أنموذج إداري يُزاوج بين الكفاءة والثقة:
• أصحاب الكفاءة يتولّون المهام التنفيذية، حيث تُقاس النتائج بالأرقام لا بالشعارات.
• أصحاب الثقة يُشرفون على التوجه العام، ويضمنون ألا تنحرف الإدارة عن أهدافها الأخلاقية والوطنية.
• المؤسسات تُصمم لتكون مرنة، قادرة على التقييم والتصحيح، لا مجرد أدوات للولاء أو المحاباة.
المرحلة الانتقالية ليست لحكمٍ دائم، بل لإصلاحٍ مؤقت. من يقودها يجب أن يكون قادرًا على التعلم، لا الاكتفاء بالانتماء. فالثقة تمنح الشرعية، والكفاءة تمنح الاستمرارية. ومن دون الأولى، تنهار الروح. ومن دون الثانية، تنهار البنية

(اخبار سوريا الوطن 2-الوطن)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

ورشة عمل في المعهد الوطني للإدارة العامة حول “القانون الدولي الإنساني وتطبيقاته على المستوى الوطني”

    “القانون الدولي الإنساني وتطبيقاته على المستوى الوطني” موضوع ورشة العمل التي نظمها المعهد الوطني للإدارة العامة بالتعاون مع بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ...